تعهدت منصة العملات المشفّرة الرائدة عالمياً بينانس Binance بحرق كامل مخصصات فريق عملها من توكن بينانس كوين (BNB)؛ وهو عبارة عن توكن يمثّل شبه مساهمة في رأس مال المنصة، ويقدم “توزيعات أرباح” من خلال ارتفاع قيمة التوكن عند حرقه والقيمة الإضافية المستمدة من النظام الإيكولوجي لمنصة بينانس. لا شك أنَّها خطوة غير مسبوقة؛ إذ تعتزم المنصة حرق توكنات بقيمة 2.5 مليار دولار أميركي حسب الأسعار الحالية. 

منصة بينانس تعتزم حرق 80 مليون بينانس توكن بقيمة 2.5 مليار دولار أميركي

أعلن المدير التنفيذي لمنصة بينانس، تشانغبينغ زاو (الشهير بلقب “سي زي”)، في آخر جلسة مفتوحة لتلقي الأسئلة AMA عقدها، أنَّ شركته تعتزم حرق كامل مخصصاتها من توكن بينانس كوين. 

كانت بينانس قد ولدّت في البداية 200 مليون بينانس كوين خلال العرض الأولي للعملة الخاص بها، وخصصت 40 بالمائة من تلك التوكنات لفريق العمل بها؛ أي 80 مليون توكن بينانس كوين. وفقاً للأسعار الحالية، تُقدّر قيمة تلك التوكنات بـ 2.5 مليار دولار أميركي. 

إذ صرّح زاو بحماسة: “نحن لا نعتزم صرف بنساً واحداً منها؛ بل سوف نحرقها جميعاً!”.

عند إضافة تلك التوكنات إلى التوكنات الأخرى التي كان قد تقرر حرقها، نجد أنَّ إجمالي المعروض من توكن بينانس كوين سوف ينخفض في النهاية من 200 مليون بينانس كوين إلى 100 مليون بينانس كوين فقط؛ وهو ما يُعد بشرى جيدة لحاملي تلك التوكنات. 

في هذا الصدد، قال زاو في جلسته المفتوحة لتلقي الأسئلة: “في المجمل، نحن نرغب في رد الجميل للمجتمع أكثر، ونعتقد أنَّ هذا في صالح توكن بينانس كوين أيضاً. وبالتالي، في هذه المرحلة، نسعى إلى زيادة المنفعة من التوكن وجعل المزيد من الأشخاص يستخدمونه أكثر مما نسعى إلى زيادة إيرادات موقع بينانس Binance.com، على سبيل المثال”. 

ذكر “سي زي” إنَّ فريق العمل بأسره قد أيّد هذا القرار، ثم استطرد قائلاً: “مما يدل على أنَّ منصة بينانس لديها رسالة، وأنَّنا لسنا هنا من أجل المال. أعتقد أنَّ هذا ينبغي أن يُعزز من ثقة مجتمعنا”. 

عملية الحرق هذه من شأنها أن تجعل مركز المنصة المهيمنة أقرب إلى مشروعات العملات المشفّرة الأخرى التي ليس لديها عمليات تعدين مسبقة Pre-mines أو توزيعات أولية للتوكن، لا سيما وأنَّها نقطة محل خلاف لدى كثيرين ضمن مجتمع العملات المشفّرة؛ فهم يزعمون أنَّ الشركات التي لديها توزيعات أولية ضخمة تهتم بإثراء أنفسها أكثر على حساب حاملي التوكنات.

على سبيل المثال: تمتلك شركة ريبل Ripple ما يبلغ عدده 55 مليار من توكن الريبل (XRP) الذي أصدره بعض مؤسسي الشركة، أي ما تبلغ قيمته 19 مليار دولار أميركي بالأسعار الحالية؛ مما أضعف  قيمة التوكن لحامليه بما يصل إلى 535 مليون دولار أميركي من خلال مبيعات السوق على مدار العام 2018.

في الوقت نفسه، ومع أنَّ فريق العمل لن يمتلك أي توكنات بعد ذلك، يشدد زاو على أنَّه سيظل هناك توافق جيد بين المستخدمين والمنصة حول المكافآت، وأنَّ بينانس ستظل واحدة من أكبر الحاملين لتوكن بينانس كوين؛ الفرق هو أنَّ أي توكن سوف تمتلكه المنصة ستكون إمَّا حصلت عليه من خلال خدماتها أو اشترته من حامليه مباشرةً. 

من جانبه، أكّد تشانغبينغ زاو خلال جلسته المفتوحة لتلقي الأسئلة أنَّه لا يزال ملتزماً بإيجاد طرق لرفع سعر توكن بينانس كوين وقيمته. وقد وافقت الأسواق على ذلك: إذ شهد سعر التوكن ارتفاعاً حاداً، من 29.02 دولار أميركي إلى 32.45 دولار أميركي، بزيادة بلغت 11.8 بالمائة، بعد ثلاث ساعات فقط من الإعلان. 

الرسوم ستظل مخفَّضة على منصة بينانس

زفّ زاو بشرى أخرى لحاملي التوكن: سوف تستمر منصة بينانس في تقديم تخفيضها البالغ 25 بالمائة على رسوم التداول على موقع بينانس عند تسديدها باستخدام توكن بينانس كوين. وفقاً للورقة البيضاء الخاصة بالشركة، كان قد تقرر خفض نسبة التخفيض من 25 بالمائة إلى 12.5 بالمائة بتاريخ 14 يوليو/ تموز 2019. 

جدير بالذكر أنَّ ذلك يتماشى مع المبادرات السابقة للمنصة؛ لا سيما وأنَّ حالات المنفعة من التوكن قد وصلت بالفعل إلى أكثر من 80 حالة

إحراز تقدم في التداول بالهامش والعقود الآجلة

ذكر زاو أنَّ شركة بينانس قد أطلقت أيضاً منصة للتداول بالهامش بتاريخ 11 يوليو/تموز 2019، وهناك أكثر من 10 آلاف شخص سجلوا أسماؤهم بهدف التداول بالمشتقات على المنصة. حتى الآن، اقتُرضت 15 مليون دولار أميركي من خلال الخدمة، على حد قول زاو.

أخيراً، أعلن تشانغبينغ زاو أنَّ الشركة تعتزم إطلاق التداول بالعقود الآجلة قريباً، وهي تشبه العقود الآجلة للبتكوين بالدولار الأميركي XBT/USD الشهيرة المُقدمة على منصة بتمكس BitMEX. من شأن ذلك أن يمكَّن المستخدمين من بيع البتكوين (BTC) على المكشوف بفعالية، وعلى الأرجح برافعة مالية باستخدام ميزات الهامش التي جرى إطلاقها مؤخراً.

وعليه، ينبغي لآرثر هايز من منصة بتمكس وبراين أرمسترونغ من منصة كوين بيس Coinbase أن يقلقان؛ إذ إنَّ بينانس مستمرة في مسيرتها نحو الهيمنة على صناعة منصات تداول العملات المشفَّرة التي تُقدّر قيمتها بعدة مليارات من الدولارات الأميركية.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.