إذا أصابك الملل من كثرة الأخبار المتعلقة بدخول فيسبوك في مجال العملات المشفرة، فاستعد لما هو آت؛ إذ سيقوم أحد الاقتصاديين الحاصلين على جائزة نوبل بسحق عملة ليبرا، ما سيُعد صفعة قوية لسيليكون فالي وكل الأصول الرقمية المدعومة من وول ستريت، ويُعرف هذا الاقتصادي بكونه ناقداً حاداً للبتكوين وغيرها من العملات المشفرة “الحقيقية”، والسبب في ذلك على ما يبدو هو أنه وجد صعوبة في تطبيق مفاهيمه الأكاديمية على هذا النوع من الأصول الرقمية.

من كارهٍ للبتكوين إلى ساخرٍ من ليبرا

في مقالة لاذعة نُشرت عبر موقع بروجيكت سينديكيت Project Syndicate، وجّه أستاذ الاقتصاد في جامعة كولومبيا، والحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد، جوزيف  ستيغليتز، انتقادات حادة لمشروع عملة ليبرا وبعض المشاركين في إطلاقها. فما هي حجته؟

 يرى الاقتصادي البارز أنّ النظام المالي الحالي يعمل بشكل جيد وليس في حاجة إلى البلوكتشين والعملات المشفرة، ولا يحتاج لشبكة متداخلة من بيانات المعاملات المالية لتحسين وضعية السوق والتجارة.

ثم أكد على استقرار وضع العملات الورقية البارزة كالدولار الأميركي، مما يجعل من غير المنطقي تجربة عملات مشفرة جديدة مثل ليبرا. كان هذا رداً على أولئك الذين يشيرون إلى أنّ العملة المدعومة من قبل فيسبوك تشبه كثيراً العملات السيادية، لكن الفارق هو أن من يديرها شركات عملاقة ذات رؤوس أموال من مليارات الدولارات ولها قواعد مستخدمين من مليارات البشر.

أكد ستيغليتز أنّ آخر ما نحتاجه الآن هو وسيلة جديدة تسهل عمليات غسيل الأموال وشراء المواد المحظورة وتمويل الإرهاب. وهو يؤمن أن ليبرا ستُستخدم في مثل تلك الأمور، إلا أن ممثلي فيسبوك أمثال ديفيد ماركوس يؤكدون أنه من غير المرجح حدوث هذا.

في خاتمة المقالة، كتب ستيغليتز:  “في غضون سنوات قليلة، كان انعدام الثقة لدى مستخدمي فيسبوك أكبر منه لدى المتعاملين مع القطاع المصرفي كافةً. ومرة أخرى يتعين على قادة فيسبوك الاختيار بين المال واحترام وعودهم، ولكنهم اختاروا المال مجدداً. ولايوجد شيء يجلب لهم المزيد من الأموال كإطلاق عملة جديدة خاصة بهم”.

كما قيل من قبل، فإن مناهضة ستيغليتز لعملة ليبرا تأتي بعد مدة قليلة من إعلانه  آراءه حول البتكوين خلال لقاء على شبكة سي إن بي سي CNBC الأميركية في مايو/أيار؛ إذ طالب في اللقاء بضرورة إيقاف العمل بالعملات المشفرة كما ذُكر سابقاً في مقالته. وأعلن عن سبب رفضه للعملات المشفرة كالبتكوين، وهو أنها غير ضرورية وغير مراقبة وأن التعامل بها يتم في سياق غير منظم مما يجعلها وسطاً مثالياً للكثير من الأنشطة المحظورة في المقام الأول.

ستيغليتز ينضم لرابطة جيدة

وتجدر الإشارة إلى انضمام ستيغليتز إلى رابطة تدعى “رابطة مناهضي ليبرا”، ولكن لأسباب مختلفة عن أقرانه. فهم لا يرون في ليبرا وسيلة لتجاوز النظام المالي الحالي بل إنهم يؤمنون بأنها ستمثل وسيلة للشركات الكبرى لجمع البيانات بشكل أكبر مما يحدث حالياً، وتأسيساً لاحتكار فيسبوك لكل شئ وأي شئ.

كتب جوزيف لوبن احد المسئولين عن عملة الإيثريوم (ETH) قائلاً: “حتى الآن، وفي ظل عدم وجود ما يدين ليبرا، لا تريد فيسبوك إثارة الريبة لدى مستخدميها بل على العكس، فهي تطلب منهم الوثوق في ليبرا. ويجب علينا أن نثق بأن قيمة ليبرا تُعد قيمة جوهرية مدعومة بمجموعة من العملات الأخرى والسندات الحكومية، بخلاف التقلب الذي يحدث لأسعار العملات المشفرة الأخرى يومياً والذي يخضع للأهواء الشخصية”.

ربما هناك بارقة أمل، إذ يرى أبرز المؤيدين للعملات المشفرة مثل أرثر هيز وأندرياس أدونابوليوس أنّ ليبرا تستطيع تهميش دور المصارف التقليدية. إذْ أن أغلب المشاركين في مجال العملات المشفرة يودون أن يروا منافسة في وول ستريت، وكلما ازدادت تلك المنافسة كلما ازدادت احتمالية أن تكون العملات المشفرة وما يصاحبها من مشاريع ذات تأثير كبير. 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.