“ما هذا! الجميع يتبادلون السباب هنا. (مطور البتكوين) مات كورالو غاضب على بلوكستريم Blockstream. راغنار وجياكومو زوكو يسخران من كل الناس. ما الذي يحدث؟”

هذه الرسالة من شخص مناصر للبتكوين تصف حيرته إزاء ما يجري على منصة التواصل الاجتماعي تويتر في الأيام الأخيرة، عندما انخرطت عدة أسماء بارزة تطوير البتكوين والنظام الإيكولوجي للشركات الناشئة في عراك لفظي حول ثقافة البتكوين وإذا ما كانت بحاجة إلى تغيير أو تحسين.

أصل الجدال: هل توجد مشكلة متعلقة بثقافة البتكوين؟ هل هناك الكثير من السمية؟ ونظراً لأن موقع تويتر مفتوح للجميع، فقد تفرعت تلك الأسئلة إلى عدة أجزاء ثار حولها الجدل بدورها، وتركزت أسئلة تلك الأجزاء في: هل البتكوين شاملة بما يكفي؟ لِمَ يمتاز تويتر بالقسوة؟ وما هي، على وجه التحديد، ثقافة البتكوين؟

من الصعب الجزم بمكان بداية تلك المعركة المحتدمة، ولكن يبدو أنها قد نبعت من تغريدة كتبها المؤسس المشارك لتوكن دايلي Token Daily، سونا أمهاز، قال فيها: “بعض المطورين اللامعين للإيثريوم (ETH) أسروا إلي بشكل شخصي أنهم لجأوا إلى الإيثريوم بعد شعورهم بأنهم قد تم “شيطنتهم” من قبل مجتمع البتكوين. كن صبوراً وبعيد النظر وإلا ستخسر الكثير من المواهب اللامعة”.

وفي وسط النقاش الذي أعقب تلك التغريدة، جادل نيل وودفاين، وهو مدير التسويق في بلوكستريم أن ثقافة البتكوين قد تبدو غير مرحبة لوجود العديد من المحتالين في الصناعة الذين يسعون إلى الربح السريع.

يرفض تلك العقلية هؤلاء الذين تواجدوا في النظام الإيكولوجي للبتكوين لوقت كافٍ وأسباب مثالية، بل وقد يتعاملون معها بشئ من العدائية.

وغرد وودفاين قائلاً: “ثقافة صناعة البتكوين، لهذا السبب، قائمة على التشكك الشديد، والسخرية، والمراجعات المتفحصة، واللغة الصريحة. إن لم تكن سعيداً بثقافة البتكوين، فللأسف أنت جزء من المشكلة. البتكوين ستصبح أفضل حالاً بدونك، لأنك لست مهيئاً للتحديات المقبلة. لا تجيد التعامل مع الضغط، وحساسيتك عالية ضد النقد، ولا تملك إيماناً كافياً”.

وقال بعض المؤيدين لجانب وودفاين (برغم أن الجدل كان فوضوياً وعشوائياً بشكل يصعب معه تحديد جوانب بعينها) أن مجتمع البتكوين قد أصبح أكثر صلابة بعد جدالات السنين الماضية، وأشهر تلك الجدالات كان المتعلق بزيادة سعة البتكوين، والذي انتهى بشكل مفاجئ عندما انشقت قلة من معدنين البتكوين ليبدأوا البتكوين كاش (BCH).

باختصار، ترتكز حجة وودفاين على أن مجتمع البتكوين يبدو غير ودود بسبب تخلصه من العديد من الأفكار السيئة على مدار السنوات الماضية.

“تضليل حقير”

إلا أن تغريدات وودفاين، برغم شعبيتها، لم تلق قبول الجميع.

إذ قالت مديرة الأبحاث بمبادرة MIT للعملات الرقمية، نيها نارولا: “هذا تضليل حقير”. واصفة تغريدات وودفاين بالكارثية.

ويشير هذا الجانب من الجدال إلى أن هناك خطب ما في ثقافة البتكوين. وقالت نارولا في ذلك الصدد: “الاعتقاد بأنه ليس بالإمكان أفضل من الموجود ليس كافياً، يجب على الناس أن تبذل مزيداً من الجهد من أجل إدماج الآخرين في المجتمع. تساءل دائماً، ولا ترضى، واعلم أن هناك الكثيرين منا ممن يحاولون التحاور، والنقد، والتعلم، وتحسين أنفسهم بدون أن يكونوا أوغاداً”.

وكان لدى البعض تحفظات مشابهة فيما يتعلق بكون ثقافة البتكوين ستاتيكية، إذ جادلوا بأن هذه الثقافة ليست نقشاً على الحجر.

وقال جون نيوبري، مطور تشينكود Chaincode: “خطأ للغاية. أن يظن بعض الأشخاص على موقع تويتر أن بإمكانهم إلقاء خطبة حول ماهية ثقافة البتكوين وما يجب أن تكونه لهو أمر مخزي. نحن لا زلنا بصدد بناء هذه الثقافة، وباستطاعتنا جعلها أفضل”. مما مهد للنقاش المتعلق بمطوري البتكوين وأنهم مجموعة متجانسة، وأنه يريد للمطورين من خلفيات ثقافية مختلفة أن يشعروا أنهم مرحب بهم.

وفيما اعتبر ذروة الجدال، فقد قام مات كورالو بحظر المدير التنفيذي لبلوكستريم سامسون ماو، من متابعته، وجادل بأن بعض الأشخاص في شركة بلوكستريم الناشئة الخاصة بتكنولوجيا البتكوين ذوو ثقافة سامة. وشارك كورالو في تأسيس هذه الشركة في عام 2014.

لن تتكرر أبداً

ويبدو أن هذا الجدال الضخم بدأ من العدم. وكانت وجهة نظر الباحث في شركة تايريون Tierion بول ستورس أن الأشخاص في هذا المجتمع ليس لديهم مساحة يستطيعون فيها التحدث بشأن دواعي القلق حتّى انفجر الجدال.

وجادل ستورس قائلاً: “عندما يتعارك الناس، فذلك لأن لديهم الكثير من الأمور العالقة والتي تراكمت بداخلهم بمرور الوقت. ثم يقدح حدث صغير شرارة الأمر، القشة التي قصمت ظهر البعير، كما يقولون”.

وفي هذا الصدد، فإن هناك من يرى أن الطرفين محقين.

وجادل المؤسس المشارك لشركة سايفركس Ciphrex، إيريك لومبروزو قائلاً: “يقول البعض إنه من المفترض أن نروج لثقافة أفضل تساعد على الترحيب وإدماج الناس بداخلها واحترامهم. بينما يجادل البعض الآخر أن بروتوكولات شبكة النظير للنظير يجب أن تبقى محايدة ولا تبالي بالمسائل الثقافية. الطرفان على حق”. إلا أنه عاد وقال إن ثقافة موقع تويتر، والتي وصفها بأنها “حفنة رجال يحاولون كسب جوائز غبية” لا تمثل الثقافة العامة للبتكوين.

بينما لام مؤسس بت تورنت BitTorrent ومطور البتكوين برام كوهين “الجو المسموم” على موقع تويتر بالتحديد.

وقال في هذا الصدد: “إذا ظل شخص يتصرف بشكل بغيض فيجب أن يشعر أنه غير مرحب به، إلا أن الافتراض الطبيعي يجب أن يكون أن الأشخاص لا تعرف القواعد بعد ويجب شرحها لهم”.

على صعيد آخر، فإن البعض كانت له استنتاجات أخرى عن الحالة العامة لمجتمع البتكوين بالنظر لما حدث في الجدال.

وبحسب تغريدة وودفاين: “بعد نهاية هذا الأسبوع، لا تسمح لأحد بأن يزعم أن البتكوين مجتمع متجانس”.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.