قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، كانت هناك الكثير من التكهنات حول ما سيحدث من الناحية الاقتصادية إذا فاز ترامب بمقعد الرئاسة. وتوقع العديد من المحللين، مثل إريك جونز الأستاذ بكلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز Johns Hopkins، رؤية “ضغط شديد على أسعار البورصة وتوجه الجميع نحو المعادن النادرة مثل الذهب ونحو السندات”.

واليوم، بعد مرور ما يقرب من ثلاث سنوات على تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة ليكون الرئيس رقم 45، يبدو أنه لم يكن الذهب ولا السندات أفضل أصول آمنة يمكن أن يشتريها المستثمرون لحماية رؤوس أموالهم من الاضطراب المالي الذي كان متوقعاً، ولكن عوضاً عن ذلك كان هناك أصل واحد غفل عنه المرشدون الماليون.

“الملاذ الآمن” الحقيقي؟

وكانت الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة لعام 2016 الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تجرى كل أربع سنوات رقم 58 واتسمت بسلسلة من الفضائح.

وصرّح جيم روغرز، الشريك المؤسس لشركة كوانتم فند Quantum Fund، وشركة سوروس فند مانجمنت Soros Fund Management، في حواره مع قناة إي تي ناو ETNow، أنه كان يجري عمليات بيع مكشوف لأسهم سوق البورصة الأميركية استعداداً لفوز ترامب.

وظن رجال الأعمال الأميركيون أن رئاسة ترامب على الأرجح ستتسبب في الإفلاس والحروب التجارية مع بعض من أقوى الدول حول العالم مما سيخلق مشكلات عالمية على صعيد الاقتصاد الكلي. ونتيجة لذلك، توقع روغرز انخفاض سعر الذهب على المدى القصير، وعودته للارتفاع في إطار زمني محدد بخمس سنوات.

وبالإضافة إلى ذلك، كتب جاستن وولفر، كبير العلماء بشركة غالوب Gallup، وإريك زيتزفيتز، أستاذ العلوم الاقتصادية بكلية دارتماوث Dartmouth، مقالاً حللا فيه ما سيكون رد فعل السوق المالية إذا أصبح ترامب الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة الأميركية. وخلصت الدراسة إلى أنه تحت حكم ترامب ستصبح الأسواق المالية أكثر تقلباً ويمكن توقع ارتفاع أسعار الأصول التحوطية مثل سندات الخزانة وأسعار المعادن النفيسة.

وبغض النظر عن التوقعات الجريئة التي أجراها المحللان قبل انتخابات 2016، تظهر البيانات أنه لو اشترى المستثمر ذهباً أو سندات في ليلة الانتخابات، لكان انتهى به الأمر اليوم بعائدات متواضعة للغاية، ولكن إذا استخدمت البتكوين (BTC) كأصل تحوطي، لكانت العائدات مختلفة بصورة كبيرة.

وكان شراء الذهب خلال يوم انتخابات 2016 عندما كان سعره 1,260 دولار واستمر كذلك لمدة 3 سنوات تقريباً ليمنح المستثمر عائدات بنسبة 12 بالمئة تقريباً إذا كان سيبيعه اليوم.

وكان ليحدث سيناريو مشابهاً إذا اشترى المستثمر، في ليلة الانتخابات، سند خزانة لعشر سنوات، وهو أحد أشهر صكوك الديون في العالم لأنه مدعوم بضمان الاقتصاد الأميركي. وكان عائد الاستثمار (ROI) ليصبح 16 بالمئة تقريباً.

وعلى الجانب الآخر، بغض النظر عن عدم الاستقرار الذي يحيط بالبتكوين، كان المستثمر ليجني ما يقرب من 1,500 بالمئة لو كان اختار هذه العملة المشفرة كتحوط من عدم الاستقرار المالي المحتمل الذي كان يتوقعه معظم المحللون.

ورغم أن البتكوين في مرحلة مبكرة من إدراجها في النظام المالي، إلا أنها بحاجة إلى أن تكون 10 إلى 20 بالمئة على الأقل من قيمة النقود الكلية التي في حركة التداول وكما أشار سيف الدين عموس، مؤلف كتاب معيار البتكوين Bitcoin Standard، تستمر البتكوين في إبداء أنها أفضل ملاذ آمن من عدم الاستقرار المالي.

ومؤخراً، مع بدء ضعف اليوان الصيني بسبب الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، انتقل المستثمرون الصينيون إلى البتكوين في ترقب لانخفاض محتمل في قيمة العملة. ويمكن رؤية نفس النموذج بفنزويلا، إذ مع انهيار اقتصاد الدولة بسبب التضخم الشديد، يستمر الضغط الشرائي للبتكوين في تسجيل أعلى ارتفاعات من أي وقت مضى أمام البوليفار. ولذلك، قد يكون مفيداً التفكير في البتكوين كتحوط، خلال أوقات الاضطراب المالي.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.