يرى بيتر شيف، المدير التنفيذي لشركة الوساطة المالية يورو باسيفيك كابيتال Euro Pacific Capital، أنَّ عملة ليبرا المشفّرة من شركة فيسبوك Facebook سوف تتفوق على عملة بتكوين (BTC) من حيث الاستقرار والرسوم. بينما أبدى مؤيد بتكوين أنطوني بومبليانو اختلافه مع هذا الرأي؛ مشيراً إلى أنَّ العملتين سوف تساعدان بعضهما على النمو.
كان بيتر شيف قد نشر تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر Twitter قال فيها: “إنَّ عملة فيسبوك المشفّرة الجديدة المسماة “ليبرا” خبر سيئ للبتكوين: إذ إنَّ فيسبوك تعتزم استهداف السوق ذاتها التي تعتمد عليها بتكوين في تحقيق النمو، أي الأفراد غير المتعاملين مع البنوك في البلدان التي تعاني ارتفاع معدل التضخم. كذلك، فإنَّ ليبرا ستكون مستقرة، وبالتالي أسهل وأرخص بكثير في الاستخدام كوسيط للتداول من بتكوين”.
يدور الجدل السابق حول عملة “ليبرا” المشفّرة التي تعتزم شركة فيسبوك إصدارها قريباً، والتي يُقال إنَّها سُميت بهذا الاسم (الذي يعني “برج الميزان”) في إشارةٍ ساخرةٍ إلى منصة جميني (وتعني “برج الجوزاء”) المملوكة للتوأم وينكلفوس. ومن المقرر أن يكون هذا الأصل الرقمي عبارة عن عملة مستقرة مدعومة بسلة من العملات الدولية.
بحسب التقارير، ستكون العملة المشفّرة قابلة للتحويل بين منتجات فيسبوك دون رسوم؛ مما سيُضفي مكانة متميزة على منصة التواصل الاجتماعي في قطاع الخدمات المالية. أمَّا المسألة المتعلقة بما إذا كانت العملة المشفّرة سوف تتنافس مع بتكوين أم لا، فلا تزال قيد التكهن.
فكما جاء في الحُجة التي رد بها أنطوني بومبليانو على بيتر شيف: “خطأ! العكس هو الصحيح في الواقع؛ تماماً مثل المطاعم في تقاطعات الطرق: كلما ازداد توفرها، كان ذلك في صالح كل واحدٍ منها”.
منَ ستخدم ليبرا؟
من خلال امتلاك واحدة من أكبر شبكات العلاقات بين الأفراد في العالم، تتمتع شركة فيسبوك بميزة تنافسية بصفتها شركة ترغب في تقديم الخدمات المالية عالمياً. استطاعت الشركة الحصول على تمويل من داعمين كبار، مثل: فيزا Visa وماستر كارد Mastercard وباي بال Paypal وأوبر Uber، بقيمة بلغت 10 ملايين دولار أميركي عن كل شركة، وتعمل حالياً على تأسيس تكتل شركات يتولى إدارة شبكتها. وبما أنَّ قطاع التحويلات المالية وحده حقق إجمالياً بلغ 689 مليار دولار أميركي في عام 2018، وفقاً للبنك الدولي، فقد تكون هذه خدمة تهدف شركة فيسبوك إلى توفيرها.
من الناحية الأخرى، يمكن القول إنَّ “ليبرا” تستهدف جمهور لم يكن ينوي قط أن يحظى بخدمات عملة مشفّرة لامركزية مثل بتكوين؛ إذ لطالما كان تبني بتكوين منتشراً على نطاق أوسع في الأسواق السوداء والموازية.
لا يزال الاستخدام اليومي لبتكوين نادراً في أنحاء كثيرة من العالم، ويذكر تُجار يقبلون التعامل ببتكوين التقى بهم موقع الإعلام الرقمي ماشابل Mashable مدى ندرة استخدام العملة وصعوبة التكيف مع تقلب أسعارها.
حرب من أجل التبني
أيُعقل أنّ التوأم وينكلفوس يستعدون لمعركة من أجل تبني التجّار للعملات المشفّرة بين بتكوين وعملة زوكربيرغ، “ليبرا”؟ لعل الدعوى القضائية الشهيرة حول هوية المبتكر الحقيقي لموقع فيسبوك، التي وثقّها الفيلم الذي صدر في عام 2010 بعنوان The Social Network، قد أشعلت حرباً لم تنتهِ بعد!
إذ إنَّ هناك شراكة جديدة بين الشركة الناشئة للمدفوعات المالية فليكسا Flexa ومنصة تداول العملات المشفّرة المملوكة للتوأم وينكلفوس جيميني قادرة على تغيير ذلك؛ حيث تستفيد شركة فليسكا من الماسحات الضوئية المُستخدمة في متاجر التجزئة الكبرى لتسهيل عمليات الدفع بالعملات المشفّرة من خلال تطبيقها المُسمى سبدإن Spedn.
تتيح هذه الخدمة للأفراد إمكانية الدفع مقابل مشترياتهم من الشركات مثل هول فودز Whole Foods ونوردستروم Nordstrom ودور العرض السينمائية ريغال Regal Cinemas باستخدام عملات بتكوين وبتكوين كاش (BCH) والإيثريوم (ETH) والجيميني دولار (GUSD). ويمكن للعملاء سداد مدفوعاتهم للصرَّافين باستخدام التطبيق دون الكشف عن العملة للصرَّاف نفسه، وبإمكان التجّار اختيار قبول الدفع بالعملات المشفّرة أو بالعملات النقدية.
من جانبها، أكدَّت لورا ماكراكين، رئيس قسم الخدمات المالية وشراكات المدفوعات في منطقة شمال أوروبا لدى شركة فيسبوك، أنَّ هناك ورقة بيضاء تحتوي على المزيد من التفاصيل عن المشروع ستُصدَر في 16 يونيو/ حزيران 2019.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.