استغرقت أوكسفام إنترناشونال Oxfam International، المنظمة غير الهادفة للربح ذات النطاق العالمي التي مقرها المملكة المتحدة، شهراً في اختبار عملة الميكر داو المستقرة الداي (DAI) كوسيلة لإغاثة ضحايا الكوارث.

وأفاد تقرير الموقع الأسترالي ميكي Micky بأن المشروع التجريبي أُجري بدولة جنوب المحيط الهادي فانواتو بالشراكة مع شركة التكنولوجيا الأسترالية سيمبو Sempo وشركة بلوكتشين الإيثريوم الناشئة كونسنسيس ConsenSys.

وطبقاً لتقرير البنك الدولي من العام الماضي 2018 مستشهداً ببيانات من عام 2010، فانواتو عرضة بنسبة مرتفعة لخطر موجات التسونامي، والأعاصير والثوران البركاني، في حين لديها نسبة فقر مرتفعة، إذ أن حوالي 40 بالمئة من السكان يعيشون على أقل من 4 دولارات في اليوم.

وطبقاً لميكي، في المشروع التجريبي، المسمى أنبلوكد كاش UnBlocked Cash، تم إعطاء 200 مقيم في قرى بانغو و ميلي مات على جزيرة إيفاتي بطاقات الضغط والدفع، كل منها محملة بحوالي 4 آلاف فاتو (50 دولار) بعملة الداي. ويمكن استخدام البطاقات في عمليات الدفع عبر شبكة من المتاجر والمدارس المحلية، بوجود إجمالي 32 بائع.

وفي المقابل تم إمداد البائعين بهواتف ذكية تعمل بنظام أندرويد Android بها تطبيق يسمح لهم بقبول مثل هذه المدفوعات، مما يمكنهم من تبديل عملات الداي (DAI)، العملة المدعومة بالدولار الأميركي بنسبة 1:1، بالعملات النقدية عن طريق سيمبو أو على أي منصات تداول أخرى للعملات المشفرة إذا اختاروا ذلك.

وصرّح نيك ويليامز الشريك المؤسس لسيمبو لميكي قائلاً: “على حد علمنا هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها منظمة غير ربحية عملة مستقرة لتقديم المساعدات في أي مكان. وهذا ليس مشروعاً تجريبياً لمرة واحدة فقط. إذ نؤمن بأن استخدام عملة مستقرة للسماح لمن ليس لديهم حسابات مصرفية بالحصول على التمويل سوف يغير طريقة إدارة المساعدات بالكامل”.

مساعدة أسرع

وقال ممثل المنظمة الخيرية إن أوكسفام قدمت المساعدات في وقت سابق إلى سكان قرى فانواتو باستخدام النقود، ولكن الوقت الذي تطلبه الأمر لفحص بطاقات الهوية وزيارات البنك كان يمثل عائقاً. وكتبت ميكي أن تسجيل مستخدم جديد للمساعدات النقدية استغرق حوالي الساعة، بينما يستغرق التسجيل للحصول على بطاقة الداي ست دقائق. وبالإضافة إلى ذلك، أصبحت العملية بأكملها أكثر شفافية.

وصرّحت ساندرا هارت، رئيسة مشروع أنبلوكد كاش في أوكسفام، للموقع قائلة: “يعاني كل من المتبرعين والمنظمات غير الربحية من الشفافية والطريقة التي تستخدم بها أموال المساعدة”. وأضافت أن استخدام عملة مستقرة يجلب معه شفافية من البداية إلى النهاية “تضمن وصول الأموال للمحتاجين”.

وفي العام الماضي 2018، أجرت سيمبو سلسلة من اختبارات تحويل الأموال المشابهة ببيروت وعكار بلبنان، وكردستان العراق وأثينا، ووزعت عملات الداي وتوكنات الإيثريوم المعدلة ببروتوكول ERC-20 القياسي. وكتبت سيمبو في منشور مدونة أن التجارب أظهرت أن تكنولوجيا البلوكتشين لا تغير الأنماط الرئيسية لاستخدام المساعدات الإنسانية ولا تساعد فعلاً في منع حالات الاحتيال، ولكنها بدلاً من ذلك تمثل “طريقة لزيادة احتمالية أن تظل الأنظمة النزيهة نزيهة إلى أقصى حد”.

وأصبحت تكنولوجيا البلوكتشين تستقطب بشكل متزايد اهتمام الكيانات الخيرية الدولية. فعلى سبيل المثال، أبلغ برنامج الأغذية العالمي (WFP) للأمم المتحدة العام الماضي 2018 عن الاستخدام الناجح للتكنولوجيا في توزيع المساعدات على اللاجئين السوريين بمعسكر للاجئين بالأردن.

وقال مدير الابتكار والتغيير في برنامج الأغذية العالمي روبرت أوب في سبتمبر/أيلول 2018 إن المشروع، المسمى بيلدنغ بلوكس Building Blocks، ساعد في الوصول إلى 106 ألف لاجئ بالأردن كل شهر، مما وفر لبرنامج الأغذية العالمي حوالي 40 ألف دولار شهرياً من رسوم التحويل. وصرّح روبرت أوب لموقع كوين ديسك CoinDesk بأن المنظمة سوف تستخدم التكنولوجيا أيضاً لتتبع المساعدات الغذائية بشرق أفريقيا وفي برنامج تعليمي للاجئات السوريات بالأردن.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.