وافقت إحدى مدن منطقة جنوب فلوريدا الأميركية على دفع فدية بعملة البتكوين (BTC) بلغت قيمتها نحو 600 ألف دولار أميركي كي تستعيد إمكانية الوصول إلى بياناتها، بعد أن تعرضت لهجوم ببرنامج فدية Ransomware حُجبت بياناتها على إثره.

شن مخترقون هجوماً على مدينة ريفييرا بيتش الأميركية منذ أسبوعين، في الأسبوع الثاني من يونيو/ حزيران 2019، بعد أن فتح عضو بقسم الشرطة بريداً إلكترونياً يحتوي على البرنامج الخبيث.

شلل تام في الأعمال 

أدى الهجوم ببرنامج الفدية إلى شلل تام في نظام الحاسوب الخاص بالمدينة ذات الـ35 ألف نسمة. 

تأثرت خدمات الطوارئ بالهجوم: فقد اضطر قسما الشرطة والإطفاء بالمدينة إلى تدوين مكالمات الطوارئ يدوياً، مع أنَّ المدينة تتلقى ما يقرب من 280 مكالمة في اليوم الواحد. 

تأثرت أيضاً أنظمة الحاسوب الخاصة بمحطات الضخ التابعة لمرفق المياه بالمدينة وأنظمة الاختبار بها، فضلاً عن أنظمة الحاسوب المعنية برصد الموارد المالية للمدينة. 

خدمات الهاتف أيضاً تعطلت لدى مجلس مدينة ريفييرا بيتش، إضافةً إلى البريد الإلكتروني.

أجبر الهجوم أيضاً قوات الشرطة على تحرير المخالفات المرورية ورقياً، بدلاً من إدخالها إلى نظام الحاسوب وطباعة إيصال بها. 

كذلك، أثّر الهجوم ببرنامج الفدية في كيفية تسديد المدينة مستحقات العاملين بها: كانت الرواتب تودَع مباشرةً في الحسابات المصرفية. ولكن بدلاً من ذلك، صار يتوجب تسليمها يداً بيد
إلى مستحقيها.

دفع الفدية على أمل الحصول على مفتاح فك التشفير

أجرى مجلس مدينة ريفييرا بيتش تصويتاً مساء يوم الاثنين الماضي، 17 يونيو/ حزيران 2019، جاءت نتيجته 5-0 أصوات لصالح دفع مبلغ إجمالي قدره 65 بتكوين؛ بعد أن تفاوضت شركة التأمين التابعة للمدينة مع المخترقين على قيمة الفدية. 

فقد شعر المجلس أنَّ البيانات المحجوبة ذات أهمية بالغة، وبالتالي لا يمكن خسارتها. لذلك، اتخذ المجلس قراراً عسيراً بدفع الفدية للمخترقين

إذ يأمل المسؤولون بالمدينة أن يفي المخترقون بوعودهم ويزودونهم بمفتاح فك التشفير الذي يحتاجونه كي يستعيدوا إمكانية الوصول إلى أنظمة الحاسوب الخاصة بالمدينة. 

بوجه عام، من المقدر أن تُكلف عملية الاختراق مدينة ريفييرا بيتش ما يزيد على المليون دولار أميركي: لإصلاح أنظمة الحاسوب الخاصة بالمدينة وترقيتها وتأمينها. 

وقد تمت بالفعل استعادة بعض الأنظمة المُصابة حتى الآن، وهي: البريد الإلكتروني للمدينة وموقعها الإلكتروني، ونظام قسم الشؤون المالية، ونظام محطة الضخ التابعة لمرفق المياه. 

جدير بالذكر أنَّ مدينة ريفييرا بيتش لم تتوقع قط أن تتعرض لمثل هذا الهجوم ببرنامج الفدية. 

فقد صرّحت رئيس مجلس المدينة، كاشامبا ميللر أندرسون، قائلةً: “هذا الأمر برمته جديد جداً عليّ، وغريب جداً، لدرجة أنَّني أكاد لا أصدّق أنَّه يحدث فعلاً. ولكنَّني بدأت أعرف أنَّه ليس أمراً غير شائع كما نظن”. 

وأضافت قائلةً: “كل يوم، أتعلم كيف يعمل هذا الهجوم؛ لأنَّه ببساطة يبدو لي أمراً مستبعد الحدوث للغاية”.

ريفييرا بيتش هي أحدث عضو ينضم إلى مجموعة متزايدة من المدن وقعت ضحية لهجمات برامج الفدية.

لكنَّ أحدث عملية اختراق ذات أهمية حدثت في مدينة بالتيمور الأميركية يوم 7 مايو/ أيار 2019؛ حيث طالب المخترقون بمبلغ 76 ألف دولار أميركي بالبتكوين مقابل استعادة السيطرة على خوادم المدينة المتضررة.

مازالت مدينة بالتيمور حتى الآن ترفض دفع الفدية بالبتكوين، وإن كانت التكاليف التي تكبدتها المدينة بسبب عملية الاختراق تُقدّر بـ18.2 مليون دولار أميركي. 

من المدن الكبرى الأخرى التي تعرضت لهجمات برامج الفدية: أتلانتا وكليفلاند وألباني وغرينفيل. 

يُذكر أنَّ مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI ووزارة الأمن الداخلي الأميركية Department of Homeland Security وجهاز الأمن السري الأميركي Secret Service يُجرون حالياً تحقيقات في الهجوم الذي تعرضت له مدينة ريفييرا بيتش.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.