أخيراً وبعد طول انتظار، بدأت باكت Bakkt، وهي مبادرة العملات المشفّرة التابعة لشركة إنتركونتيننتال إكستشينج ICE المالكة لبورصة نيويورك للأوراق المالية New York Stock Exchange، تلوح في الأفق القريب. لطالما كانت أداة العقود الآجلة للبتكوين التي تقدمها الشركة الناشئة محطاً لأنظار الجميع.
مع ذلك، ثمة تقرير جديد يفيد بأنَّ الشركة قد تكون تعمل حالياً على أمر يتجاوز العقود الآجلة بكثير؛ في ما يُعد بشرى طيبة لعملية تطوير هذه المنظومة.
ما هي باكت باي Bakkt Pay؟
بحسب تقرير نشره مؤخراً المنشور المعني بتداول العملات، ذا بلوك The Block، انتهت باكت للتو من توقيع عقد ضم كريس بيترسون، وهو متعاقد سابق مع شركة غوغل Google، إلى فريق العمل لديها. بحسب “مصدر مطلع على الوضع”، من المرجح أنَّ يكون كريس بيترسون، الذي كان يعمل سابقاً كمستشار لتجربة المستخدم UX، يعمل حالياً على تطوير محفظة للأصول الرقمية تحمل اسم “باكت باي” Bakkt Pay. تجدر الإشارة أيضاً إلى أنَّ الشركة كانت قد أجرت سلسلة من التعيينات في وقت سابق من العام الحالي، 2019، كما هو موضّح في قسم “الوظائف” على موقعها الإلكتروني، وكان من بين الوظائف الشاغرة المذكورة في ذلك القسم وظيفة مطوّر لتطبيقات الهاتف المحمول؛ الأمر الذي أثار الجدل حول خطط باكت لما بعد إطلاق العقود الآجلة للبتكوين.
تفيد مصادر ذا بلوك بأنَّ منصة العملات المشفّرة باكت من المحتمل أن تُطلِق تطبيق الهاتف المحمول عقب إصدار الأداة المالية التي طال انتظارها. لم تورد الوسيلة الإعلامية الكثير من التفاصيل عن هذا المنتج، ولكنَّها تشير إلى أنَّ موقع باكت قد خضع مؤخراً للتحديث، وأنَّه يذكر نظاماً للمدفوعات الرقمية. في ما يلي مقتطف من موقع باكت Bakkt.com:
“لا شك أنَّ القدرة على إجراء المعاملات بالأصول الرقمية، سواءً بين المستهلكين والتجّار أم بين النظراء، تحمل وعوداً؛ في ظل تطوّر تلك العملات العالمية الجديدة لتصبح أكثر من مجرد مخزناً للقيمة أو أصولاً مضاربة، ومع توسّع تقنية السجلات الموزّعة. وعليه، فإنَّ باكت تتعاون حالياً مع بعض كبار التجّار الذين يدركون الإمكانية التي تحملها الأصول الرقمية”.
يأتي هذا الخبر بعد أشهر من إعلان ذا بلوك الخبر القائل إنَّه، بخلاف جميع الشكوك، فإنَّ باكت في الواقع تتعاون عن كثب مع شركة ستاربكس Starbucks، إحدى أكبر سلاسل المطاعم في العالم. وفقاً لمصدر ذا بلوك، استطاعت الشركة العملاقة في مجال المقاهي الحصول على حصة كبيرة في باكت مقابل “الالتزام بالسماح بمدفوعات البتكوين في متاجرها في عام 2019”.
وعلى ما يبدو، فإنَّ البرنامج الذي تطوّره باكت (على الأرجح سيكون اسمه باكت باي) سوف يسهّل تلك المدفوعات عبر تحويلها فورياً من العملات المشفّرة إلى العملات النقدية. وبالتالي، لن تتحمل ستاربكس أي مخاطر مباشرة؛ لضمان أن تظل ميزانيتها العمومية خالية تماماً من هذه الفئة الناشئة من الأصول.
في حال ثبت صحة هذا الخبر، ستنضم ستاربكس إلى قائمة الشركات العملاقة التي صارت تقبل التعامل بالبتكوين والعملات المشفّرة داخل سيليكون فالي وخارجه. تضم هذه القائمة أسماء مثل: إيه تي آند تي AT&T ونوردستروم Nordstrom وهول فودز Whole Foods وغيم ستوب Gamestop ومايكروسوفت Microsoft. من الواضح أنَّ تبني الأصول الرقمية على نطاق واسع ربما يكون على وشك أن يؤتي ثماره أخيراً وبعد طول انتظار.
العقود الآجلة للبتكوين تلوح في الأفق القريب
كما ألمحنا من قبل، فجرّت ذا بلوك قنبلتها الأخيرة عن الشركة الناشئة باكت وسط زخم إزاحة الشركة الستار عن أنَّها قد قررت إصدار نسخة تجريبية من عقودها الآجلة للبتكوين المدعومة مادياً إلى مجموعة من المختبرين.
وفقاً لتقارير سابقة نشرها موقع بلوكونومي Blockonomi، سوف تبدأ شركة باكت مرحلة “اختبار قبول المستخدم” من مشروعها في 22 يوليو/ تموز 2019، أي بعد يومين من الذكرى السنوية الخمسين للمهمة أبولو 11 Apollo 11؛ وذلك بعد شهور طوال من إثارة الضجة، وخيبات الأمل، وإثارة الضجة مجدداً حول ماهية التأثير الذي قد يخلّفه هذا المنتج على مشاركة المؤسسات والأفراد في الاستثمار بعملة البتكوين.
فلفترة ليست بالقصيرة، عانت الشركة كي تحصل على الموافقة من لجنة تداول السلع الآجلة Commodity Futures Trading Commission الداعمة للعملات المشفّرة؛ التي تذرعّت بمخاوف تتعلق بالأمن في ما يبدو. في الحقيقة، أدت الاضطرابات المستمرة بين منصة العملات المشفّرة والجهات التنظيمية إلى عدة تأخيرات في المشروع، فقد كان من المفترض بالعقود الآجلة أن تنطلق في العام الماضي، 2018. على كل حال، فإنَّ هذا الإعلان المشوّق الأخير يعني أنَّ باكت قد حصلت على الموافقة أخيراً.
ولكي تُدير باكت البتكوين الذي يدعم تلك العقود، عقدت، في ما يبدو، شراكة مع بنك بي إن واي ميلون BNY Mellon التابع لوول ستريت Wall Street حصلت بموجبها على جهة تتولى إدارة أصولها الرقمية؛ في خطوة تؤكد أنَّها جادة في مزاعمها. وباكت بالفعل جادة بشدة في مزاعمها! فقد كتب مديرها التنفيذي، أدم وايت، قائلاً:
“صحيح أنَّ باكت ربما تكون شكل من أشكال المشروعات شبه المستحيلة، ولكنَّ جذورها متأصلة في مساعينا الراسخة في سبيل دعم مستقبل عالم المال وتبني تقنية البلوكتشين. إنَّ جهود باكت الرامية إلى مساعدة المؤسسات في الانطلاق بأمان في هذه السوق هي ما يحتاجه المستقبل بالضبط، وإن كان ذلك بطريقتها الخاصة”.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.