ضبط مكتب التحقيقات الفيدرالي عدة أشخاص متهمين بإدارة موقع Deep Dot Web، وهو موقع يتيح الوصول إلى أسواق ومواقع الإنترنت المظلم غير القانونية. أشارت عدة تقارير إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي قد تعاون مع وكالة اليوروبول وسلطات إنفاذ القانون في ألمانيا وهولندا لمدة عامين قبل أن تقوم ببضعة عمليات ضبط في إسرائيل، وألمانيا، وفرنسا، وهولندا والبرازيل.

وقد تشابهت تلك القضية مع قضية منصة سيلك رود Silk Road الخاصة بالإنترنت المظلم المعروفة، والتي كانت بمثابة سوق لكافة المنتجات من المواد غير القانونية والبضائع المهربة إلى بيانات بطاقات الائتمان المسروقة وحتى القتلة المتعاقدين. على العكس من منصة سيلك رود التي كانت تخضع لسيطرة مؤسسها روس أولبريخت ومجموعة من المعاونين، فإن موقع Dark Dot Web مؤامرة أوسع، إذ كان يتيح للمستخدمين المشتركين وصولاً مفهرساً ومصنفاً إلى مواقع الإنترنت المظلم غير القانونية، كاملة بالتصنيفات والمراجعات، دون استضافة فعلية أو تقديم أي من الخدمات غير القانونية.

أسلوب عمل موقع Deep Dot Web الفريد

على العكس من أسواق الإنترنت المظلم التقليدية مثل وول ستريت وسيلك رود والتي حققت أرباحاً عن طريق فرض عمولات على المعاملات غير القانونية التي استضافتها، فإن مبدأ عمل موقع Deep Dot Web كان أبسط ومانعاً للاختراق. وقد قدم الموقع روابط إحالة إلى أسواق الإنترنت المظلم بدلاً من استضافة المعاملات أو تقديم الخدمات، والتي يمكن للمستخدمين الوصول إليها من خلال نطاق أونيون Onion في شبكة Tor. وقد قارنه البعض بموقع بايرت باي Pirate Bay نظراً لإتاحته الوصول إلى محتوى وخدمات غير قانونية عادة ما يكون وصول مستخدمي الإنترنت التقليديين لها صعباً.

وزعمت السلطات أن مالكي الموقع قد جنوا ملايين الدولارات عن طريق استخدام هذا الأسلوب “السهل” المبتكر الإجرامي في مجال التداول غير القانوني على شبكة الإنترنت. تظهر الصفحة الرئيسية للموقع لافتة “تم الاستيلاء على الموقع” منذ عملية الضبط واستحواذ السلطات على الموقع، فيما تستعد السلطات لبدء إجراءات قانونية متعددة الاختصاصات يحتمل أن تشمل تسليم المجرمين في مرحلة ما.

يعتبر اغلاق موقع Deep Dot Web جزءاً من تحرك أكبر ضد أسواق الإنترنت المظلم إذ شمل هذا التحرك وول ستريت أحد أكثر أسواق الإنترنت المظلم شعبية. وقد زعمت سوق وول ستريت أنه كان لديها أكثر من مليون حساب مستخدم وأكثر من خمسة آلاف بائع يقدمون مختلف المنتجات من دواء فينتانيل إلى برامج الفدية نظير عملات البتكوين (BTC) والمونيرو (XMR)، وكانت المنصة تحصل على عمولة بواقع 6% تقريباً من كل معاملة. وقد ألقت الشرطة الجنائية الفيدرالية الألمانية (Bundeskriminalamt) وفريق مشترك من وكالات إنفاذ القانون في هولندا والولايات المتحدة وفنلندا القبض على ثلاثة مواطنين ألمان، وهم تيبو لوسي وجوناثان كالا وكلاوس مارتن فروست، يوم 3 مايو/أيار.

أسبوع مثير من الاعتقالات

وأشارت جريدة تايمز أوف إسرائيل Times of Israel أنه قد تم القبض على مواطنين إسرائيليين عمرهما 34 و 35 عاماً يسكنان في أشدود وتل بيب بالتتابع في إطار العملية يوم الإثنين 6 مايو/آيار. ولم يتم الإفصاح عن هوية المشتبه بهما أو ما تم الاستيلاء عليه أثناء عمليات الضبط.

وكانت سوق وول ستريت، قبل الاستيلاء عليها من قبل السلطات، أحد أكبر منصات الإنترنت المظلم التجارية، إذ استوعبت المستخدمين من صغار المنصات التي ضبطتها الشرطة أو خرجت من المشهد.

وقد أدت الإطاحة بمنصة فالهالا Valhalla الفنلندية في الإنترنت المظلم على وجه التحديد في شهر فبراير/شباط من جانب السلطات الفنلندية إلى تضاعف أعداد المستخدمين الذين يمارسون أعمالاً غير قانونية في سوق وول ستريت، الأمر الذي دفع قوات إنفاذ القانون للاستيلاء عليها.

وتمثل حملة الضبط المزدوجة لسوق وول ستريت وموقع Deep Dot Web في خلال أربعة أيام أحد أكثر الأسابيع نجاحاً لقوات إنفاذ القانون في عالم التجارة غير القانونية عبر الإنترنت المظلم الجديد. وبغض النظر عن مدى تقدم السلطات، لن يكون هناك مفر من الأفراد ذوي القدرات التقنية العالية والحس الأخلاقي المنخفض الذين يستمرون في تأسيس أسواق الإنترنت المظلم. ومع ذلك، يحق لهم في الوقت الحالي أن يشعروا بالرضا عن أنفسهم عقب أكبر عملية ضبط منذ عملية سيلك رود.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.