انخفض سعر البتكوين إس في بنسبة 16 بالمئة في نفس الأسبوع الذي أعلنت فيه منصات كبرى مثل بينانس Binance وكراكن Kraken أنهم بصدد إقصاء العملة. ثم أصبح الوضع أكثر مأساوية بعد أن أجرى شخص ما عمليتي إعادة تنظيم للبلوكات على شبكة البلوكتشين الخاصة بالمشروع في 18 أبريل/نيسان.

تحدُث إعادة تنظيم البلوكات عندما يحصل أحد العملاء على أكثر من 51 بالمئة من معدل الهاش الخاص بشبكة إثبات العمل (PoW) ثم يستخدم هذه الأغلبية لتمكين شبكة جديدة، عادة ما تتسبب في تغيير المعاملات أو بدء تكرارها على المنصات.

حتى الآن، قال الفريق البحثي لمنصة تداول العملات المشفرة بت ميكس BitMEX إن عمليتي تنظيم البلوكات حدثتا في شبكة البتكوين إس في ما بين البلوك رقم 578,639 والبلوك رقم 578,647. وتمت العملية الأولى على ثلاث بلوكات بينما تمت الثانية على ستة. لم يكتشف فريق بت ميكس أي عمليات إنفاق مزدوج في تحليلاته.

من الجدير بالملاحظة أنه يمكن أن تقتصر عمليات إعادة التنظيم على عميل واحد فقط. وإذا أخذنا مثالاً على شبكة الإيثريوم (ETH)، فإن إعادة تنظيم البلوكات ستضر بعملاء غو إيثريوم Geth فقط ولن تظهر لمستخدمي باريتي Parity. ومع ذلك، فإن هناك شبكات تعتمد على عميل واحد فقط، وهذا ما تفعله شبكة البتكوين إس في حالياً، وحينئذٍ تظهر عملية إعادة تنظيم البلوكات لجميع المستخدمين.

وهذه ليست المرة الأولى لشبكة البتكوين إس في. فقد عانت الشبكة من إعادة تنظيم للبلوكات في الخريف الماضي. ولكن السبب الذي كان متوقعاً حينئذ هو أن تلك العملية حدثت بسبب ضغط مجتمع البتكوين إس في لاختبار شبكته.

هل ستتكرر للمرة الثالثة؟

بدت عملية إعادة تنظيم البلوكات تمثيلاً صريحاً لموجة الانتقام الأخيرة التي لاقاها خلال الأيام الماضية أعلام مجتمع البتكوين إس في أمثال: كريغ رايت الذي يزعم أنه ساتوشي ناكاموتو، وكالفن آير، وهو أحد أهم أقطاب كوين غيك CoinGeek .

جاء الإقصاء المذكور سابقاً للبتكوين إس في بعد سلسلة احتجاجات من مناصري البتكوين (BTC)، وذلك بسبب إرسال رايت لتهديدات قانونية لبعض مناصري البتكوين مثل مستخدم تويتر صاحب الحساب المسمى Hodlonaut ومنتج البودكاست الشهير بيتر مكورماك والذين أنكرا أنه هو ساتوشي ناكاموتو.

اندلعت الحرب الكلامية في العديد من منصات تداول العملات المشفرة مثل: بينانس وبلوكتشين دوت كوم Blockchain.com وشيب شيفت ShapeShift وكراكن، مما أدى إلى إقصاء هذه المنصات للبتكوين إس في.

أدى استمرار الأحداث إلى المزيد من الخسائر للبتكوين إس في، وقد تكون شجّعت المهاجم على استهداف شبكتها. إن كانت هذه هي الحال، فإنه من الممكن أن يكون الهجوم قد حدث برخص شديد.

ويتوقع فريق بت ميكس ريسرش BitMEX Research أن تعدين البتكوين هو عملية خاسرة حالياً؛ وهذا يجعلها شبكة منفرة للمعدنين مما ينتج عنه انخفاض لمستوى الأمان في الشبكة. بالفعل يعد الأمان في شبكة البتكوين إس في محدوداً للغاية، لدرجة أن موقع التتبع كريبتو فيفتي وان Crypto51 يتوقع أن يكلف بدء هجوم على الشبكة لمدة ساعة واحدة بمعدل هاش 51 بالمئة حوالي 6,000 دولار أو أكثر قليلاً.

وإذا لم يتدفق المعدنون على الشبكة، ستظل البتكوين إس في عرضة لمزيد من عمليات إعادة تنظيم البلوكات. ولكن هذا الأمر سيظل ضبابياً طالما كان التعدين في الشبكة غير مربح.

هل تنتظر رايت مزيداً من المصائب؟

حتى الآن لم ينته الضغط الذي أصاب مجتمع البتكوين إس في، أو على الأقل أصاب رأسه. وهذا بحسب تغريدة نشرها مدير التكنولوجيا في شركة كازا Casa وأحد المشاهير في مجتمع البتكوين جيمسون لوب، الذي قال إنه بصدد إعداد تقرير بحثي عن كريغ رايت.

وذكر لوب أنه يراجع التقرير فيما يخص التداعيات القانونية وأنه حجب 40 بالمئة من محتواه لجعله محكم قانونياً.

قال لوب: “رايت في أفضل موقف يؤهله لانتحال شخصية ساتوشي، ولكني لم أجد حتى الآن دليلاً مقنعاً لدعم هذه المزاعم”.

إذا كانت نتيجة البحث تؤيد مقترحات لوب، فإنه سيكون لدى منتقدي لوب أدلة أكثر ليستخدموها ضد ادعاءات رايت بأنه ساتوشي ناكاموتو.

ومع ذلك، وإذا نظرنا إلى الأمر بصورة أوسع، فإنه من الصعب على أي تقرير منع رايت من الاحتفاظ بمنصبه، لأنه مدعوم من كوين غيك وإن تشين nChain.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.