نيويورك (قناة سي إن إن الاقتصادية CNN Business) – طبقاً للتقرير النهائي للمحامي الخاص روبرت مولر على تحقيقاته، استخدم العملاء الروس العملات المشفرة في تقريباً كل مرحلة من جهودهم الإلكترونية للتدخل في الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة 2016.
وقد دُفِع للأنظمة المستخدمة في اختراق الحزب الديمقراطي باستخدام البتكوين (BTC)، وكذلك خدمات الاستضافة الإلكترونية التي دعمت المواقع الإلكترونية التي نشرت المواد المخترقة واستُخدمَت في استهداف تضليل الناخبين الأميركيين. وشكلت حملات الاختراق والتضليل الغالبية العظمى من الجهود الإلكترونية الروسية للتأثير على انتخابات 2016.
وتُنشر كل معاملات البتكوين في سجل عام ثابت، يعرف باسم البلوكتشين. وعلى الرغم من أن البلوكتشين لا تحتوي على معلومات واضحة محددة لهوية الشخص وراء المعاملة، إلا أنه بمجرد اكتشاف المستخدم المسؤول عن معاملة واحدة فحينها يكون ممكناً تعقب التاريخ الكامل لعملات البتكوين الخاصة به.
وكما جاء في لائحة اتهام مولر لعملاء المخابرات الرئيسية الروسية في يوليو/تموز الماضي 2018، حاول العملاء الروس، بما فيهم عملاء المخابرات الرئيسية الروسية، ووكالة الاستخبارات العسكرية الروسية، “الاستفادة من سرية الهوية المدركة للعملات المشفرة”. ورغم أن البتكوين، طبقاً لنفس لائحة الاتهام، أتاحت للروس “تجنب العلاقات المباشرة بالمؤسسات المالية التقليدية، مما سمح لهم بالتملص من تشديد التدقيق في هوياتهم ومصادر تمويلهم”، إلا أن ذلك لم يكن كافياً للهرب من تحقيقات مولر.
ولاحظ تيم كوتن، مطور البلوكتشين وباحث أمن المعلومات الذي قام بعمل مكثف في تعقب حسابات البتكوين الروسية التي اكتشفها فريق مولر، في مقابلة مع سي إن إن الاقتصادية أن تداول عملات البتكوين على منصات التداول عادة ما يطلب من المستخدمين إنشاء محافظ بتكوين مربوطة بعنوان بريد إلكتروني. واستطاع المحققون الفيدراليون الوصول إلى بعض من حسابات البريد الإلكتروني المستخدمة في العملية على الأقل، والتي كما يقول كوتن، كان من شأنها أن تجعل تعقب معاملات البتكوين أسهل كثيراً.
وكان وصول المحققين لما وصفه بـ “الجانب الآخر من معادلة البلوكتشين” مهماً لأنه “بدلاً من الاضطرار إلى البحث في البلوكتشين عن آثار تعقب، كان لديهم بالفعل كل الإيصالات التي تظهر أي الحسابات كانت تحت تحكم المخابرات الرئيسية الروسية”.
وتشير لائحة اتهام مولر إلى أن الروس استخدموا هويات مسروقة ومزيفة في إنشاء بعض من تلك الحسابات، لكنهم استخدموا بعض الحسابات نفسها في شراء الخوادم والنطاقات الإلكترونية المشاركة في اختراق الحزب الديمقراطي ونشر المواد المخترقة. وقال كوتن إن هذا كان من شأنه أن ييسر على المحققين ربط القضية ببعضها.
ووجد مولر أنه تم شراء شبكة خاصة افتراضية، وهي طريقة لحجب موقع المستخدم الذي دخل منه على الإنترنت، باستخدام البتكوين؛ وتبين من تحقيقات مولر أن هذه الشبكة استخدمت للدخول على حساب تويتر @Guccifer_2 سيء السمعة الذي له تواصل مع منظمة ويكيليكس Wikileaks وحسابات أخرى.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.