كشف موقع ميروتيورتس Myrotvorets الأوكراني، وهو موقع مثير للجدل يسعى لتعقب من يهددون الأمن الأوكراني، في تدوينة له عن استخدام الحكومة الروسية للعملات المشفرة في الحروب الهجينة. وطالب السلطات المعنية في العاصمة كييف بالتحقيق في مزاعم استخدام الحكومة الروسية للعملات المشفرة عبر منصة ويكس WEX لتمويل عمليات تهدف إلى إفساد أنشطة دعم أحد مرشحي انتخابات الرئاسة بأوكرانيا والتي ستعقد في 21 أبريل/نيسان.

العملات المشفرة والحروب الهجينة

كشف موقع  ميروتيورتس عن أهم الشخصيات المتهمة بالعمل مع روسيا في حربها الهجينة التي تشنها عبر منصة WEX. وعلى رأس هذه القائمة أندريه بينشك، مدير أمن موسكو السابق والذي حصل على منصب وزير الداخلية في جمهورية دونتسك الشعبية (DPR) المدعومة من موسكو في الفترة بين يوليو/تموز 2014 إلى فبراير/شباط 2015. وهو أحد مؤسسي حركة متطوعي دونباس Donbas Volunteers. ومع أنّه تقاعد عن الخدمة الفيدرالية الأمنية في روسيا إلا أن ميروتيورتس يشير إليه باعتباره عميلاً سرياً للأمن الفيدرالي الروسي (FSP).

يأتي بعده ديميرتا خافشينكا (وشهرته مورياتشوك) باعتباره أكثر المستفيدين لكونه مالك منصة ويكس. أتم مورياتشوك أكبر عملية تداول بالبتكوين (BTC) في النصف الثاني من عام 2018 باسم ابنته ومن ثم حول الأموال لمنصة ويكس لتجنب المساءلة.

في العام الماضي أجرى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (FBI) تحقيقاً حول الجريمة الإلكترونية وعمليات غسيل الأموال على منصة بتكوين إي BTC-e. بحسب التقارير اتهت مجموعة سيئة السمعة من المخترقين تدعى فانسي بير Fancy bear بتلك العمليات والكشف عن ارتباط معاملاتها المالية بالمخابرات العسكرية الروسية.

وكشفت التقارير أيضاً أن عملية شراء خافشينكا لمنصة ويكس تمت برعاية رجل الأعمال الروسي كونستنتين مولفييف. وعلى جانب آخر، نفى كلٌ من خافشينكا ومولفييف اهتمامهما بمنصة ويكس. إذ أعلن خافشينكا ذات مرة أن اهتمامه بالعملات المشفرة ينبع في الأساس من رغبته في إضعاف تأثير الدولار على السوق العالمية.

وفي تلك الأثناء كان تعقب عمليات الدفع بالعملات المشفرة للممثلين المجهولين لجمهورية دونتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية (LPR) هو الشغل الشاغل لجهاز الأمن الأوكراني (SSU)، والذي كشفت تحقيقاته عن تمويل عمليات عسكرية ومعلوماتية.

ليس ذلك فحسب، بل ظهر مؤخراً مشروع برعاية الحكومة الفيدرالية الروسية لإنشاء عملة مشفرة وطنية كوسيلة للدفاع عن روسيا ضد المساءلة الغربية. وقد لاقى هذا المقترح تأييد سيرجي غلازيف، المستشار الاقتصادي للكرملين، والمتهم من قبل كييف بمساعدة روسيا في حربها الهجينة ضد أوكرانيا عام 2014.

ازدواجية المعايير الروسية تجاه العملة المشفرة

بالرغم من استخدامها للعملات المشفرة في حربها الهجينة، إلا أن الحكومة الروسية تتعامل معها بحذر شديد داخل روسيا خشية استخدامها في أنشطة إجرامية كغسيل الأموال وتجارة المخدرات والأعمال الإرهابية.

وعلى الرغم أيضاً من إعلانها تنظيم التعامل بالعملات المشفرة قانونيا بدءاً من يوليو/تموز القادم إلا أن البنك المركزي الروسي تكهن منذ عامين بأن الحكومة الروسية تضع في اعتبارها غلق كل منافذ التداول المحلي للعملات المشفرة في جميع أنحاء روسيا وجعل التداول قاصراً على الأجانب المقيمين فيها وعبر الإنترنت فقط.