على مدار العامين الماضين، كانت شبكة لايتننغ تقدم باعتبارها حل التوسع الخاص بشبكة البتكوين كورBTC. ولكن هذا الحل قد تعرض لانتقادات كثيفة نظراً لافتقاده للأمن. وفي الـ28 من مارس/آذار، كتب كبير الباحثين ببتكوين أنليميتد Bitcoin Unlimited بيتر رايزن، تقييماً مثيراً للاهتمام لما أسماه “بالسر القذر الصغير” لشبكة لايتننغ .
تصور شبكة لايتننغ من منظور مختلف
هذا الأسبوع، كتب بيتر رايزن، من بتكوين أنليميتد، نقداً متعلقاً بشبكة لايتننغ المثيرة للجدل. بالغوص في المشروع، يطلب رايزن من القارئ أن يتخيل شبكة لايتننغ كخيط به خرز (شكل. 1) يمتد بين شخصين، أليس وبوب. بشكل أساسي، تستطيع أليس أن تنقل أموالاً إلى بوب عن طريق دفع إحدى الخرزات في إتجاه بوب، مستخدمة الخط والذي يمثل قناة شبكة لايتننغ .
ينوه مقال رايزن أن أساس الشبكة هو السبب وراء مشاكل سيولة شبكة لايتننغ ، حيث أنه “من الممكن للخرز أن يتحرك من جانب إلى آخر لكن لا يمكنه ترك الخيط الخاص به”. من هنا، يناقش رايزن النموذج الأمني الخاص بشبكة لايتننغ والذي يعتمد على الهاش وعقود القفل الزمني (HTLCs).
بشكل أساسي، فإن عقود القفل الزمني تفسر كيف يمنع النظام بوب من الاحتفاظ بالخرزة التي استقبلها من أليس بدون أن يرسل خرزة إلى كارول. من أجل تجاوز تلك المشكلة، فإن مشروع شبكة لايتننغ يستخدم الأقفال في القناة، وفي مثال رايزن فإن الأقفال موضوعة على الخيط من أجل تقييد حركة الخرزة إلى أن تتحقق شروط الإتفاق. وبحسب تدوينة رايزن فإن “الهاش وعقود القفل الزمني اللذان يستخدمان في مدفوعات لايتننغ يتضمنان نوعين من الأقفال (شكل. 2): الأول هو القفل الذي يفتح إذا ما قوبل بكلمة السر الصحيحة (وسنسميه قفل-الهاش)، والآخر هو قفل يفتح بشكل أوتوماتيكي بعد مضي مدة زمنية معينة (وسنسمي ذلك قفل-زمني)”. يعود المطور بعد ذلك إلى المثال الخاص به والخاص بقيام أليس بدفع أموال لكارول عن طريق بوب، ويلاحظ رايزن أنه في سبيل جعل العملية غير محتاجة إلى الثقة المتبادلة، فإن أليس، وبوب، وكارول يتوجب عليهم أن يكونوا متصلين بالإنترنت في نفس الوقت من أجل تسوية الإتفاق.
وبحسب النقد الخاص برايزن فإنه “سيتوجب على أليس أن تطلب من كارول أن تفكر في كلمة سر ثم تخبرها بهاش كلمة السر تلك. لنتخيل أن كلمة السر التي اختارتها كارول هي ‘boondoggle’ وأن الهاش الخاص بها كان ’45f8′. بعد ذلك، ستضع أليس قفل الهاش بينها وبين بوب، على أن يٌفتح هذا القفل عندما تقدم له كلمة سر لها الهاش ’45f8′”. عند تلك النقطة، لا يمكن لأي من أليس أو بوب أن يفتحا القفل لأنهما لا يعرفان كلمة السر. تقوم أليس بعد ذلك بضغط خرزة ناحية قفل الهاش. وأخيراً، تقوم أليس بوضع قفل زمني على يسار الخرزة، على أن يتم فتحه بشكل أوتوماتيكي بعد 48 ساعة (شكل 3).
المدفوعات متناهية الصغر على شبكة لايتننغ تحتاج إلى الثقة المتبادلة
وتمضي الدراسة في توضيح لِمَ قرر بوب أن يشارك في هذه التسوية منذ البدء مع أن كارول لم تكن متعاونة. بشكل أساسي، تفترض النظرية أن أليس سترسل إلى بوب كمية أكبر بقليل مما ستطلب من بوب أن يرسله إلى كارول، كتعويض عن المخاطرة التي سيتكبدها بوب. كما تكشف الدراسة كذلك عن أن الغرض من وجود الأقفال الزمنية هو حماية أموال الشخص في حال فشل عملية الدفع. وللتدليل على ذلك يفترض رايزن أن بوب قرر ألا يتعاون بعد أن نقلت أليس الخرزة وأضافت القفلين. بحسب رايزن، فإن الأقفال الزمنية تعطي أليس القدرة على استعادة أموالها. يوضح مقال رايزن أنه بالرغم من أن ذلك ممكن، إلا أن شبكة لايتننغ بها سر صغير قذر يظهر عندما تتعامل القناة مع ثلاثة مخرجات: عملات أليس، عملات بوب، والعملة “المرتحلة”. تقع المشكلة عندما تكون القيمة المرتحلة أقل من عتبة غبار البتكوين، في تلك الحالة لا يمكن استخدامها كمخرج ثالث في تعاملات حالة القناة.
وبحسب الورقة البحثية التي نشرها رايزن:
“نتيجة لذلك، يصبح من غير الممكن استخدام أقفال الهاش والأقفال الزمنية لحماية المدفوعات إذا ما كانت القيمة المدفوعة صغيرة للغاية. ليس من الصحيح أن عدد الخرز ثابت على الخيط، حيث يتواجد وعاء بجانب كل خيط من الممكن تسميته “رسوم المُعدّن” يحتوي على كسور صغيرة من الخرز. ويستطيع المُعدّن الذي يؤكد على تعامل حالة القناة أن يحصل على ما بداخل ذلك الوعاء إذا تم دفع حالة القناة إلى البلوكتشين. كسور صغيرة من الخرز من الممكن أن تتحرك من الخيط إلى الوعاء، أو من الوعاء إلى الخيط مجدداً، إذا ما وافق الأشخاص على طرفي القناة. وبدلاً من إغلاق القيمة المرتحلة بأقفال الهاش والأقفال الزمنية، فإنه يمكن لأليس وبوب أن يحركا القيمة المرتحلة إلى وعاء الرسوم (شكل 8). يثق بوب في أن أليس ستتعاون معه على استخراج القيمة المرتحلة من وعاء الرسوم عندما يكشف كلمة السر الخاصة بكارول.”
يستطيع بوب بعد ذلك أن يلقي بالقيمة المرتحلة في وعاء آخر يشاركه مع كارول وأن يتلاعب بالموقف عن طريق أن يطلب من كارول أن تخبر بوب بكلمة السر. تخبر كارول بوب بكلمة السر، ثم يقوم كلا من كارول وبوب بتحريك القيمة المدفوعة من وعاء الرسوم إلى ناحية كارول، بحسب تصريح رايزن. عندها، يعود بوب إلى أليس، ويخبرها بكلمة السر الخاصة بكارول، وإذا ما سار كل شئ على ما يرام، فإن أليس ستتعاون مع بوب لكي تستخرج القيمة المرتحلة من وعاء الرسوم لتضعها على جانب الخيط الخاص ببوب. وتضيف الورقة البحثية:
“بعكس وصف مٌخطَط عقود القفل الزمني، فإن هذا المٌخطَط يعتمد على الثقة. على سبيل المثال، يمكن لكارول أن تكشف كلمة السر لبوب، والذي سيترك بدوره القيمة المدفوعة في وعاء الرسوم ثم يذهب إلى أليس ليخبرها بكلمة السر في مقابل الحصول على القيمة المدفوعة له”.
وبحسب عدة أشخاص على شبكات التواصل الاجتماعي ومنتديات العملات المشفرة، فإن المشاكل المتعلقة بالثقة وبالمدفوعات متناهية الصغر معروفة بالفعل. في وقت كتابة هذا المقال، فإن عتبة الغبارأقل من 600 ساتوشي مما يعني أنه في حالة ارتفاع الرسوم مجدداً، فإن شبكة لايتننغ لن تصبح خياراً مجدياً. وتنوه الورقة البحثية الخاصة برايزن بأن تلك المشكلة تضيف احتكاكاً لا داعي له بين الطبقة الأولى والطبقة الثانية عن طريق “فرض حيل معقدة وغير مفهومة بشكل جيد على بروتوكول الطبقة الثانية”. بالإضافة إلى ذلك، فإن هؤلاء الذين تحمسوا بخصوص زيادة رسوم الشبكة من أجل دعم المزيد من استخدام السيغويت (حيث تكون عتبة الغبار أقل من ذلك) وحضوا بقوة على تبني شبكة لايتننغ، لا يبدو أنهم يفهمون عدم جدوى ذلك الحل.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.