انضمت بايبال PayPal إلى جولة تمويل أولى لشركة كامبريدج بلوكتشين Cambridge Blockchain، وهي شركة ناشئة تهدف لتمكين الأفراد من إدارة هويتهم الخاصة على الإنترنت دون الحاجة إلى وسطاء مثل فيسبوك Facebook، مثلما تسمح البتكوين (BTC) لمستخدميها بتخزين قيمة دون الحاجة إلى مصرف.

 

تدرس بايبال، ضمن أول استثماراتها في تطبيقات تقنية البلوكتشين، كيفية استخدام منصة كامبريدج بلوكتشين للسماح لمُستخدميها بإثبات هويتهم دون مشاركة معلومات شخصية غير ضرورية في نفس الوقت.

 

الأمر أشبه بتسجيل الدخول لموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ولكن مع تحكم المستخدمين في من يحق له الوصول للمعلومات المُستخدمة لإثبات هويتهم.

 

قبل إعلان الشركة عن الاستثمار، اقتصر نشاط بايبال في تقنية البلوكتشين على براءة اختراع مُقدمة في مارس/آذار عام 2018 لتعجيل معدلات معاملات العملات المُشفرة، ومشروع داخلي لدفع حوافز لمشاركة الموظفين باستخدام توكنات على البلوكتشين. لكن إعلان اليوم يُقدم أوضح دليل حتى الآن حول كيف قد توظف شركة بايبال، المُقدرة قيمتها بقرابة 121 مليار دولار أميركي، تقنية البلوكتشين في المستقبل.

 

وقال متحدث باسم بايبال لمحرر مجلة فوربس Forbes: “لقد قررنا الاستثمار في كامبريدج بلوكتشين لأنَّها تطبق تقنية البلوكتشين على الهوية الرقمية بطريقة نؤمن أنًّها قد تُفيد شركات الخدمات المالية مثل بايبال”.

 

والاتفاق التمويلي جاء كجزء من جولة التمويل الأولى لشركة كامبريدج بلوكتشين، والتي كان قد أُعلن عنها في مايو/أيار عام 2018، إلى جانب الاستثمار الجديد من مؤسسة أوميديار نيتورك Omidyar Network. لم تُفصح أياً من بايبال أو كامبريدج بلوكتشين عن قيمة الاتفاق التمويلي. إلا أنَّ المستندات المُقدمة حديثاً لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC) تُشير إلى جمع الشركة 3.5 مليون دولار أميركي في صورة أسهم جديدة، منذ حصولها على تمويل بقيمة 7 مليون دولار أميركي من إتش سي إم كابيتال HCM Capital، التابعة لمجموعة فوكسكون التكنولوجية Foxconn.

 

وتخطط الشركة، ومقرها مدينة بوسطن، لإنفاق رأس المال الجديد على توظيف العمالة، والأبحاث والتطوير. وتوظف الشركة حالياً خمسة عشر موظفاً، إحدى عشر منهم في مدينة بوسطن الأميركية لإدارة العمليات الهندسية، وثلاثة أخرين في مدينة باريس لإدارة الطرح التمهيدي لتكنولوجياتها بلوكسمبورغ في نهاية العام الجاري، أما أحدث موظفيها ففي بكين يعمل على تطوير عدد من المشاريع بالتعاون مع عملاق الصناعة التايواني فوكسكون.

 

وبينما تهدف تقنية كامبريدج بلوكتشين لإعطاء سكان لوكسمبورغ، البالغ تعدادهم 600 ألف فرد تقريباً، سيطرة أكبر على هوياتهم الرقمية عبر الانترنت، إلا أنَّ فوكسكون، المُصنعة لهاتف الآيفون من شركة آبل Apple، تستخدم التقنية بطرق مختلفة كإلغاء الحاجة إلى مخزن رئيسي، وتوصيل الموردين مباشرة بالمُصنعين.

 

إذ قال جاك لي، المدير الإداري لرأس المال المُخاطر بفوكسكون: “إذا استطعنا الاستغناء عن المخازن، سنوفر الكثير في تكاليف الجرد”. وكان لي، بصفته عضواً في مجلس إدارة كامبريدج بلوكتشين، هو من عرض الشركة الناشئة على إدارة المشاريع ببايبال العام الماضي.

 

وكان ماثيو كومنز، الرئيس التنفيذي لكامبريدج بلوكتشين والبالغ من العمر 39 عاماً، قد صرح في حوارٍ مع مجلة فوربس بأنَّه عمل لأول مرة مع بايبال كجزء من مؤتمر أوروبا للتكنولوجيات المالية Fintech Europe 2018، مُسرع الأعمال الذي يُشارك في استضافته بايبال لمساعدة الشركات الناشئة في مراحلها الأولى على التعامل مع المتطلبات التنظيمية المتزايدة للائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) واعتبارات الخصوصية الأُخرى.

 

واختتم المؤتمر فعالياته بلوكسمبورغ، مقر مكتب بايبال وحيثما تخطط كامبريدج بلوكتشين لإطلاق مشروعها الأول بالتعاون مع شركة لوكس ترست LuxTrust، المدعومة من الحكومة اللوكسمبورغية.

وقال كومنز: “نحن نتصور مستقبلاً يحظى فيه المستخدمون بسيطرة مباشرة أكبر بكثير على بياناتهم الشخصية، كما نؤمن بالهياكل المفتوحة والقابلة للتشغيل المتبادل. فنحن نأمل في الهروب من عالم يحتجز الأفراد داخل منصة واحدة ويتركهم عالقين فيها”.

 

وهنا تتضح المخاطرة العالية المحتملة وراء استثمار بايبال، وتتعقد. فموقع فيسبوك أحد أسوأ مالكي المعلومات الشخصية سمعة، إذ تساعد شبكة التواصل الاجتماعي المُقدرة قيمتها بـ 480 مليار دولار أميركي المُعلنين والمخططين الإستراتيجيين السياسيين على استهداف مُستخدميها لقاء أجر.

 

وكان ديفيد ماركوس، الرئيس السابق لبايبال والذي يعمل حالياً لصالح فيسبوك، قد أسس مجموعة لدراسة كيف يمكن لشبكات التواصل الاجتماعي الاستفادة من تقنية البلوكتشين في مايو/ أيار عام 2018. وبينما يستكشف فيسبوك التأثير المُحتمل لتكنولوجيا البلوكتشين على نموذج عمله التجاري، بزغت، أيضاً، صناعة متخصصة لتُسلط الضوء على المشكلة وتبحث عن حل.

 

وقد انضمت كل من شركة مايكروسوفت Microsoft، وشركة آي بي إم IBM، وماستر كارد Mastercard وكامبريدج بلوكتشين بالإضافة إلى آخرين لمؤسسة الهوية اللامركزية (DIF)، وهي مؤسسة غير هادفة للربح تعتزم المساعدة على بناء نظام إيكولوجي مفتوح حيث يمكن للأفراد الحصول على حصة من الأرباح الناتجة عن هوياتهم أو بيع تلك المعلومات لمكان أخر. وكانت بلوكستاك Blockstack، الشركة الناشئة لتطبيقات البلوكتشين، أعلنت عن صندوق تمويل بقيمة مليون دولار أميركي لبناء منصة قاتلة لفيسبوك في مايو/ أيار عام 2018.    

 

وبينما تعمل كامبريدج بلوكتشين على نقل هويات نطاق واسع من المستخدمين إلى عدد من البلوكتشينات خاصة كانت أو عامة، ركز بايبال أبحاثه على التطبيقات المالية طِبقاً للمتحدث باسمه. إذ قال: “سيسمح لنا استثمارنا باستكشاف التعاونات المحتملة للاستفادة من تكنولوجيا البلوكتشين”.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.