كشف تقرير صدر مؤخراً أن بينغ Bing، وهي وكالة إعلانات ومحرك بحث تمتلكها مايكروسوفت، قد قامت بحظر خمسة ملايين إعلان مرتبط بالعملات المشفرة في عام 2018 فقط.

وقد نُشر التقرير المعنون بـ”مراجعة جودة الإعلانات لهذا العام” على المدونة الرسمية للشركة في 25 من مارس/آذار. وفصَّل التقرير مجهودات الشركة لضمان أن المنظومة الخاصة بها آمنة للجميع، وبخاصة للمستخدمين النهائيين والناشرين.

وبحسب ما أفاد التقرير، فإن عدد الحسابات السيئة التي قامت الشركة بإلغائها قد زاد إلى أكثر من الضعف، حيث صبت الشركة تركيزها على الأسلحة، والعملات المشفرة، وعمليات الاحتيال المتعلقة بالدعم الفني التي تقوم بها الأطراف الثالثة.

إجمالاً، قام محرك البحث بإلغاء ما يقرب من 200 ألف حساب، وتخلص مما يزيد عن 900 مليون إعلان و300 ألف موقع “سيئ” على منصة الإعلانات الخاصة ببينغ في عام 2018.

مزج الذكاء الاصطناعي بالرقابة البشرية

وبحسب المدونة، فإن مقاربة بينغ تعتمد على مزيج من المفتشين البشريين وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى وضع كافة الإعلانات التي تدخل إلى النظام تحت معايير سياسات الإعلان الخاصة بالشركة، لضمان توافقها مع تلك المعايير.

وذكرت الشركة في المنشور: “نحن نعلم أن المحتالين لن يكفوا عن تطوير تقنياتهم من أجل الالتفاف حول تكنيكات الحماية الخاصة بنا، ولكننا مستمرون في مجهوداتنا من أجل أن نحافظ على الأفضلية. يتم التعامل بسرعة مع أي إعلان مناف لسياستنا يقوم مستخدمينا بالتبليغ عنه بواسطة خبراء المراجعة البشريين وتضمينه بداخل أنظمة الكشف المؤتمتة الخاصة بنا”.

صناعة متحدة ضد العملات المشفرة؟

كانت بينغ قد حظرت، في مايو/أيار من عام 2018، كافة الإعلانات المتعلقة بالعملات المشفرة على المنصة الخاصة بها. في ذلك الوقت، نوهت الشركة في تدوينة رسمية بأن “الإعلانات الخاصة بالعملات المشفرة، والمنتجات المتعلقة بالعملات المشفرة، والخيارات الثنائية غير النظامية” لن يُسمح بها، وقد وضع هذا القانون موضع التنفيذ في يونيو/حزيران أو يوليو/تموز من نفس العام.

وبخصوص قرار الشركة في ذلك الوقت، فقد تحدثت ميليسا ألسوشيتاي-بيثيو، مديرة سياسة المعلنين ببينغ، عن أن الشركة قامت بتلك الخطوة لحماية مستخدميها من محاولات الاحتيال الخاصة بالعملات المشفرة المنتشرة بكثافة، في ذلك الوقت.

وأشارت إلى أن سوق العملات المشفرة لم يتم تقنينه، مما يعني أن العملات المشفرة لا زالت “تمثل خطراً كبيراً على مستخدمينا بالنظر لاحتمال أن الفاعلين ذوي النوايا السيئة قد ينخرطون في سلوكيات عدوانية، أو يقومون بالاحتيال على العملاء”. بحسب تصريحها.

وعلى أي حال، فإن بينغ ليست شركة الإعلام والإعلانات الوحيدة التي أدارت ظهرها للعملات المشفرة، ففي يناير/كانون الثاني من عام 2018، اتخذت شركة فيسبوك نفس القرار، وقالت في تدوينة أنها ستقوم بإجراء بعض التعديلات على سياسة الإعلانات الخاصة بها.

وبحسب قرار شركة التواصل الاجتماعي العملاقة، فإن الشركة ستمنع وضع الإعلانات التي تستخدم “ممارسات دعائية مضللة أو خادعة”، ويندرج تحت تلك الصفة العملات المشفرة والعرض الأولي للعملة (ICO).

وبحسب زعم الإعلان الخاص بفيسبوك، فإن العديد من الشركات على منصة التواصل الاجتماعي يقومون بالدعاية لمنتجات مالية بنية سيئة. ومن أجل إصلاح ذلك، فإن القائمين على السياسة الإعلانية سيمنعون هؤلاء المحتالين من الانتفاع بالمنصة عن طريق حظر إعلاناتهم.

وكان غوغل وتويتر قد اتخذا قرارات مشابهة، حيث ذكرت الشركتان أسباباً متعلقة بأمن المستخدمين لتبريرحظر إعلانات العملات المشفرة على منصتيهما.

وكان الحظر الذي اتخذته غوغل شاملاً، حيث غطى كل الخدمات الإعلانية الخاصة بالعملات المشفرة وتطبيقات الأطراف الثالثة. وفيما يتعلق بتويتر، فقد شمل الحظر إعلانات العرض الأولي للعملات، وخدمات المحافظ، ومنصات تداول العملات المشفرة (باستثناء المنصات المدرجة على منصات التداول الكبرى).

هل يجبر فيس كوين Facecoin فيسبوك على التراجع؟

ويُعد حظر شركات التواصل الاجتماعي الكبيرة لأصول العملات المشفرة مفهوماً إلى حد كبير. ولكن، بالنظر إلى الشائعات المتعلقة باهتمام فيسبوك حالياً بتطوير عملة مشفرة لتطبيقات الرسائل الخاصة به، هل من الممكن أن يتراجع فيسبوك عن حظر العملات المشفرة على منصاته؟

وتدور الشائعات حول قيام فيسبوك، أكبر منصة تواصل اجتماعي في العالم، بتطوير عملة مشفرة، تسمى “فيس كوين” بواسطة المدير التنفيذي لكيك Kik تيد ليفنغستون، وستسمح لمستخدمي مجموعة منصاتها: واتساب Whatsapp، وماسنجر Messenger، وإنستاغرام Instagram، بإجراء تحويلات نقدية. وفي حال قيام الشركة بذلك، فمن المتوقع أن يستخدم عملاق التواصل الاجتماعي الانتشار الإعلاني لمنصته من أجل اعتماد أحدث عملة مطروحة خاصة به (كما هو متوقع).