تدرس إيران تعزيز تبني عملة البتكوين (BTC) والعملات المشفرة كوسيلة لضمان تدفق الإيرادات المطلوبة من صناعة السياحة. يأتي هذا التحرك في الوقت الذي يحاول فيه المسؤولون في الدولة حماية قطاع السياحة المزدهر في إيران من التأثر بالسلب من استئناف العقوبات الاقتصادية الأميركية.
وقد أشارت تقارير إلى أن أصحاب المصالح في القطاع العام والخاص يدرسون حالياً مزايا تبني مدفوعات العملات المشفرة من أجل التغلب على أية قيود يواجهها زوار الدولة فيما يخص سبل الدفع.
شراكة عامة خاصة لتبني عملة البتكوين في قطاع السياحة
أشار موقع Al-Monitor إلى اهتمام متنامٍ بين اللاعبين المهمين في الحكومة الإيرانية وفي القطاع الخاص أيضاً لاستكشاف استخدامات سبل الدفع بالعملات المشفرة في صناعة السياحة. هناك مخاوف من أن زوار إيران سيكون لديهم وسائل محدودة للدفع أثناء زيارتهم للبلاد مع تجدد العقوبات الاقتصادية ضد إيران، وهو الأمر الذي سوف يؤثر على جاذبية السياحة بشكل كبير.
وعندما فرضت مجموعة من الدول تتزعمها الولايات الأميركية عقوبات اقتصادية على إيران في عام 2015 أدى ذلك إلى نهضة في صناعة السياحة في الدولة. هذا وقد شهدت الطفرة اللاحقة إيرادات سنوية بلغت 3.3 مليار دولار و3.5 مليار دولار في عامي 2015 و2016 ، من السياحة وحدها. كما اعترفت علامات الضيافة العالمية بالسوق الناشئة وحققت وجودًا تجاريًا مهماً في البلاد.
وبعد تجدد العقوبات، تسعى طهران لحماية مصدر النقود وهو قطاع السياحة من خلال تبني وسائل دفع بالعملات المشفرة. يرجح أن تكون المشكلة التي تواجه زوار إيران هي عدم إمكانية الدفع بالوسائل السائدة مثل بطاقات الائتمان/بطاقات الخصم. وبالتالي تتزعم منظمة التراث الثقافي والصناعات اليدوية والسياحية الإيرانية (CHTO) توجهاً نحو دراسة مزايا تبنى العملات المشفرة في قطاع السياحة الإيراني.
عملة البتكوين أفضل من الريال المشفر
تعتبر العملة المشفرة المدعومة من الدولة ضمن الخيارات التي يتم دراستها بجدية. تشير التقارير إلى أن منظمة التراث الثقافي والصناعات اليدوية والسياحية الإيرانية تسعى لعقد شراكة لإنشاء عملة مشفرة مشتركة بهدف تطوير علاقات السياحة القوية بين الدولتين. وبالإضافة إلى ذلك، هناك خطط لإنشاء عملة مشفرة تدعمها الدولة تهدف على وجه التحديد إلى دعم قطاع السياحة في إيران.
مع ذلك، يرى محللون أن هذا التحرك سيكون له أثرٌ طفيف على حل مشكلة الوصول إلى العملة المحلية. بدلاً من ذلك، يعتقد أصحاب المصلحة أن تبني عملة مشفرة مستخدمة على نطاق واسع مثل عملة البتكوين سيكون له مزايا أكبر.
وقال زيا صدر، أحد كبار الموظفين التنفيذيين في وكالة السفر المحلية IranByBit التي تقبل الدفع بعملة البتكوين (BTC) في حواره مع موقع Al-Monitor: “لن يكون لعملة مشفرة تدعمها الدولة القدرة على معالجة مشاكل الحصول والقبول وموثوقية العملة المحلية في مجال السياحة. من ناحية أخرى، قد تساعد عملة مشفرة مقبولة ومتاحة مثل عملة البتكوين (BTC) الشركات الصغيرة في قطاع السياحة على السماح لمجموعة كبيرة من العملاء من كافة أنحاء العالم باستخدام عملاتهم داخل إيران”.
التحايل على العقوبات الاقتصادية الأميركية
يتيح انتشار عملة البتكوين (BTC) والعملات المشفرة الأخرى لإيران الفرصة للوصول إلى البنية التحتية لسبل الدفع الدولية برغم العقوبات الاقتصادية الأميركية. وفيما يتعلق بالتدابير المتخذة على صعيد قطاع السياحة، يبدو أن الحكومة غير مستعدة للسماح بتدهور الوضع الاقتصادي أكثر من ذلك.
في عام 2018، تراجع الريال بأكثر من 60 في المئة في قيمته. وأشارت تقارير إلى أن العديد من المواطنين قد اتجهوا لاستخدام عملة البتكوين (BTC) على الرغم من محاولات الحكومة فرض قيود على تلك الأنشطة خوفاً من ارتفاع هروب رأس المال. منذ بداية العام الحالي، اتخذت طهران خطوات أولية من شأنها تنظيم سوق العملات المشفرة في البلاد مع التركيز على قانونية تلك العملات المشفرة.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.