تصدرت منصة كوين بيس المشهد على موقع تويتر طوال الأسبوع الماضي، لكن ليس بالشكل المرغوب. إذ ركز هاشتاغ المطالبة بإلغاء منصة كوين بيس #DeleteCoinbase، على الممارسات المريبة لفريق نيوترينو Neutrino، وهو فريق مراقبة البلوكتشين الذي تعاقدت معه المنصة. والآن، رضخت منصة التداول الواقعة في كاليفورنيا للضغط وقطعت علاقتها بفريق نيوترينو.

كوين بيس ترضخ للضغط العام

أثيرت ضجة خلال الأسبوع الماضي عقب انتشار أخبار عن آخر عملية استحواذ لمنصة كوين بيس، شركة نيوترينو، والتي لها ماضٍ شديد الضبابية. إذ شُهّر بمؤسسي شركة المراقبة على البلوكتشين بسبب تجربتهم السابقة والتي تضمنت فريق اختراق كان يبيع البرمجيات للأنظمة القمعية كي يتنصتوا على المعارضين والصحافيين. وفي يوم 5 مارس/آذار الماضي، خرجت المنصة عن صمتها ووعدت باتخاذ الإجراءات اللازمة حيال الأزمة المتصاعدة والتي هددت بتلويث سمعة المنصة للأبد. في تدوينة للمنصة على موقع بلوغ سبوت Blogspot تحت عنوان “استحواذ نيوترينو وتحقيق قيمنا”، اعترف المدير التنفيذي لمنصة كوين بيس، برايان أرمسترونغ قائلاً “كان لدينا نقص في المجهودات حين استعنّا بفريق نيوترينو. وبينما كنا نتقصى التكنولوجيا والأمن في منتج نيوترينو، أغفلنا بعض الأمور المتعلقة برسالتنا وقيمنا كشركة تعمل في مجال العملات المشفرة. استغرق الأمر بعض الوقت لكي نتباحث هذا الأمر خلال الأسبوع الماضي، ووصلنا إلى اتفاق مع فريق نيوترينو مفاده إقصاء أولئك الذين عملوا مع فريق الاختراق Hacking Team (بالرغم من أنهم لا يعملون به الآن) من أعمال منصة كوين بيس”.

نجوم عالم العملات المشفرة يتدخلون في فضيحة مشاركة البيانات

بينما أخمدت كلمة أرمسترونغ بعض النيران التي كانت تهدد الشركة، إلا أن هناك أمراً لم تتطرق إليه تدوينته وهو المخاوف المتعلقة بمشاركة البيانات مع الفريق الذي سبق نيوترينو. وفي هذا الصدد، نجحت كوين بيس في توحيد أصوات عدة من مختلف الأنحاء في عالم العملة المشفرة هذا الأسبوع، إذ احتج المفكرون والمطورون والمعلقون حول العالم على تصرفات المنصة بعد ظهور أنباء عن تسريب شريك سابق لبيانات العملاء مع أطراف أخرى.

وسعياً لتبرير استحواذ نيوترينو، أثارت كريستين ساندلر، أحد مديري كوين بيس، مزيداً من الجدل إذ اعترفت قائلة:” لقد كان من المهم لنا أن نهجر المزودين الحاليين لنا؛ فقد كانوا يبيعون بيانات العملاء لأطراف خارجية مما حتّم علينا أن نسيطر على هذا الأمر وأن نمتلك التكنولوجيا التي تمكننا من تأمين وحماية عملائنا”.

أثار هذا الاعتراف سجالاً على مجتمع العملة المشفرة على موقع تويتر، إذ وجهت جيل كارلسن سؤالاً للمدير التنفيذي لكوين بيس براين أرمسترونغ فيما يخص “الشفافية” في الأمر. إذ كتبت: “لم أسمح بإرادتي لكوين بيس بتجميع وبيع بياناتي لأطراف خارجية”. بدا نك زابو متقبلاً لهذه الممارسة، مشيراً إلى أنه “بمجرد أن تجمع كوين بيس المعلومات المطلوبة بشكل قانوني، تصبح مفيدة جداً لهم، ويصبح من السهل جداً مشاركتها مع المتعاقدين معها والذين يشاركونها بدورهم مع عملائهم وهكذا، إلى أن يخرج الأمر عن السيطرة بغض النظر عن انتقال الأموال من يدٍ لأخرى”.

سياسة معرفة العميل ومكافحة غسل الأموال مصيبة وشيكة الحدوث

يستحيل علينا تحديد البيانات التي أعيد بيعها بواسطة الشريك السابق لكوين بيس، في الفترة التي سبقت اعتراف كوين بيس بالأمر، ويستحيل أيضاً معرفة ما إذا كانت هذه البيانات تتضمن تفاصيل خطيرة عن العملاء. وأحد أسباب انتشار هذه القصة في مجتمع العملة المشفرة هو أنها ولّدت امتعاضاً وتشكيكاً في سياسات معرفة العميل المعمول بها. إذ يشترط على العملاء أن يعطوا معلومات شخصية عن أنفسهم مثل مرتباتهم وكشوف حساباتهم البنكية ومسح ضوئي لجوازات السفر وصور السيلفي ومن ثم يفترض بهم أن يفترضوا أن مقدم الخدمة لن يضيع بياناتهم أو يسيء استغلالها. وعُرضت بعض البيانات من مختلف منصات تداول العملات المشفرة للبيع على شبكة الإنترنت العميق، لمقدم أعلى سعر. وفي نفس الوقت، تستمر شركة فيسبوك في التوغل في حفرة تسريب البيانات.

في تعليقه على التسريبات الأخيرة لكوين بيس، غرد المدير التنفيذي لشركة سيفركس Ciphrex قائلاً:” الأمر ليس استمرار منصة بعينها في عقد الصفقات مع الرافضين لانتقال غير مصرح به للقيمة. وإذ يرى بعض الناس أن هذا أمر طبيعي وهذا ما تدار عليه الأعمال، فينبغي علينا تقديم تصريح لتحريك أموالنا (عن طريق ملء نماذج بالمعلومات الحساسة لدينا) وحينها، لن يتوجس أولئك الذين أعطيناهم معلوماتنا حين يفكرون في بيعها دون تصريح مناّ”.

وبالتوازي مع هذا، شارك المدير التنفيذي لمنصة كراكن Kraken جيس باول برأيه في نيوترينو، شريك كوين بيس اللاحق لذلك الذي سرب بيانات العملاء. إذ يرجح الرأي الذي يعتقد أن المسئولين الجدد في قسم بيانات العملاء لكوين بيس ليسوا أفضل من سابقيهم.