النزاهة الأكاديمية موضع تساؤل

 

لقي كونر براون طالب جامعة ستانفورد ما لم يتوقع عندما دخل قاعة المحاضرات في كلية التجارة بجامعة ستانفورد في يناير/كانون الثاني 2019 لحضور محاضرة زائر ألقتها سوزان آثي أستاذة العلوم الاقتصادية التكنولوجية بجامعة ستانفورد.

 

يقول براون: “أثناء العرض التقديمي من د. آثي كانت هناك عدة بيانات خاطئة استرعت انتباهي. أفهم أنها أستاذة محترمة بجامعة ستانفورد وأن تلك البيانات ربما كانت غير مقصودة؛ إلا أنني أؤمن أيضًا أنه من المصلحة العليا لبيئتنا الأكاديمية أن نكفل نقاشاً ومراجعة نظراء من المستوى الرفيع”.

 

وأضاف قائلاً: “تتعلق مخاوفي بالعبارات الخاطئة عن البتكوين مقارنةً بتوكن الريبل (XRP). أود أيضاً أن أعرب عن قلقي بخصوص احتمال تضارب المصالح عند أستاذة تدلي ببيانات خاطئة بينما في الوقت نفسه تروج لمنتج يزعم أنه يحل تلك المشكلات وتدفع لها الشركة نظير ذلك”.

 

المحاضِرة موضع التساؤل هي خبيرة اقتصادية مرموقة شغلت منصباً في جامعة هارفارد في ما مضى. وأُسنِد إلى الأستاذة التي يُستشهَد بأعمالها البحثية كثيراً تدريس الدورة الدراسية المقبلة في العملات المشفرة بجامعة ستانفورد، ومن المفترض أنها خبيرة في مجالها.

 

لا يُعزى قرارها بالترويج للريبل وانتقاد البتكوين إلى الجهل، بل لحقيقة أنها تشغل منصباً في مجلس إدارة شركة ريبل Ripple، الذي انضمت إليه في عام 2014.

 

قائمة طويلة من الأخطاء

 

ويوضح كونر براون في رسالته التي تبدو كمقدمة أكاديمية للبتكوين النقاط التي كان عندها العرض التقديمي لآثي مضللاً. هذه التفنيدات تشمل:

 

  • الخلط بين عُقَد التعدين والعُقَد كاملة التحقق على شبكة البتكوين وبالتالي الزعم بأن البتكوين “يتحكم به مجموعة صغيرة من المعدنين في الصين”.
  • الزعم بأن حسابات البتكوين “مؤمنة من الناحية الاقتصادية لا التشفيرية”.
  • الزعم بأن “البتكوين تهدر الكهرباء عن طريق السرقة من الأنهار لحل مسائل حسابية عديمة النفع”.
  • الزعم بأن المؤسسات المالية المكسيكية تستخدم تكنولوجيا الريبل.
  • الزعم بأن شركة ريبل لا تبيع توكنات الريبل، بل فقط “توزع التوكنات بشكل روتيني”.
  • استعراض محافظ بتكوين قديمة من عام 2013 تقريباً دون ذكر التقدم التكنولوجي اللاحق.
  • الزعم بأنك في حالة إدخالك عنوان بتكوين خاطئ، تختفي الصناديق دون ذكر أن المحافظ الحديثة لديها خاصية رمز الاستجابة السريع لمنع حدوث ذلك.

 

وشرع براون في دحض كل عبارة بدورها، مستشهداً بأبحاث وأوراق بحثية معروفة جيداً. ولأنه طالب مجتهد في أمور البتكوين والحياة، فقد أدى عمله بجد: “اتصلت بالشركة التي صرحت ريبل علناً أنها تستخدم الخدمة وسألت إذا ما كانوا يستخدمون إكس رابيد xRapid أو أي خدمات أخرى تقدمها ريبل، فأجابوا بالنفي. وأرفقت المقطع الصوتي أدناه”.

 

على قدر النفوذ التجاري القوي تأتي المسئولية الأكاديمية العظيمة

 

قد يبدو مستحيلاً وصف أخطاء آثي بالبريئة -أو حتى الجاهلة- نظراً لأنها خبيرة اقتصادية بواحدة من أكثر الجامعات المرموقة في العالم، تحاضر في موضوع من المفترض أنها تعرف عنه الكثير. كانت آثي في مجلس إدارة شركة ريبل على مدى السنوات الخمس الماضية، الشركة التي تفخر بأنها جزء منها:

 

“…يمكن معالجة كل تلك المشكلات، وبالطبع تعمل الشركات الناشئة على حلها في مجتمع البتكوين. ومع ذلك، جعلني الأمر أتساءل إذا كان هناك وسيلة أكثر بساطة لحل المشكلة، تستفيد من الابتكار الأصلي للبتكوين وتمثل سجلاً مؤمناً. بينما أصارع تلك الأسئلة، علمت عن بروتوكول ريبل. أدركت أنه عالج كل تلك المشكلات”.

 

والأسوأ من ذلك، لا تبدو أنها المرة الأولى التي تروج فيها للريبل في إطار أكاديمي، كما غرد Calvin Chu في رده على تويتر قائلاً: “نقاط مكتوبة بشكل ممتاز. سمعت أن محاضرتها بجامعة شيكاغو العام الماضي ذكرت فيها بعض التعليقات عن الريبل الأمر الذي وجدته موضع تساؤل. شكراً لتحدثك عن هذا الأمر”.

 

وفي ضوء ما يبدو أنه ترويج صارخ لعملة بديلة تكمن فيها مصلحتها شخصية، لم تضع آثي نزاهتها الأكاديمية موضع تساؤل وحسب بل والنزاهة الأكاديمية لجامعة ستانفورد كذلك.

 

برنامج مبادرة البلوكتشين الخاص بالريبل، الذي وصل إلى الكليات، يبدو متوافقاً بشكل مخيف مع ما شهده براون وزملاؤه. وكما يصفه نائب رئيس شركة ريبل للعمليات العالمية إريك فان ملتنبرغ: “نحن نضع إيماننا الكامل في تلك الجامعات، نعرف أن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس هم الأقدر في المجال. نرغب في المساعدة بإسراع الشرارة وتحويلها إلى شعلة تساعد تلك الكليات على التحرك للأمام”.

 

الريبل أكثر أهمية من البتكوين

 

ونقل براون الأمر إلى تويتر لسرد تجربته، بعد شهر من عدم تلقي أي رد على رسالته من جامعة ستانفورد.

 

وغرّد على حسابه قائلاً: “منشور أدناه رسالة إلكترونية أرسلتها إلى مجلس إدارة الدراسات العليا بجامعة ستانفورد بعد عرض تقديمي في أحد صفوفي. رفض أساتذتي التحدث وجهاً لوجه بعدما استرعيت انتباههم للأمر. بعد أكثر من شهر ما زلت لم يصلني منهم أي رد، باستثناء ‘سنعاود التواصل معك بخصوص الموضوع‘”.

 

ردت عليه آثي على تويتر، قائلة إنها لم تصلها رسالة الشكوى. وبناءً على طلب براون، شاركت نسخة من العرض التقديمي.

 

لم يندهش بيير روتشارد، مهندس البرمجيات ومؤسس شركة بتكوين أدفايزوري Bitcoin Advisory مغرداً بحسابه على تويتر: “هذا العرض التقديمي يبدو كإعلان تجاري للريبل (XRP)، بناءً على المحتوى المعروض، دون الحاجة إلى الاستماع للمقطع الصوتي”.

 

دافعت آثي عن تركيزها على بدايات البتكوين دون ذكر الحالة التكنولوجية الحالية، مغردة بحسابها على تويتر قائلة: “يصف محتوى العرض بدايات البتكوين وكان ذلك لمدة ما يقرب من 10 دقائق. يبدأ الحديث بالتقنية الأساسية المجردة، والمحفظة الأساسية، دون إضافات بلا فائدة، نظرة عامة وحسب. لم يقصد العرض الوقوف على الأداء الحالي أو تسليط الضوء أو أي مناقشات دائرة حالياً!”.

 

وأضافت أن إشاراتها لتوكن الريبل (التي تزعم أنها تتحلى بالشفافية تجاهه) لها صلة بالوقت الحالي على وجه الخصوص، مغردة بحسابها على تويتر: “فهمت ما تعنيه. لكن في صف ماجستير إدارة الأعمال، المحاضر الزائر (من المفترض) أن يتحدث عن ما يعرفه بشكل شخصي. كان الصف عن مستقبل الشئون المالية؛ وذكر الريبل أمر طبيعي لأن لها عملاء بنوك/مؤسسات مالية. وهناك عدة أجزاء من العرض تتحدث عن العقود الذكية، وناقشت الإيثريوم وغير ذلك”.

 

أياً كان مقصد آثي، مع وجود العملات المشفرة بصورة متزايدة في المنهج الدراسي بمؤسسات التعليم العالي، فمن الأهمية بمكان أن يكون عرض الكلية للتكنولوجيا عادلاً، ومتساوياً، ويتسم بالحياد. في هذه المرة، يبدو أن هناك قضية تدعمها أدلة كافية تؤكد على أن الأستاذة تجاوزت الحد المسموح.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.