تتلقى عدة جامعات معروفة هذه الأيام تبرعات مالية من بعض مالكي أصول العملات المشفّرة ومؤسساتها بالأموال، بعد أن فتح حشد من الكليات الشهيرة، مثل ستانفورد Stanford ومعهد ماساتشوستس للتقنية MIT وكورنيل Cornell وبادجت ساوند Puget Sound وبرينستون Princeton، الباب أمام التبرعات بالعملات المشفّرة أو التمويلات من داعمي العملات المشفّرة من أصحاب الثروات الضخمة. وفي المقابل، من ناحية التعليم العالي، فإنَّ عدة جامعات مرموقة من جميع أنحاء العالم تُدرّس صفوفاً اختيارية لتعليم تقنية البلوكتشين.

 

توجه متزايد من جهة المتبرعين بالعملات المشفّرة لدعم الجامعات

 

تشهد منظومة العملات المشفّرة توجهاً متنامياً يهدف إلى المساهمة في تمويل التعليم من خلال تبرعات العملات المشفرة وداعميها. مثال على ذلك: تبرع رائد الأعمال مايك نوفوغراتز، خلال الأسبوع الأول من يناير/كانون الثاني 2019، بجزء من أرباحه بالعملات المشفّرة إلى “برنامج السنة المستقطعة” Bridge Year Program التابع لجامعة برينستون؛ وهي عبارة عن مبادرة تسمح للجامعات بدعم الطلاب مالياً بما يسمح لهم بالعيش والدراسة خارج بلادهم مدة تسعة أشهر في مناطق مثل الصين وبوليفيا والسنغال وإندونيسيا والهند. يُذكر أنَّ رائد الأعمال مايك نوفوغراتز، المدير التنفيذي لشركة غالاكسي ديجيتال Galaxy Digital، قد تخرج في جامعة برينستون في دفعة عام 1987 وحصل على شهادة جامعية في الاقتصاد منها.

 

تعقيباً على ذلك، قال نوفوغراتز لمتابعيه على موقع تويتر Twitter، وعددهم 114 ألف متابع: “يشرفني أن أخصص جزءاً من مكاسبنا بالعملات المشفّرة (لعام 2017) لمساندة قضية نبيلة: إذ إنَّ العيش مدة عام واحد وسط ثقافة مختلفة يمكن أن يغير حياة المرء إلى الأحسن؛ فلنبنِ جسوراً بدلاً من الأسوار!”.

 

هناك علاقة هادفة تربط بين مشاريع العملات المشفّرة والكليات في جميع أنحاء العالم؛ حتى أنَّ شركة كوين بيس Coinbase، الواقعة بمدينة سان فرانسيسكو الأميركية، قالت إن: “الطلاب يقبلون أفواجاً على دراسة العملات المشفّرة والبلوكتشين”.

 

هناك أيضاً قائمة الشركات المتبرعة لجامعة ستانفورد، التي تسهم في تمويل قسم الهندسة بالجامعة. كان من بين المنظمات التي مُنحت مقاعد بهيئة التدريس والزمالة بجامعة ستانفورد مؤسسة الإيثريوم Ethereum Foundation ومؤسسة في تشين Vechain وشركة أوميسيغو Omisego. وخلال الأسبوع الأول من عام 2019، تلقت كلية هولبرتون في مدينة نيو هافن الأميركية تبرعًا بعملة بتكوين (BTC) بقيمة 10 آلاف دولار أميركي من ناثان بتروزيللو مؤسس شبكة سكرول Scroll Network. وفي شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2017، قدمت مؤسسة ايكولينك Echolink Foundation تبرعاً بعملة بتكوين تعادل قيمته 50 ألف دولار أميركي لجامعة كاليفورنيا بيركلي UC Berkeley. كذلك، تبرع نيكولاس كاري، أحد مؤسسي شركة بلوكتشين Blockchain ونائب رئيس مجلس إدارتها، في عام 2014 بمبلغ 10 آلاف دولار أميركي لجامعة بادجت ساوند؛ استخدم كاري منصة بت باي Bitpay لتسهيل عملية تحويل تبرعه بمبلغ 14.5 بتكوين (ما يعادل 58 ألف دولار أميركي اليوم)، لكنَّ هبته قد حُوّلت إلى ما يعادلها بالعملات النقدية فوراً.

 

العديد من الكليات التي تلقت تبرعات أو لديها هبات مستثمرة في صناديق التمويل المرتبطة بالعملات المشفّرة يصادف أنَّ لديها أكثر من صف لتدريس العملات المشفّرة والبلوكتشين.

كبرى صناديق الهبات في مجال التعليم العالي تستثمر في منظومة العملات المشفّرة

 

بالإضافة إلى كل ذلك، فإنَّ الجامعات التي لديها صناديق هبات مالية ضخمة تتحوط بأموال العملات المشفّرة أيضاً: فقد أفادت مصادر مطلعة على المسألة، في شهر مايو/أيار من العام الماضي، 2018، أنَّ جامعة يال Yale (إحدى جامعات رابطة اللبلاب الأميركية Ivy League) قد استثمرت بصندوق التمويل بالعملات المشفّرة بارادايم Paradigm. تًُعد هبة جامعة يال ثاني أكبر هبة في مجال التعليم العالي، إلى جانب أنَّ صندوق بارادايم مدعوم من جانب تشارلز نويز من صندوق تحوط العملات المشفّرة بانتيرا كابيتال Pantera Capital وفريد إهرسام مؤسس شركة كوين بيس. علاوةً على ذلك، كشفت وثائق عامة، في 21 فبراير/شباط الحالي، أنَّ الهبة التي قدمتها جامعة ميشيغان University of Michigan دعمت صندوقًا للاستثمار بالعملات المشفّرة خاضع لإشراف أندرسن هورويتز. لكنَّ جامعتيّ يال وميشيغان ليستا الجامعتين الوحيدتين اللتين قدمتا هبات تُستثمر في مشاريع مرتبطة بالعملات المشفرّة، فمعهد ماساتشوستس للتقنية وجامعتا ستانفورد وهارفارد بدورهم غارقين حتى أذنيهم في الاستثمار بصناديق تمويل أصول العملات المشفّرة أيضاً.

 

مؤسسة الإيثريوم وفي تشين وأوميسيغو جميعاً دعموا كلية الهندسة بجامعة ستانفورد.

 

42 بالمائة من أفضل 50 جامعة في العالم تُدرّس صفوفاً عن العملات المشفّرة

 

وأفاد تقرير بحثي للنشرة المعنية بأخبار التقنية ذا إنفورميشن The Information أنَّ عدد كبير من الجامعات التابعة لرابطة اللبلاب الأميركية تستثمر في استثمار واحد أو أكثر من الاستثمارات المرتبطة بالعملات المشفّرة. ليس هذا فحسب، بل إنَّ الغالبية العظمى من الجامعات التي لديها هبات مستثمرة في أصول العملات المشفّرة، أو التي تلقت تبرعات بتلك الأصول، تُدرّس صفوفاً ذات صلة بالعملات المشفّرة. معظم تلك الجامعات تُقدم لطلابها صفوفاً بنظام الساعات الأكاديمية عن تقنية العقود الذكية والبلوكتشين. كذلك، فإنَّ جامعة  هورتون في نيو هافن ومعهد ماساتشوستس للتقنية في مدينة بوسطن الأميركية يُقدمان لطلابهما شهادات تخرج تستخدم الجامعة في استخراجها سلسلة البلوكتشين لعملة بتكوين.

 

جاءت جامعتا كورنيل وستانفورد على رأس القائمة: إذ تُقدمان أكثر من 8 صفوف اختيارية عن العملات المشفّرة وتقنية البلوكتشين.

 

نظراً لمستوى الابتكار الذي تنطوي عليه هذه المبادرة، فإنَّ مجال التعليم العالي يعمل يداً بيد مع تقنية العملات المشفّرة، وقد أظهرت التوجهات على مدار الأعوام القليلة الماضية أنَّ الطرفين بينهما علاقة تكافلية. أدى ذلك إلى أنَّ صارت 42 بالمائة من أفضل 50 جامعة في العالم تُقدّم صفاً واحداً على الأقل لتدريس الأبحاث المتعلقة بتقنية البلوكتشين. وقد أفادت دراسة بحثية تابعة لشركة كوين بيس بالتفصيل أنَّه منذ أنَّ صارت الجامعات تُقدّم تلك الدروس، بدأ اهتمام الطلاب بالتعرّف على منظومة العملات المشفّرة يزداد. على سبيل المثال، قال التقرير مفسّراً أنَّ ديفيد يارماك، رئيس قسم المال بكلية ستيرن للأعمال Stern School of Business بجامعة نيويورك الأميركية New York University، قد استحدث صفاً لتدريس البلوكتشين في عام 2014 انضم إليه 35 طالباً؛ وهو عدد أقل بقليل من معظم الصفوف الدراسية الاختيارية العادية في الجامعة ذاتها. لكنَّ الدراسة كشفت أيضاً عن أنَّ كلية ستيرن اضطرت إلى نقل الصف إلى أكبر قاعة دراسية لديها بحلول ربيع عام 2018؛ بعد أن ارتفع عدد الطلاب الذين انضموا إليه إلى 230 طالباً.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.