على مر السنوات، أصبح من الشائع أن تزعم أنك ساتوشي ناكاتومو حتى إذا لم يكن لديك دليل على ذلك. وسعى بعض الأفراد بجهد كبير لإثبات ذلك، إلا أنهم كانوا يفشلون دائماً في إقناع المجتمع بذلك. على سبيل المثال، حاول بعض الأفراد الزاعمين لابتكارهم البتكوين أن يولدوا توقيع برسالة هاش ترتبط بأوائل البلوكات التي تم التعدين عنها. وبعد عدد من تلك الحوادث، أنشأت شركة ناشئة بمجال الشفافية المالية تسمى ألباكور لابز Albacore Labs أداةً للتحقق من صحة توقيع البلوك الأصلي، مما يجعل الأمر “أسهل على الأشخاص الآخرين ادعاء مزاعم مماثلة”.
الهراء المشفر حول التوقيعات الرقمية أو الهاش ليس كافياً
لن ينسى العديد من متداولي البتكوين محاولات كريج رايت لإثبات أنه ساتوشي ناكاموتو في عام 2016. وقد بدأ ذلك عندما قضى المراسل الصحفي أندرو أوهاغان أشهراً مع رايت وزعم أنه رآه يوقّع رسالة مرتبطة بعنوان ساتوشي ناكاموتو. وهناك أيضاً سلسلة من المنشورات على مدونة كتبها رايت ثم تم محوها من الإنترنت، وتفاعل رايت مع غافن أندرسن في لندن، ليظهر رايت مجدداً في ربيع 2016 بفيديو نشرته محطة بي بي سي البريطانية يزعم فيها توقيعه على التوقيع المرتبط بأول معاملة بتكوين.
وذكر البيان الصادر عن الأسترالي في 2 مايو/أيار من العام 2016 على لسانه: “اسمي كريج رايت، وأنا على وشك إثبات توقيعي على رسالة بالمفتاح العام المرتبط بأول معاملة بتكوين على الإطلاق”. ليسأله مراسل بي بي سي: “ستثبت لنا إذا أنك أنت ساتوشي ناكاموتو؟” فأجاب رايت “نعم”.
وبعد إذاعة البرنامج، سرعان ما أشار خبراء العملات الرقمية إلى أن مراسلي بي بي سي وأندرو أوهاغان قد تعرضوا للخداع على ما يبدو. القصة الصحفية الطويلة التي يصف فيها أوهاغان تجربته مع رايت لمدة شهور تظهر أن أوغاهان ليس لديه أي فكرة عما كان رايت يوقعه فعلاً. وعلاوة على ذلك، فقد أظهر مطوري العملات الرقمية مثل بيتر ويلي، وكريستوفر جيفري، وغريغ ماكسويل كيف قام رايت بإعداد خدعة التوقيع المزعومة.
تم إثبات العبث بتاريخ أحد مفاتيح بي جي بي PGP المزعومة لساتوشي والتي وقعّها رايت، كما اُعتبرت محاولات التوقيع الأخرى تزويراً صارخاً. وفي العام الماضي حاول أحد مستخدمي تويتر باسم “ساتوشي ناكاموتو” إنشاء نفس التوقيع على الرسالة المرتبطة بالبلوك رقم 9. وأخيراً، شارك مطور البتكوين كاش (BCH)، أماوري سيشيت، مؤخراً رسالة هاش على تويتر وزعم أنه ساتوشي. ولكن الرسالة كانت مزحة بشكل واضح، غير أن بعض منافذ أخبار العملات الرقمية التي نقلت القصة.
والآن يمكن لأي شخص أن يثبت أنه ساتوشي بتوقيع رسالة مرتبطة ببلوك أصلي
ومنذ التوقيع المزعوم للبلوك 9، نجح فريق ألباكور Albacore، المعني بتطوير أدوات لتحسين الشفافية المالية، في إطلاق تطبيق يمكن ربط رسالة ببلوك بتكوين أصلي بحيث يمكن لأي شخص أن يحاول “إثبات أنه ساتوشي”.
وتوضح الشركة “نظراً إلى محاولة الجميع أن يثبتوا بأنهم ساتوشي (مثلك يا كريج رايت و”ساتوشي المزيف” على تويتر)، قررنا أن نجعل الأمر أسهل على الآخرين أن يدعوا مزاعم مماثلة”.
ويُكمِل موقع ساتوشي المزيف الخاص بالشركة الناشئة: “انقر على الزر أدناه لإنشاء توقيع ورسالة هاش بالعنوان الذي قام بتعدين أول بلوك أصلي، والمعروف بأن ساتوشي من قام بتعدينه. ولا تسأل عن الرسالة النصية التي أنشأت الهاش… (فإننا لا نعرفها أيضاً)”.
أداة توقيع توشي المزيف تفيد المجتمع من خلال توجيه متداولي البتكوين إلى رفض السلوك الاحتيالي
وفي منشور يصف عمل الأداة، قالت ألباكور بأن زعم العديد من الأشخاص أنهم ساتوشي ليس بالأمر الجديد، ولكن مزاعم كريغ رايت وصلت لمستوى جديد من “قوة الاعتقاد”. وتضيف ألباكور أن ذلك يرجع إلى نقص شديد في المعرفة التقنية بمنظمتي البلوكتشين والبتكوين. ويوضح منشور الشركة على المدونة: “يؤدي ذلك إلى مواقع تصبح فيها أي إشارة بسيطة لأي مصلح خاص بالتشفير، مثل التوقيعات الرقمية أو الهاش، مقنعة بشكل كافي”. وتذكر ألباكور أن بإمكان الأشخاص ملاحظة أن الرسائل المزعومة مزيفة بشكل واضح لأن هاش الرسالة مقدم بدون الرسالة النصية الفعلية.
لذا تسأل ألباكور: “لماذا يقدم المحتال هاش الرسالة وليس الرسالة نفسها؟” والإجابة واضحة بكل تأكيد، “لأنهم لا يعرفون الرسالة التي ستجعلهم على علم فعلي بالمفتاح الخاص وتوليد توقيع شرعي”.
وتضيف ألباكور: “نظراً للطبيعة الأحادية للهاش المشفر – فإن الطريقة الوحيدة للتحقق من التوقيع هي استخدام مدقق ECDSA غير قياسي لا يقوم بتهشير الرسالة داخلياً وإنما يقبل بهاش الرسالة كأحد المعطيات”.
وفي هذا الأسبوع، نشر القسم الإخباري بموقع بتكوين دوت كوم news.Bitcoin.com عن شخص آخر زعم أنه ساتوشي ناكاموتو ونعت كريغ رايت بـ “الكاذب”، وذكر أن بإمكانه توقيع رسالة حقيقة في الوقت المناسب. ولكن مثل بقية المخادعين الآخرين الذين قمنا بتغطية أخبارهم في الماضي، لم يقدم هذا الشخص بعد دليلاً حقيقياً لمجتمع العملات الرقمية. بالنسبة لبعض الأشخاص، هذه التواقيع لا تعني شيئاً، إلا إذا تمكن الموقع من تقديم الرسالة النصية الفعلية أو يقوم بنقل عملات بتكوين – حرفياً – التي تم تعدينها في الأيام الأولى بعنوان معروف لساتوشي. حتى خطاب وايت الذي أعلن خلاله استعداده للشهادة أمام لجنة تداول السلع الآجلة الأمريكية لا قيمة له، لعدم فهم أي من القائمين على هذه اللجنة لهذه التقنية.
وتقول ألباكور بأن تطبيق توقيع توشي المزيف Faketoshi يفيد
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.