“إن لم تنجح في المرة الأولى، حاول مرة أخرى”. هذه الحكمة اتبعها بإخلاص المطورون الرئيسيون للإيثريوم، منذ اكتشاف ثغرة في كود الشبكة قبل 48 ساعة من الموعد المقرر لإجراء التحديث.

 

ترقية الشبكة، المسماة بالقسطنطينية، كان من المقرر أن تجري مجموعة من التغييرات غير المتوافقة مع النسخ السابقة، أو “هارد فورك”، على العملة المشفرة التي تحتل المرتبة الثانية من حيث رأس المال السوقي. لكن الثغرة أدت إلى التأجيل، ووضع خطة للمحاولة مجدداً في أواخر فبراير/شباط.

 

ومع توقع تفعيل الكود في الأسبوع الأخير من فبراير/شباط -وبالتحديد عند البلوك رقم 7,280,000- يثق مطورو الإيثريوم في أن القسطنطينية لن تفشل هذه المرة.

 

إذ قال هادسون جيمسون، مسؤول علاقات المطورين بمؤسسة الإيثريوم Ethereum Foundation، لموقع كوين ديسك: “أظن أن الترقية ستسير وفق الخطة. فقد تم تحديد رقم البلوك وإضافة الترقية إلى اكواد العملاء بالفعل، فالأمور تسير على ما يرام”.

 

وأضاف جيمسون أن كل هارد فورك يعلم المطورين “دروساً قيمة”، وقال إن درساً من أهم الدروس المستفادة من محاولة الهارد فورك في أواخر يناير/كانون الثاني هو “تحسين التواصل مع المعدنين وإعلامهم بتفاصيل الترقية”.

 

وفي حين لم تكن الثغرة لتؤثر على المعدنين تأثيرا مباشراً، فإن المعدنين والمستخدمين الآخرين الذين يشغلون نسخاً كاملة من بلوكتشين الإيثريوم، أي “العُقد” nodes، ينبغي إخطارهم على الفور بإلغاء ترقية القسطنطينية، لكيلا يتم تنفيذ الترقية بالفعل وتنتج المزيد من الاضطرابات.

 

ومن هذه الناحية، قالت شركة الفحوصات الأمنية للعقود الذكية تشين سكيوريتي ChainSecurity، لموقع كوين ديسك إن منظمة مطوري الإيثريوم كان أداؤها مبهراً.

 

إذ قال مديرها التقني هوبرت ريتزدورف: “لقد انبهرت بسرعة تحرك الجميع والتنظيم الجيد لتحركاتهم. فقد احتاج كثيرون إلى إجراء تحديثات، ومن ثم كان عليهم معرفة محتوى التحديث. وعلى عدة أصعدة كان واضحاً أنه لا توجد سلطة مركزية، وأن مجتمع الإيثريوم يتعاون مع بعضه بكفاءة”.

 

وسيتم تفعيل أربعة من خمسة مقترحات لتحسين الإيثريوم (EIP) على الشبكة الرئيسية mainnet. ولأسباب تقنية، سيتم تنفيذ الترقية منقسمة إلى جزئين، يفعلان في الوقت نفسه.

رحبوا بـ”بطرسبرغ”

 

وقد اقترح المطورون في اجتماعٍ عقد في نهاية شهر يناير/كانون الثاني، إزاحة المقترح المعيب مؤقتاً والمضي قدماً في باقي ترقية القسطنطينية، إذ قرروا أن إصلاح المقترح المعيب، رقم 1283، سيؤجل تفعيل هارد فورك الإيثريوم لوقتٍ أطول من اللازم.

 

لكن نظراً لأن عدداً من الشبكات التجريبية على الإيثريوم، ومنها شبكة روبتسن Ropsten، فعلت ترقية القسطنطينية بالكامل قبل اكتشاف الثغرة، فقد اتفق مطورو الإيثريوم على الحاجة إلى هارد فورك ثانٍ يزيل المقترح المعيب. ومن ثمَّ، ولد “بطرسبرغ” Petersberg.

 

بطرسبرغ هو الاسم غير الرائج للهارد فورك المصمم خصيصاً لإزالة المقترح رقم 1283 من الشبكات الحقيقية المشابهة للإيثريوم، وقد أُطلِق بطرسبرغ بالفعل على شبكة روبستن. وفي وقتٍ لاحق من الشهر الحالي، سيتم تفعيل كود القسطنطينية الأصلي تزامناً مع تفعيل بطرسبرغ على الشبكة الرئيسية.

 

وقال ماثياس إيغلي، مدير العمليات بشركة تشين سكيوريتي: “عملياً بالنسبة للمطورين على الشبكة الرئيسية، لم يكن ليُفعَّل تحديث القسطنطينية، فقط بطرسبرغ. فمن الناحية التقنية، هناك شرطان في الكود. الأول يقضي بتفعيل القسطنطينية عند البلوك رقم 7,280,000، والثاني يقضي بتفعيل بطرسبرغ عند البلوك نفسه، وتحديث بطرسبرغ له الأولى على القسطنطينية ويتخطاه فوراً”.

 

ومتحدثاً عن الخطوات المتبقية لتجهيز إطلاق بطرسبرغ على الشبكة الرئيسية، قال جيمسون إن كل اختبارات الإطلاق قد اكتملت، وأن عملاء البرمجية الكبار مثل شركتي غيث Geth وباريتي Parity، جاهزين لتنفيذ الترقية عند رقم البلوك المتفق عليه.

 

ويؤكد مارتن هولست سويندي، رئيس قسم الأمن بمؤسسة الإيثريوم، أن المستخدمين ينبغي أن يكونوا على وعي بالتغيرات المهمة القادمة في شبكة الإيثريوم نتيجة لتفعيل القسطنطينية وبطرسبرغ.

 

وغرد سويندي استطلاعاً للمستخدمين يوم الخميس، 7 فبراير/شباط، وأشار إلى أن العقود الذكية على الإيثريوم التي كانت غير قابلة للتغيير قبل الترقية سيُمكن بعدها تعديل أكوادها في ظروف معينة بين معاملة وأخرى.

 

الخاصية الجديدة التي يقدمها مقترح تحسين الإيثريوم 1014، المعروف بسكيني كرييت تو Skinny CREATE2، تستهدف تسهيل المعاملات خارج البلوكتشين على الإيثريوم عبر السماح بما يصف ريتزدورف بـ”النشر التعييني”.


وقال ريتزدورف لكوين ديسك: “حين تنشر عقداً ذكياً جديداً على الإيثريوم، ما يحدث هو أن الشبكة تحسب العنوان الذي سيُنشر إليه العقد. وتعرف ما هو العنوان قبلها، لكن الأمر متوقف على الكثير من المتغيرات. أما كرييت تو فيجعل الأمر أسهل، ويصبح بإمكاننا أن نقول: ‘سننشر في المستقبل عقداً إلى هذا العنوان‘”.

 

ويشرح ريتزدورف أن مطوري العقود الذكية سيصير بإمكانهم نشر العقود “مرة ثانية” إلى العناوين نفسها، قائلاً: “بعد القسطنطينية يمكنك تغيير الكود لأنه يمكنك في البداية نشر العقد إلى عنوان محدد، ثم تدمير الكود ونشر العقد مرة أخرى”.

 

وأشار إيغلي إلى أن هذه “ليست ثغرة أمنية” بل “حالة غير طبيعية” يجب أن يحترس منها مطورو الإيثريوم ما إن تُنشر التغيرات. وتحدث عن أهمية التثقيف المستمر من جانب المدققين قبل تنفيذ الهارد فورك المخطط له في فبراير/شباط، بخصوص مقترحات التحسين الأربعة المخطط تطبيقها مع القسطنطينية خارج المقترح 1283.

 

ويمكن للمستخدمين المترقبين لإصدار القسطنطينية التوجه إلى موقع forkmon.ethdevops.io أو موقع إيثر نودز Ethernodes لمراقبة عملية الإطلاق مباشرة. وهناك مواقع أخرى متاحة تقدم مقاييس مباشرة مثل معدل هاش التعدين وأسعار السوق.

 

ووفقاً للعد التنازلي الذي أعد آفري شويدون، مدير الإصدارات بعميل الإيثريوم باريتي Parity، يُقدر وقت إصدار ترقية القسطنطينية ومعها بطرسبرغ في الخميس، 28 فبراير/شباط.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.