تصدرت منصة تداول العملات المشفرة الكندية كوادريغا سي إكس عناوين الأنباء الرئيسية في جميع أنحاء العالم الأسبوع الماضي عندما أعلنت أنها تقدمت بطلب لحماية الدائنين إذ أن منصة التداول مدينة بأكثر من 130 مليون دولار لعملائها.
عانت منصة التداول المتعسرة من مشاكل مصرفية منذ أكثر من عام، وقد اشتكى العملاء من أنهم لم يتمكنوا من سحب العملات النقدية أو المشفرة بسهولة أثناء الشهور الماضية. وقد تفاقمت المخاوف من إفلاس منصة التداول أو إدارتها لعمليات احتيال بعد الإعلان عن وفاة مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي جيرالد كوتن في الهند بسبب إصابته بمرض كرون.
أعلنت سوق التداول أنها تقدمت بطلب لإيقاف الإجراءات في محاولة لتفادي دعاوى أي عميل أثناء محاولتها استرداد أموالها ومعرفة خطواتها التالية، بعد أسابيع من ضعف الاتصالات (وبضعة أيام من توقف الموقع عن العمل تماماً).
وقد تشابه هذا الوضع ككل مع فضيحة إم تي غوكس، من حيث درجة الاهتمام العالمي (إذ نشرت العديد من وسائل الأنباء السائدة والإصدارات تقارير صحافية عن الفشل المُعلن في الوصول إلى أموال العملاء عقب وفاة كوتن) وحالة الضبابية المستقبلية.
وكما أعلن موقع كوين ديسك يوم الثلاثاء، فقد بدأ الوضع القانوني لمنصة التداول في التماسك. ووافق قاضي المحكمة العليا في نوفا سكوتيا على طلب منصة التداول، وأعطاها مهلة 30 يوماً لمحاولة استرداد أية عملات مشفرة، وإيجاد وسائل أخرى لإعادة أموال العملاء.
ولكن هناك العديد من التساؤلات التي تحيط بالوقائع، وقد غذتها النظريات التي تداولها عملاء ومراقبي ومنتقدي كوادريغا سي اكس. نستعرض بأدنى بعض أهم التساؤلات المطروحة حالياً.
ما نعلمه
كوادريغا سي اكس مدينة بكثير من الأموال
صرحت سوق تداول كوادريغا سي اكس أنها مدينة لنحو 115 ألف عميل بما يقرب من 190 مليون دولار من العملات النقدية والمشفرة. يمثل هؤلاء العملاء البالغ عددهم 115 ألف عميل جزءاً من مجموعة أكبر من الحسابات الفردية التي تأسست في منصة التداول، إلا أنه يبدو أن باقي العملاء لا يحتفظون بأية أموال على المنصة
وزعمت جينيفر روبرتسون، أرملة كوتن والوصية على ممتلكاته، أثناء جلسة المحكمة التي انعقدت الأسبوع الماضي، أنها لا تعلم أو أي أحد من طاقم كوادريغا سي إكس كيفية الوصول إلى احتياطيات العملات المشفرة الخاصة بمنصة التداول أو مكانها. تمتلك منصة التداول 26,500 بتكوين تقريباً (92.3 مليون دولار أميركي)، و11 ألف بتكوين كاش (1.3 مليون دولار أميركي)، 11 ألف بتكوين كاش إس في (707 ألف دولار أميركي)، 35 ألف بتكوين غولد (352 ألف دولار أميركي)، نحو 200 ألف لايتكوين (6.5 مليون دولار أميركي) ونحو 430 ألف إيثريوم (46 مليون دولار أميركي)، بإجمالي 147 مليون دولار أميركي بحسب شهادة منصة التداول.
وأشارت تقارير إلى أن كوتن أدار عمليات الشركة من حاسوب محمول مُشفر، عجزت روبرتسون عن فتحه. بينما فشل خبير تم تعيينه لمحاولة اختراق الحاسوب المحمول حتى الآن.
سيُعطى الحاسوب المحمول لشركة EY للخدمات المهنية المُعينة من قبل المحكمة، إلا أنه لم يتم تأكيد توقيت هذا التحرك بعد.
وقد تضاعفت مشاكل سوق التداول بسبب ارتباط أغلب العملات النقدية الاحتياطية الخاصة بسوق التداول بنزاع قانوني موثق جيداً مع البنك الكندي الإمبراطوري للتجارة. ولا يوجد إطار زمني لاسترداد تلك الأموال بعد.
وتشير تقديرات منصة التداول إلى أنها مدينة للعملاء بنحو 53 مليون دولار من العملات النقدية و137 مليون دولار من العملات المشفرة (بالدولارات الأميركية).
ليست كل أموال كوادريغا بالعملات المشفرة
تشير الدعوى القضائية إلى أن ما يقرب من 70 مليون دولار كندي (53 مليون دولار أميركي) من أموال سوق التداول تم الاحتفاظ بها في صورة عملات نقدية في معالجات الدفع.
يحتفظ معالج الدفع بيلرفاي Billerfy بنحو 30 مليون دولار كندي (23 مليون دولار أميركي) من تلك الأموال على هيئة حوالات مصرفية. وقد أوضحت شركة بيلرفاي في السابق أنها تواجه صعوبات في إيجاد شركاء مصرفيين للتصديق على تلك الحوالات، ما يمنع إعادة تلك الأموال إلى السوق.
وأثناء المناقشات في جلسة المحكمة يوم الثلاثاء، تساءل موريس شياسون محامي كوادريغا، شريك شركة المحاماة ستيوارت ماكيلفي، عما إذا كانت شركة EY -المُكلفة من قبل المحكمة للإشراف على جهود كوادريغا- يمكنها المساعدة في إيجاد شريك مصرفي للتصديق على تلك الحوالات. إمكانية حدوث هذا غير واضحة، وقد رفضت شركة EY التعليق على الأمر.
وأخبر خوزيه رييس، المالك والمدير الإداري لشركة بيلرفاي، موقع كوين ديسك في بريد إلكتروني بأن شركة EY لم تتواصل معه وأنه لا يعلم الخطوات القادمة بعد أن تم تعيين الشركة كمراقب.
وقد أضاف في بريد إلكتروني لاحق أنه لم يُوفق في إيجاد شركاء مصرفيين بعد للتصديق على الحوالات.
وأوضح شياسون أن محاميي كوادريغا يتحكمون أيضاً في مبلغ خمسة مليون دولار تحتفظ بها بضعة شركات تقع في نيوبرونزويك في كندا. ولكن قد تستخدم تلك الأموال في تنظيم عملية الإفلاس ومهام إدارية أخرى.
لدى كوادريغا مهلة 30 يوماً بموجب أمر المحكمة
منحت المحكمة يوم الثلاثاء، الخامس من فبراير/شباط 2019 كوادريغا مهلة مدتها 30 يوماً لمحاولة استعادة العملات المشفرة المفقودة، والحصول على ممتلكاتها من العملات النقدية والبحث عن أية أصول قد تنتج عائدات. في جلسة سابقة، أشارت شركة EY أن سوق التداول يمكنها بيع منصة التداول للحصول على الأموال.
سيصدر تقرير مبدئي في الأول مارس/آذار وستنعقد جلسة أخرى مع نهاية مهلة الثلاثين يوماً لتحديد مدى التقدم الذي أحرزته كوادريغا.
ومن الممكن أن تطلب سوق التداول تمديداً للمهلة أثناء تلك الجلسة، على الرغم من قول شياسون أثناء جلسة المحكمة يوم الثلاثاء “نأمل أن نبدأ على الفور في (توزيع العملات) بمجرد أن يحدث تطور مهم، (مثل) أن نجد كمية كبيرة من العملات على سبيل المثال”.
ستكون هناك جلسة استماع منفصلة لتحديد شركة المحاماة التي ستُعين لتقديم المشورة التمثيلية يوم 14 فبراير/شباط، إلا أنه لا يمكن رفع أية دعوى في فترة سريان المهلة.
ولم ترد شركة بينيت جونز، وهي شركة محاماة تسعى لتعيينها من قبل المحكمة، على طلب التوضيح في وقت تحرير هذا التقرير.
ما لا نعلمه
ما تزال هناك العديد من التساؤلات التي تحيط بالوضع ككل، بما في ذلك إذا كانت منصة التداول قد امتلكت يوماً ما الأموال التي تزعم أنها مخزنة في محافظ باردة.
هل هناك أية محافظ باردة حقاً
تتمثل أبرز المزاعم في شهادة يوم الخميس في أن فريق كوادريغا غير قادر على الوصول إلى المحافظ الباردة التي تحتوي على احتياطيات سوق التداول. إلا أن بعض الأصوات البارزة في مجتمع العملات المشفرة قد شككت في ذلك.
إذ قالت تايلور موناهان المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة ماي كريبتو لموقع كوين ديسك إنها “ستندهش لمعرفة أن هناك محفظة إيثريوم باردة”، بناءً على طريقة إدارة المنصة لممتلكاتها باستخدام ثلاثة محافظ رئيسية.
وقد أوضحت موناهان أن “معظم المعاملات الكبيرة تُرسل إما إلى منصات التداول أو ثلاثة عناوين رئيسية، لكنني لم أرَ ما يشير إلى احتياطي كبير من العملات المشفرة أو آلية تخزين باردة على بلوكتشين الإيثريوم”.
لا يعني ذلك أن منصة التداول لا تمتلك محافظ باردة على الإطلاق -لكن موناهان تظن أن ذلك غير مرجحٍ على أساس الممارسات السابقة لمنصة التداول.
وقد أدت الاختلافات بين ما يبدو أن بيانات البلوكتشين تشير إليه عن ممتلكات كوادريغا، ومزاعم منصة التداول، إلى المزيد من التساؤلات عن وجود تلك الأموال على الإطلاق، الأمر الذي أثار اتهامات لمنصة التداول والعاملين بها بالاحتيال.
ماهي قصة المحافظ متعددة التوقيعات
في عام 2015، قال كوتن إن منصة التداول استخدمت محافظ متعددة التوقيعات كأحد الاحتياطات الأمنية. عادة ما يتحكم عدة أطراف في جزء من المفتاح الخاص للمحافظ المتعددة التوقيعات.
في تلك الحالة، يتعين أن يوقع طرفان أو أكثر على المعاملة لكي يتم قبولها. ومع ذلك، لم يعلن أي موظفين آخرين في منصة تداول كوادريغا على ما يبدو أنهم قادرين على إجراء المعاملات.
يظل السؤال ما إذا كان هناك محفظة متعددة التوقيعات على الإطلاق، وهل أدار كوتن وحده كل التوقيعات، أم أنه لم يتم اتخاذ هذه الاحتياطات الأمنية من الأساس.
ماذا بعد
كما ذكرنا، مُنحت كوادريغا 30 يوماً لمحاولة استعادة العملات المفقودة والحصول على ممتلكاتها من العملات النقدية التي تم تجميدها.
ولكن ما تزال الإجراءات التي ستتخذها منصة التداول غير واضحة.
ما يزال البريد الإلكتروني، الذي أسسته شركة EY كندا لقبول رسائل دائني كوادريغا، خارج الخدمة حتى وقت كتابة هذا المقال. في حين أصدرت كوادريغا بياناً صحافياً جديداً على موقعها الإلكتروني لم يتضمن التفاصيل.
إلا أن البيان الصحافي الذي نُشر على موقعها الإلكتروني أكد “أننا في المراحل المبكرة من عملية مطولة” وأن العمل جارٍ.
ورد بالبيان: “ما يمكننا قوله هو أن إجراءات الاتفاق بين الدائنين والشركات سيتيح لسوق تداول كوادريغا سي إكس كافة الخيارات لمحاولة مضاعفة الأموال المتاحة للمساهمين في الشركة. وسوف نوافيكم بالتطورات بقدر المستطاع.”
الشائعات والتكهنات
هل توفي كوتن بالفعل
على الرغم من وجود بيانين منفصلين يؤكدان وفاة كوتن في 9 ديسمبر/كانون الأول 2018 في جايبور، عاصمة ولاية راجستان الهندية، إلا أن نظريات المؤامرة على شبكة الإنترنت استمرت في زعم أنه زيف وفاته حتى يستكمل عملية الاحتيال التي قام بها.
وقد رفضت دار دفن جي إيه سنو، التي أصدرت بيان وفاة يوم 12 ديسمبر /كانون الأول، تأكيد أو نفي أنها أصدرت الوثيقة بالفعل. ولم ترد إدارة نوفا سكوتيا للإحصاء الحيوي، التي تتبع أحداث الحياة (بما في ذلك الوفيات) على المكالمات وقت كتابة هذا المقال.
وقد أصدرت مديرية الاقتصاد والإحصاء في حكومة راجاستان شهادة وفاة لكوتن في 13 ديسمبر/كانون الأول بشكل منفصل وقد حصل عليه موقع كوين ديسك ونشره يوم الثلاثاء. لم يُذكر في الشهادة سبب الوفاة ولم يتم الرد على التساؤلات في هذا الشأن.
كما لم ترد أيضا مؤسسة آينجل هاوس على المكالمات وهي مؤسسة تتولى بناء دور رعاية الأيتام في الهند وقد كانت تابعة لكوتن في الماضي.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.