تسبب خبر إثارة بيتر فيسينيس مؤسس شركة كوين لاب Coinlab المزيد من المتاعب لعملية تصحيح أوضاع منصة إم تي غوكس Mt. Gox اليابانية المنهارة، بتاريخ 31 يناير/ كانون الثاني 2019، عاصفةً من الغضب بين ضحايا المنصة. فبحسب المعلومات التي نشرها المدعي العام دانيال كيلمان، قدّمت شركة كوين لاب مطالبةً بتعويض بقيمة 1.7 تريليون ين (16 مليار دولار أميركي)؛ وهي قيمة فاقت جميع مطالبات التعويض الأخرى مجتمعةً بكثير.
شركة كوين لاب تطالب منصة إم تي غوكس بتعويض بأكثر من 16 مليار دولار أميركي
لا شك أن فضيحة اختراق منصة إم تي غوكس هي إحدى أكبر عمليات الاختراق في تاريخ منصات تداول العملات المشفّرة بأسره. طوال السنوات الأربع الماضية، حاول عملاء منصة التداول الذين خسروا أموالهم الحصول على تعويض في صورة حصة من مبلغ 200 ألف بتكوين عُثِر في وقت لاحق لعملية الاختراق الأولية؛ بعد كثير من إجراءات إشهار الإفلاس والتعاملات مع أمين التفليسة المُعين من المحكمة في العاصمة اليابانية طوكيو. وسرعان تحولت القضية إلى عملية تصحيح أوضاع غير جزائية. وطوال هذه الفترة، كان هناك طرف واحد فقط تسبب عناده في أن استغرقت إجراءات تعويض المتضررين من انهيار منصة إم تي غوكس مدةً أطول مما ينبغي: شركة كوين لاب.
والآن، صار بإمكان الشركة إطالة مدة عملية توزيع منصة إم تي غوكس التعويضات على أصحاب الدين، بل وتعطيلها كلياً حتى. كوين لاب هي شركة يديرها بيتر فيسينيس، رئيس مجلس إدارة مؤسسة البتكوين Bitcoin Foundation سابقاً. وتشير الوثائق العامة التي حصل عليها مكتب أخبار موقع بتكوين. كوم Bitcoin.com من طوكيو أنَّ شركة كوين لاب تُطالب منصة إم تي غوكس بمبلغ 1.7 تريليون ين (16 مليار دولار أميركي في وقت نشر هذه السطور) كتعويض عن الأضرار التي تسببت بها؛ وهي مُطالبة تفوق مطالبات التعويض من أصحاب الدين الآخرين مجتمعةً بكثير. وفي حال نجحت تلك المطالبة، قد لا يتبقى شيئاً لتعويض المُطالبين الآخرين.
كانت شركة كوين لاب قد عقدت اتفاقاً مع مارك كاربيليس، المدير التنفيذي السابق لمنصة إم تي غوكس، في عام 2012، حصلت شركة كوين لاب بموجبه على حقوق عملاء المنصة في الولايات المتحدة الأميركية وكندا. لكنَّ الشركة لم تتمكن من الحصول على تراخيص العمل في هاتين البلدين، ولم ترَ هذه الجوانب من الصفقة النور في نهاية المطاف. وبعد أن ساءت الأمور بين الطرفين، رفعت كوين لاب قضية على منصة إم تي غوكس في مايو/ أيار 2013 اتهمتها فيها بخرق العقد مقابل الحصول على 75 مليون دولار أميركي. ووفقاً لعدة مصادر تتابع القضية دون كلل في اليابان، من بينهم مارك كاربيليس نفسه، فإنَّ الدعوى التي رفعتها شركة كوين لاب قد زادت الأوضاع سوءاً بالنسبة لأصحاب الدين المُتضررين جميعاً. من جانبه، كتب كاربيليس في مايو/أيار 2017 رسالةً مفتوحةً إلى بيتر فيسينيس على أمل إقناعه بتسوية القضية مقابل 5 ملايين دولار أميركي.
قال كاربيليس شارحاً آنذاك: “دعوى اليوم ليست بين كوين لاب ومنصة إم تي غوكس نفسها، بل بين كوين لاب وعملاء المنصة (أصحاب الدين حالياً) الذين لا ذنب لهم في كل هذا!”.
مساهمون مجهولون وتجميد الإجراءات للمطالبين بتعويضات من منصة إم تي غوكس
أوضح جزء تم إبرازه من نص مطالبة شركة كوين لاب بالتعويض الذي تبلغ قيمته 1.6 تريليون ين (14.6 مليون دولار أميركي تقريباً) أنَّ فيسينيس يسعى للحصول على الأموال لمصلحة المساهمون في شركة كوين لاب “الائتمانية”. ووفقاً لمصدر مطّلع على المسألة، فقد تلقى فيسينيس خطابات تطلب الحصول على قائمة بأسماء جميع المساهمين. يرجع ذلك إلى وجود مشككين يعتقدون أنَّ المساهمين ليسوا كثيرين أو أنَّ المدير التنفيذي لشركة كوين لاب هو المساهم الوحيد في الشركة. في هذه الحالة، أي مطالبة مُقدّمة بهذه الطريقة سوف تجعل المحافظة على المصالح الائتمانية للمساهمين في كوين لاب عسيرة للغاية في مواجهة كل أولئك العملاء الذين ظلوا طوال أربعة سنوات ينتظرون الحصول على جزء ضئيل للغاية مما كان لديهم من قبل؛ حتى أنَّ المدير التنفيذي لمنصة كراكن Kraken، جيسي باول، قد أعرب، في 31 يناير/ كانون الثاني 2019، عن اشمئزازه من مطالبة كوين لاب بالتعويض.
جاء ذلك في تغريدة نشرها باول عبر حسابه على موقع تويتر Twitter قال فيها لمتابعيه: “يا لجرأة هذا الرجل! أيعطِّل تعويضات آلاف الضحايا لعدة سنوات بمطالبة عبثية تماماً لمجرد محاولة شراكة فاشلة؟ بأي حق تظن أنَّ الـ16 مليار دولار أميركي التي تُطالب بها لها الأولوية على مالكي الحسابات المُتضررة أنفسهم؟”.
وفي اليوم التالي، الأول من فبراير/ شباط 2019، استطرد باول قائلاً: “لماذا أنا الوحيد الذي يُغضبه هذا؟ إذا لم تكن هذه جريمة يُعاقب عليها القانون، يجب أن تصبح كذلك! ينبغي معاقبة محامي المدعي!”.
فردت إحدى الأعضاء المؤسسين لمؤسسة بي فاونديشن B Foundation، وتُدعى ألينا فرانوفا، على تغريدة باول قائلةً: “عجباً! أفهم الآن لماذا صار بعض الناس يتضايقون بشدّة كلما جاء ذكر المؤسسة! يا له من “شخصية” مثيرة للاهتمام، ذلك المدعو “بيتر”!”. طالب البعض على موقع تويتر فيسينيس بالتعليق على التعويضات الهائلة التي طالب بها، دون أي رد حتى الآن. كانت مصادر مطّلعة بشأن هذه القضية قد ذكرت للقسم الإخباري لموقع بتكوين دوت كوم news.Bitcoin.com في سبتمبر/أيلول 2017 أنَّ شركة كوين لاب لا ترغب بتسوية القضية وترغب بنقلها إلى محاكم الولايات المتحدة؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى مدّ إجراءات المطالبة بالتعويض عدة سنوات أخرى. وفي الشهر الماضي، يناير/كانون الثاني 2019، ذكر نوباكي كوباياشي، الوصي على منصة إم تي غوكس (التي توقف نشاطها حالياً) وأموالها، أنَّ المطالبات بتصحيح الأوضاع غير الجزائي قد تمتد لأطول من ذلك.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.