في قمة البتكوين المقامة يوم 8 يناير/كانون الثاني بجامعة تل أبيب في إسرائيل، أوضح نِك زابو المخضرم في علم التشفير أن استخدام العملات المشفرة المضادة للرقابة سيزداد في الدول المحظورة من التجارة والاقتصادات التي تعاني من فشل التخطيط النقدي. وتوقَّع زابو كذلك أن تتوجَّه البنوك المركزية على مستوى العالم إلى احتياطيات العملات المشفرة في المستقبل لأجل سدِّ النقص في احتياطيات الذهب القومية.

 

نِك زابو يؤمن بقوةٍ بأن الاقتصادات المنهارة والدول المتعرضة للعقوبات ستلجأ إلى العملات المشفرة

 

عالم التشفير نِك زابو هو شخصيةٌ مثيرةٌ للاهتمام ورمزٌ من رموز مجتمع العملات المشفرة. وقبل زمنٍ طويلٍ من ابتكار ساتوشي ناكاموتو عملة البتكوين (BTC)، صمَّم زابو مفهوم البت غولد Bitgold في عام 1998. وقبل ذلك بعامين، تنبأت كتابات زابو باستخدام تكنولوجيا العقود الذكية والمنظمات ذاتية الإدارة. وفي الثامن من يناير/كانون الثاني الماضي، تحدث زابو ضمن فعاليات قمة البتكوين الإسرائيلية بجامعة تل أبيب، وألقى على الجمهور درساً في تاريخ استخدام العملات على مستوى العالم. وأثناء حديثه، شرح زابو للحضور إيمانه بأن الدول المحظورة من التجارة والمناطق التي تعاني من التضخم الزائد ستلجأ إلى الأصول الرقمية. إذ أن على مدار العامين الماضيين، حازت عملاتٌ مشفرةٌ مثل البتكوين والبتكوين كاش (BCH) على مزيدٍ من الاهتمام في دولٍ مثل فنزويلا، وزيمبابوي، وإيران.

 

ووفقاً لمن حضروا فعالية العملات المشفرة بجامعة تل أبيب، جاء خطاب زابو الافتتاحي رداً على تعليقاتٍ صادرةٍ من آفي سيمون، المستشار الكبير في السياسة الاقتصادية ورئيس المجلس الاقتصادي القومي الإسرائيلي. وكان سيمون قد ذكر في القمة أن تكنولوجيا البتكوين هي “قصيرة الباع في حد ذاتها” وأنها “سوف تختفي”. وكذلك وضَّح مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي للسياسة الاقتصادية أن استخدام هذه التكنولوجيا على مستوى العالم من شأنه أن يهدر “تريليونات الدولارات من التكلفة الفعلية للطاقة”.

 

حتى البنوك المركزية قد تحاول كَنز احتياطيات البتكوين بدلاً من الذهب

 

بالطبع، يؤمن زابو إيماناً تاماً بالعملات المشفرة، وشرح أثناء حديثه المنافع العديدة للثورة الرقمية. إلى جانب ذلك، أكد زابو أن من الممكن مستقبلاً أن تتجه بعض البنوك المركزية في العالم إلى العملات المشفرة بدلاً من الذهب.

 

وشدَّد زابو أثناء حديثه قائلاً: “ستكون هناك بعض المواقف التي لا يمكن لأحد البنوك المركزية فيها ائتمان بنكٍ مركزيٍّ آخر أو حكومةٍ أجنبيةٍ على سنداتهم، على سبيل المثال. ومن الحلول التي جرى تطويرها أن تحتفظ بها لدى الحكومة السويسرية، وليس هذا حلاً يفيد في تقليل المدة المطلوبة لاكتساب الثقة. فإن الحكومة السويسرية نفسها عرضةٌ للضغوط السياسية، ولذلك فالحلُّ الأكثر فعاليةً في تقليل المدة المطلوبة لاكتساب الثقة هو العملة المشفرة”.

 

وتابع زابو قائلاً: “المشكلة الأخرى في احتياطيات الذهب هي أنها مادياً غير حصينةٍ. فحين غَزَا النازيون دول أوروبا، كان أول مكانٍ يذهبون إليه هو احتياطي الذهب في البنوك المركزية”.

 

وعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية، أكَّد عددٌ من صنَّاع السوق والخبراء الاقتصاديين أن العالم يواجه أوقاتاً مضطربةً. فقد أصبحت آليات الاستثمار التقليدية كالأسهم وأسهم رأس المال شديدة التقلب، ولكن أسواق المعادن النفيسة قد شهدت في الآونة الأخيرة مكتسباتٍ كبيرةً. وعلى النقيض، بلغ السعر الفوري للذهب يوم الاثنين الماضي الموافق 7 يناير/كانون الثاني أعلى معدَّلٍ له منذ ستة أشهرٍ، مقدراً بـ 1,288.03 دولار للأوقية واستقرت عقود الذهب الآجلة عند 1,289.90 للأوقية. وفي أثناء ذلك، بسبب زيادة الطلب والعجز على مستوى العالم، حقق البلاديوم ذروةً تاريخيةً في قيمته هذا الأسبوع.

 

وأثناء حديثه في إسرائيل، بدا على زابو قدرٌ أعلى بكثيرٍ من الثقة حيال مستقبل حلول الأصول الرقمية محلَّ المعادن النفيسة. وعلى مرِّ السنين، اتَّخذ كثيرٌ من مؤيدي العملات المشفرة تنبؤات عالم التشفير على محمد الجد بسبب تنبؤاته السابقة حول مستقبل العقود الذكية. حتى أن أحد الحاضرين بقمة تل أبيب نقل عن زابو قوله إن “البتكوين يمكنها النجاة من الحرب النووية”.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.