استهدفت طهران مجدداً مستخدمي تطبيق المراسلة الشهير تيليغرام، إذ حذر مسؤول بجهات إنفاذ القانون المواطنين الإيرانيين من تقديم أي دعم للعملة المشفرة التي سيطلقها تطبيق المراسلة تيليغرام والتي تسمى الغرام (GRAM).
“زعزعة للاقتصاد الوطني”
بحسب تصريح صدر مؤخراً لسكرتير وحدة تعريف المحتوى الإلكتروني، جواد جوادنيا، فإن إيران تعتبر أي تعاون مع تيليغرام في إصدار عملتهم المشفرة “تصرفاً معادياً للأمن الوطني” للجمهورية الإسلامية.
وبحسب تصريحه، لوكالة فارس يوم الأحد الموافق 30 ديسمبر/كانون الأول، أكد جوادنيا على أن أي محاولة لدعم إصدار هذه العملة “سوف يُعامل كمحاولة لزعزعة الاقتصاد الوطني”. ثم صرح أيضاً فيما بعد للجريدة الصادرة بالإنجليزية طهران تايمز Tehran Times قائلاً: “أحد أهم أسباب منع تيليغرام هو الإحساس بالخطر الحقيقي من نشاطاته والتي طالما كانت أمراً هامشياً مهملاً بسبب الضجيج الذي يملأ الأوساط السياسية في الدولة”.
بدأت الشركة في تطوير شبكة تيليغرام المفتوحة (TON) لتوفير نظام المدفوعات الإلكترونية لعملائها. إذ يحصل كل مستخدمي تيليغرام على محفظة في هذه الشبكة بينما يأمل مطوروها “بأن يجعلوا الغرام هي العملة المشفرة الأكثر انتشاراً في العالم”.
خططت الشركة لعرض أولي للعملة الغرام في مطلع هذا العام ولكن هذا العرض تم إلغاؤه بعد أن تمكنت تيليغرام من جمع 1.7 مليار دولار من مستثمرين في القطاع الخاص. وأعلن موقع العرض الأولي لعملة الغرام ico-telegram.org المهلة المحددة للمستثمرين لاسترداد أموالهم وهي 31 يوماً قبل إغلاق باب الاسترداد. إذ تعدت طلبات استرداد الأموال المطلوب استردادها نسبة 97.7% من إجمالي المبلغ الذي جمعته الشركة.
منع تطبيق المراسلة
في الربيع الماضي، أعلنت الشركة المشغلة لخدمة المراسلة، والتي أسسها رائد الأعمال الروسي الشهير بافيل دوروف، بأن لدى تيليغرام 200 مليون مستخدم نشط حول العالم شهرياً. أصبح التطبيق شهيراً للغاية في مجتمع تكنولوجيا التشفير حول العالم وفي المناطق الخاضعة لأنظمة شديدة الرقابة على الإنترنت.
وحُجِب تطبيق المراسلة بالفعل في جمهورية الصين الشعبية بينما تحاول السلطات الفدرالية الروسية حجب منصته بعد أن رفضت الشركة تسليم مفاتيح تشفير التطبيق لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB).
وقد باءت محاولات موسكو لمنع الروس من استخدام تيليغرام بالفشل الذريع. في الواقع، تجاوز عدد المستخدمين في الدولة 3.4 مليون مستخدم بعد أن بدأت الهيئة الفدرالية للرقابة على الاتصالات هجوماً عنيفاً على تيليغرام. مثلما حدث مع القنوات الناطقة بالروسية والذي زاد عدد المشتركين بها أيضاً.
وحظي تطبيق الرسائل الفورية بشعبية أكبر في إيران، حيث يقدر عدد مستخدميه بـ 50 مليون مستخدم وفقاً لتقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية BBC. ومع ذلك، أصدرت المحكمة الإيرانية حكماً بمنع تطبيق تيليغرام بهدف “حماية الأمن الوطني”. وفرضت الحكومة حظراً على استعمال تيليغرام بعد تظاهرات معادية للحكومة اندلعت في يناير/كانون الثاني، إذ صرح المسؤولون بأن الاتفاق على التجمعات والتظاهرات يحدث عبر محادثات تيليغرام.
إيران والعملات المشفرة
تغير تعامل الجمهورية الإسلامية مع العملات المشفرة مع مرور الوقت، بالأخص بعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي وإصدار عقوبات أميركية على إيران، والتي تضمنت الحد من حصول إيران على الدولار الأميركي. لا يعني هذا أن طهران أصبحت تتخذ موقفاً إيجابياً تجاه العملات المشفرة اللامركزية مثل البتكوين (BTC)، لكن الدولة اتخذت خطوات نحو الاعتراف بتعدين العملات المشفرة كصناعة والسماح باستيراد أجهزة التعدين.
وفقاً لتقارير حديثة، فإن إيران حالياً تعمل على إصدار عملة مشفرة وطنية، إذ انتهت المنظمات التي تقف خلف المشروع من عملية تطوير العملة. ومؤخراً، طُرح في الكونغرس مشروع قانون يهدف لتحجيم جهود إيران في تطوير عملة مستقلة واستخدامها لتفادي العقوبات المفروضة عليها من واشنطن. تتضمن مسودة القانون منع المواطنين والشركات الأميركية من إتمام أي معاملات وصفقات باستخدام العملة المشفرة الإيرانية بالإضافة إلى فرض عقوبات على المواطنين والمنظمات الأجنبية التي تدعم تطويرها.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.