يغادر الأفراد والشركات منصات الويب المركزية، بعد تزايد المخاوف من مشاركة البيانات دون إذن أصحابها. فقدان الخصوصية وتسريب البيانات عاملان رئيسان في إبعاد المستخدمين عن منتجات شركات الويب العملاقة مثل غوغل Google وفيسبوك Facebook. وفي بعض الحالات، يلجأ المستخدمون الساخطون إلى بدائل لامركزية تسهل ملكية البيانات الشخصية.

 

فيسبوك وغوغل تستمران في تسريب البيانات

 

المُمارسات المفتقرة إلى الشفافية في ما يخص مشاركة البيانات من الشركات المهيمنة على الإنترنت مثل غوغل وفيسبوك، تلك الشركات التي تملك سلطة هائلة على مليارات المستخدمين، اجتذبت انتباهاً كبيراً في عام 2018، إذ تتولى الفضائح باستمرار، من فضيحة كامبريدج أناليتيكا إلى الكشف مؤخراً عن مشاركة فيسبوك الرسائل الخاصة للمستخدمين مع شركائها المتميزين.

وقد تعهدت شركة مايندس دوت كوم Minds.com، مدفوعة بالسخط على الوضع الراهن، بمقاطعة الشركات المحتكرة للويب كافة. شرحت الشركة موقفها، في التاسع عشر من ديسمبر/كانون الأول، متحدثة عن الممارسات الظالمة من جانب غوغل وفيسبوك والشبكات الأخرى مغلقة المصدر، وتشمل هذه الممارسات “المراقبة الزائدة عن الحد، واستخراج البيانات، والتلاعب بالخوارزميات، وحظر المستخدمين على أسس غير موضوعية، وفرض الشروط والأحكام بصورة متباينة، بل والاستبعاد الكامل من المنصات”. وانتهت إلى أن “مايندس دوت كوم، استجابةً لهذا كله، ستعلق دعمها لكافة منتجات غوغل وفيسبوك حتى حل جميع المشاكل المذكورة أعلاه”.

 

البحث عن منصات لامركزية مقاومة للرقابة

 

المنصات متعددة الأوجه مثل غوغل يصعُب أن تحل منصة مشابهة محلها. غير أن هناك بدائل للمستخدمين الراغبين في المزيد من الخصوصية والسيادة الكاملة على بياناتهم، والتأكد من أنَّهم لن يُستبعدوا استبعاداً مفاجئاً دون إنذارٍ بسبب انتهاكاتٍ مزعومة. في منشورها يوم التاسع عشر من ديسمبر/كانون الأول، كتبت شركة مايندس دوت كوم عن البدائل التي تركز على الخصوصية، ومنها داك داك غو Duckduckgo وبريف Brave اللذان يقودان السباق نحو منصاتٍ أقل جوعاً إلى البيانات.

 

وفي حين واجهت شركات الويب الكبرى انتقادات حادة بسبب ممارساتها في التعامل مع البيانات وميلها إلى حظر المستخدمين دون مخالفات جسيمة، فإن هذه الممارسات لا تقتصر على غوغل أو فيسبوك. فمنصة باتريون Patreon، تحت ضغوطاتٍ من شركات معالجة المدفوعات، صارت ترحِّب باستبعاد المستخدمين من المنصة، بينما تعكف خدمات إلكترونية مثل سلاك على نفي المستخدمين إلى منصاتٍ أخرى، متذرعة بصلاتهم بإيران خوفاً من العقوبات الأميركية. وقد صب ذلك الفيض من الحظر الدائم للمستخدمين وتسريبات البيانات وفضائح الخصوصية في مصلحة المنصات اللامركزية التي تمنح المستخدمين الملكية الشخصية للبيانات.

 

حلول جديدة لتخزين البيانات تخرج إلى النور

 

دوك دوت كوم doc.com هي خدمة مزودة بعملةٍ مشفرة، تأتي مع سلسلة من التطبيقات الصحية التي تستهدف تسهيل الاستشارات الطبية والنفسية المجانية. وقد سلكت دوك دوت كوم طريق تخزين البيانات الموزع، إذ يشرح مديرها التنفيذي تشارلز نادر قائلاً: “لأننا نتعامل مع بيانات الرعاية الصحية فائقة الحساسية، فقد علِمنا أن اتباع النموذج المركزي الخاص بغوغل وفيسبوك لن يكون الأمثل”. تحدَّث نادر عن استخدام الخدمة بروتوكولات تشفير، من بينها تكنولوجيا البلوكتشين، في تخزين البيانات وضمان الولوج إليها من جانب الأطراف المصرح لها فقط. وأنهى حديثه بقوله: “بهذه الطريقة، نعيد التحكم في البيانات إلى المستخدمين”.

 

ومن المشروعات الأخرى التي أطلقت اُطُراً لامركزية لتخزين البيانات، إسينشيا Essentia وإن رابت Inrupt، ويقود الأخيرة الأب الروحي للإنترنت تيم بارنرز لي. يتحدث المشروع عن “إضفاء الطابع اللامركزي على السلطة المتركزة حالياً في أيدي القلة”، ويقترح تحقيق هذا عبر بروتوكول مفتوح المصدر يحمل الاسم سوليد Solid.

 

في الوقت الراهن، يظل الجزء الأعظم من الويب رهينة في يدِ شركاتٍ مثل غوغل وفيسبوك، مطموراً بعمق في منظومتها لدرجةٍ لا يمكن معها التفكير في الهرب. لكن الحال يتغير شيئاً فشيئاً، وكل كيانٍ جديد تحظره المنصات المهيمنة على الويب يقوِّي حجة البدائل اللامركزية على نظيراتها المركزية.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.