هكذا تساءل روس غيربر، مدير أحد الصناديق الاستثمارية، على تويتر Twitter، دون إعطاء ولا نفحةٍ من التفسير. فدعونا نحقِّق في الأمر… أيكون عيداً للعملات المشفرة بفضل ترامب؟ أم أن غيربر قد عَيَّد مبكراً على متصيِّدي (trolls) تويتر؟

ماذا فعل ترامب الآن؟

اختَر ما شئت. ربَّما أُعِدَّ المشهد بالإعلان من مؤيِّد البتكوين مِك مولفيني، بصفته كبير مستشاريه، الذي سيواصل في الآن ذاته مزاولة مهنته كمدير ميزانية ترامب.

ثم بالطبع، هناك حرب ترامب الكلامية المستمرة مع بنك الاحتياطي الفيدرالي. وممَّا أزاد الطين بلةً وأثار الذعر في الأسواق كانت الزيادة في الفوائد مع بداية الربع الجديد خلال الأسبوع الماضي. وتسبَّب ترامب في مزيدٍ من الخوف باقتراح رغبته في عزل رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي.. حتى أدرك أن ذلك ليس بإمكانه. ومع ذلك، فإن ترامب يجهر بانتقاده لسياسة البنك في الآونة الأخيرة وللاحتياطي الفيدرالي في مُجمله، ناعتاً إياه بـ”المشكلة الوحيدة” في الاقتصاد.

إذ ورد في تغريدةٍ لترامب بتاريخ 24 ديسمبر/كانون الأول: “المشكلة الوحيدة التي يعاني منها اقتصادنا هو البنك الفيدرالي. لا يملكون وعياً بالسوق، ولا يفهمون الحروب التجارية الضرورية ولا قوة الدولارات ولا حتى تعطيل الديمقراطيين للحكومة عن العمل بسبب قضية الحدود. البنك الفيدرالي أشبه بلاعب غولف قويٍّ عاجزٍ عن التسجيل لأنه يفتقر إلى اللمسة- لا يستطيع وضع الكرة في الحفرة!”.

يؤمن ترامب بأن البنك الفيدرالي بعيدٌ عن أرض الواقع في السوق في الوقت الذي يمكن فيه للتيسير الكمِّيِّ الحاليِّ أن يجلب كساداً اقتصادياً آخر، إن لم يكن أسوأ. علاوةً على أن وزير المالية ستيفن منوشن بلغ به الأمر أن ناشد الرؤساء التنفيذيين لأكبر ستة بنوكٍ في الدولة لأجل التحقُّق من امتلاكهم سيولةً كافيةً. إلا أنه ربَّما قد أثار دون عمدٍ درجة الهلع التي كان يحاول تحاشيها.

وبالنسبة إلى كبرى العملات المشفرة في العالم، يُعتَبَر التيسير النقديُّ من الاحتياطي الفيدرالي مؤشِّراً إيجابياً للعملات الصعبة مثل البتكوين إذ أنه ينبغي لتضخُّم مخزون النقود، نظرياً على الأقل، أن يرفع سعر البتكوين مقابل الدولار الأميركي مستقبلاً.

ثم هناك مسألة بسيطة هي تعطيل الحكومة عن العمل

في هذه الأثناء، عطَّل الرئيس بعناده الحكومة عن العمل بسبب رفض الديمقراطيين منحه خمسة مليارات دولار لأجل بناء جدارٍ على الحدود الأميركية المكسيكية. وصرَّح مولفيني بأن هذا الموقف قد يمتدُّ إلى ما بعد موعِد 28 ديسمبر/كانون الأول المتوقَّع، ويظلُّ قائماً حتى الجلسة التالية للكونغرس في يناير/كانون الثاني المقبل.

وستكون تلك الجلسة هي للكونغرس الجديد، ذي الأغلبية الديمقراطية، مما يعني أرجحية منع تمويل السور. ومن جانبه، قال الرئيس ترامب ببساطةٍ إن هذه المواجهة قد تدوم “زمناً طويلاً جداً”.

بوجيز العبارة، اختلالٌ اقتصاديٌّ، وانهياراتٌ مصرفيةٌ محتملةٌ، وغموضٌ سياسيٌّ. هكذا قال ماكس كايزر المخضرم في أوساط وول ستريت في مقابلةٍ حديثةٍ له مع موقع بتكوينِست Bitcoinist: “لطالما كانت الانهيارات المصرفية، وكفالات الإنقاذ المالية الحكومية، وكفالات الدائنين والمودِعين، والاضطرابات السياسية هي العوامل المحفزة على تبنِّي البتكوين”.

لذلك، فليس من المفاجئ أن بعض المستثمرين والمديرين الماليين ينظرون إلى هذه المناوشات بين البنك الفيدرالي وترامب باعتبارها منفعة إيجابية خالصة للبتكوين.

وجاء في تغريدة مدير الصندوق روس غيربر: “قد يكون ترامب يحضِّر لموجةٍ عارمةٍ من ارتفاع سعر البتكوين. هذا ما صُنِعت لأجله.. مجرد فكرة. العملات المشفرة لم تمت. لم أَبِع رصيدي منها ولن أبيعه”.

أيما كانت مشاعرك إزاء ترامب أو البتكوين أو أي شيءٍ آخر، فقد رسم غيربر حتماً خطاً أحمر (كما كانت نيَّته على الأرجح). وقد اصطفَّ مجتمع تويتر للوقوف على أحد جانبَي ذلك الخط وقذف الجانب الآخر بالسباب، في واحدةٍ من مسابقات الاستفزاز التقليدية قبل الكريسماس.

لكن هل من غير المعقول لهذه الدرجة أن يتسبَّب ترامب في موجةٍ مهولةٍ من زيادة سعر البتكوين؟ قد يكون “ارتفاع أسعار سانتا” الحالي (أي زيادة أسعار الأسهم وقت الكريسماس) بدايةً. ويُزعَم أنه ربما كانت لترامب يدٌ في الارتفاع الصاروخي الأخير كما تنبأ موقع بتكوينِست بأن رئاسة ترامب سيكون لها مردودٌ إيجابيٌّ على سعر البتكوين في أوائل عام 2017.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.