يتوقع مديرو مراكز البيانات في السويد طوفاناً من الاستعلامات من شركات تعدين العملات المشفرة في النرويج. إذ أعلنت السلطات النرويجية هذا الأسبوع إلغاء الدعم على ضريبة الطاقة لهذا القطاع، مما أثار الكثير من الشكوك حول مستقبل العديد من الشركات.

 

“أسوأ أشكال الإنتاج المُشفَّر”

 

حتى هذا الأسبوع، كانت شركات التعدين في النرويج تتمتع بنفس قيمة التخفيض على ضريبة الكهرباء مثل بقية الشركات التي تستهلك كمياتٍ كبيرة من الكهرباء. فالشركات التي تستهلك ما يتخطى نصف ميغاواط تدفع مبلغ 0.48 كرونة نرويجية (5.6 سنتاً) مقابل كل كيلوواط/ساعة. ومع إلغاء ذلك الدعم الآن، سيدفع المُعدِّنون السعر العادي للكهرباء بقيمة 16.58 كرونة، أي قُرابة 2 دولار أميركي لكل كيلوواط/ساعة.

 

يدخل ذلك التغيير حيِّز التنفيذ بدءاً من يناير/كانون الثاني 2019، وسيتسبب ارتفاع الأسعار الرهيب هذا في تدمير الصناعة بالنرويج. إذ استثمرت العديد من الشركات فيها بسبب طقسها البارد وطاقتها الكهرومائية الرخيصة. ويشعر أولئك المستثمرون الآن بخيبة الأمل لأنَّ هذه الخطوة لم تُناقش مع الشركات قبل اتخاذها.

 

وشرح المُمثِّل البرلماني لارس هالتبريكين الدافع وراء الخطوة قائلاً: “لا يُمكن للنرويج أن تُواصل توفير حوافزَ ضريبيةٍ ضخمة لأسوأ أنواع الإنتاج المُشفَّر مثل البتكوين (BTC). إذ تستهلك كمياتٍ ضخمةٍ من الطاقة وتُولِّد انبعاثاتٍ كبيرةٍ من غازات الاحتباس الحراري حول العالم”.

 

مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائد

 

لا شك أن هذا القرار أصاب مديري مراكز البيانات في السويد بالسعادة، بعد أن أصبحت الجارة الإسكندنافية للنرويج هي البديل الواضح. إذ تتقاضى السويد ما يُعادل 0.5 كرونة سويدية (5 سنتات) لكل كيلوواط/ساعة من المستخدمين الذين يتخطى استخدامهم 0.5 ميغاواط، وتُوفِّر أسعار كهرباءٍ مُخفَّضةٍ للمستخدمين الأصغر الذين لا يتعدَّى استهلاكهم 0.1 ميغاواط.

 

وبسؤاله عما إذا كان سيتواصل مع الشركات التي ستخسر نتيجة التغييرات النرويجية، أجاب إيريك سفينسون، مدير وكالة بودين للأعمال التجارية Boden Business Agency: “أعتقد أنَّ الشركات في النرويج هي التي ستتواصل معنا، فهم يعلمون كيف يصلون إلينا”.

 

وتُعَدُّ شركة بِتماين Bitmain واحدةً من الشركات الكبرى التي قررت تأجيل مشاريعها التي كانت تُخطِّط لها في النرويج. لكن أكَّدت الشركة أنَّ السويد تُمثِّل بديلاً جذاباً. وصرَّحت جولي فيدبيرغ، مديرة بِتماين في النرويج: “تحدثنا بالفعل مع شركائنا النرويجيين … وقلنا إنَّه من الضروري إيقاف المشروع. نحن شركةٌ عالمية ويُمكننا الانتقال إلى السويد أو الدنمارك، لكنَّ شريكنا النرويجي سيخسر حينها عقداً كبيراً”.

ورغم ذلك، يجب أن يحذر الجميع قبل أن يبدأوا في تخيُّل السويد على أنَّها جنة لشركات البتكوين. إذ يُمكن أن تسوء الأمور أيضاً بالنسبة لأصحاب مشاريع العملات المشفرة هناك، وفقاً لما أفاد به موقع بتكوينيست Bitcoinist في وقتٍ مُبكِّر من الشهر الجاري.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.