عندما ارتفعت الأسعار في سوق العملات المُشَفَّرة أواخر عام 2017 ووصلت قيمة التوكنات إلى عشرات المليارات من الدولارات الأميركية، تجاوزت شبكات البلوكتشين بسهولة قيمة الشركات التجارية في النظام الإيكولوجي للعملات المشفرة.
وفي هذا الوقت، بدت الاستثمارات المباشرة في الأصول الرقمية والعملات المُشَفَّرة بالنسبة للمستثمرين في رأس المال المخاطر أكثر ربحيةً بكثير من المشاركة في تمويل المراحل الأولى لمشاريع الشركات الناشئة مثل كوين بيس Coinbase وبينانس Binance وسيركل Circle. تَحَوَّلت تلك الشركات فيما بعد إلى كياناتٍ عملاقةٍ في قطاع العملات المُشَفَّرة، وحصدت تمويلاً يُقَدَّر بعدة مليارات من الدولارات باستخدام نماذج عمل مُربحة ومُستقرة.
هل تُعَدُّ شركات العملات المُشَفَّرة الناشئة استثماراً أفضل من مشاريع البلوكتشين؟
في نوفمبر/تشرين الثاني من العام المُنقضي، تسبَّب تُجَّار التجزئة والمستثمرون المُستقلون في انتعاشٍ مُفاجِئ قصير لقطاع العملات المُشَفَّرة، وهو الأمر الذي سمح للقيمة الإجمالية للسوق بالوصول إلى تقديرٍ يتعدَّى 800 مليار دولار.
لكن توضح ميلتيم ديميرورز، المديرة التنفيذية لمنصة كوين شيرز CoinShares، أنَّ المُستثمرين من المؤسسات والشركات يُبدون اهتماماً أكبر بالاستثمار في الكيانات المستقرة والمنظمة.
وفي الوقت الحالي، اتضحت تماماً رؤية شركات العملات المُشَفَّرة التي حققت نجاحاً كبيراً، مثل كوين بيس وبينانس. إذ تتعلق رؤيتها بزيادة تبني واستخدام الأصول الرقمية وتقوية البنية التحتية لسوق تداول العملات المُشَفَّرة.
إذ يرى المستثمرون من المؤسسات وكبار المستثمرين المعتمدين أنَّ الاستثمارات غير المباشرة في سوق العملات المَُشَفَّرة هي الخيار الأفضل، وأحد أسباب ذلك هو أنَّ مشاريع البلوكتشين والمبادرات اللامركزية والعروض الأولية للعملة تُعاني من أجل الحفاظ على أهميتها ووضع رؤيةٍ واضحة لمستقبلها.
وتقول ميلتيم: “العديد من مشاريع العملات المُشَفَّرة التي جمعت الأموال من خلال عرضٍ أولي للعملة تُواجه تحدياتٍ ضخمة للحفاظ على أهميتها وخلق هدفٍ حقيقي. أما حالياً، فآمالنا ومخاوفنا الجماعية يُعبَّر عنها في صورة تَغيُّرات أسعار المضاربة. لا تموت المشاريع بنفس طريقة الشركات، إذ تعيش فترة زمنيةً أطول”.
ونظراً لأن المستثمرين من المؤسسات وشركات رأس المال المُخاطر يفضلون الاستثمار في الشركات الجديدة التي تعمل على تطوير البنية التحتية لقطاع العملات المشفرة بدلاً من الأصول الرقمية التي تفتقر لنموذج عمل مُثبت، فمن المتوقع أن تتفوق الشركات على معظم المشاريع في السوق العالمية على المدى القريب.
وأضافت ميلتيم: “لا يميل معظم المستثمرون إلى شراء العملات المُشَفَّرة مباشرةً، ولن يفعلوا ذلك قريباً أيضاً (للأسف)، يتعاطى هذا “القطيع المؤسسي” من المستثمرين مع السوق من خلال كيانات الاستثمار القائمة التي يعرفونها ويفهمونها أكثر (حتى لو كانت الأصول غريبةً وحديثة بالنسبة إليهم)، وتنظر المزيد من المؤسسات المالية التقليدية إلى العملات المُشَفَّرة بوصفها طريقةً: 1- لخلق مصادر أرباح جديدة، 2- والمشاركة في “الابتكار”، 3- وتعزيز قيمة المؤسسة”.
وفشلت العديد من التوكنات بالسوق في الحفاظ على سجلات نشطة لمشاريعها على موقع غيت هاب GitHub، مع انخفاض عدد التغييرات المُسجَّلة في أكواد المشاريع في الربع الأخير على الموقع، بالإضافة إلى مئات المعاملات اليومية على السلسلة.
هل يُمكن تغيير هذا التوجه الشائع؟
ترى ميلتيم أنَّ تغيُّر هذا التوجه الشائع سيُصبح أمراً حتمياً على المدى البعيد، مع انفتاح المؤسسات المالية والاستثمارية الكبرى على فكرة الأنظمة اللامركزية وإدراك المؤسسات لقيمة مشاريع البلوكتشين.
وأضافت: “إذا تشابهت الأعوام الخمسة المقبلة مع سابقتها، توقَّعوا أن تنتقل القيمة من الكيانات المؤسسية المركزية إلى الشبكات والتطبيقات الأقل مركزية. لا يُمكننا تحديد توقيت حدوث ذلك التغيير، لكنَّنا نؤمن هنا في كوين شيرز بأنَّه أمرٌ حتمي”.
وتوجد بعض العوامل الرئيسية التي يُمكنها أن تجتذب استثماراتٍ أكبر في مجال البلوكتشين. ففي حال وضعت الأسواق الكبرى مثل الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية تعليماتٍ واضحةٍ لتنظيم وإدارة سوق العروض الأولية للعملة خلال الأشهر القليلة المُقبلة، سيفتح هذا الأمر قناةً مُنظَّمةً أمام المؤسسات للاستثمار في السوق بطريقةٍ آمنةٍ ومستقرة.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.