صرّح بنوا كورى، عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي (ECB)، الأسبوع الجاري، الأسبوع الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أنه يرى البلوكتشين تقنيةً واعدةً، لكنه يعتبر عملة البتكوين (BTC) “نتاج شرور الأزمة المالية العالمية الأخيرة”.

جاء التصريح السابق في خطاب ألقاه كورى ضمن فعاليات الدورة التاسعة لمؤتمر اقتصاديات المدفوعات المنعقدة يوم الخميس، 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بصفته يشغل منصب رئيس لجنة المدفوعات والبُنى التحتية للسوق في بنك التسويات الدولية. تطرّق كورى إلى مسألة تزايد الوعي بالعملات المشفرة واستخداماتها كجزء من خطاب أشمل بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لانهيار بنك ليمان براذرز Lehman Brothers التي وصفها بـ”الكارثة”.

وكان كورى قد صرّح قائلاً: “لا شك أن عملة البتكوين (BTC) هي نتائج شرور الأزمة المالية العالمية الأخيرة، لعدد من الأسباب”؛ في إشارةٍ إلى أن بلوك البتكوين الأول (Genesis Block) يتضمن عنواناً رئيسياً نُشر في إحدى الصحف عن إنقاذ وزير المالية البريطاني السابق للبنوك في أعقاب الأزمة المالية العالمية التي حدثت في عام 2008.

بيد أنه استطرد واصفاً البتكوين بأنها “فكرة ذكية للغاية”.

مع ذلك، من الواضح أن كورى يعتبر تقنية البلوكتشين، وهي التقنية الرئيسية التي تستعين بها عملة البتكوين، فكرةً أفضل من فكرة عملة البتكوين نفسها؛ إذ صرّح قائلاً: “مع الأسف، كون الفكرة ذكية لا يعني بالضرورة أنها فكرة جيدة: صحيح أن الفرص المتاحة أمام تقنية البلوكتشين كثيرة، لكن مشكلات البتكوين كثيرة أيضاً: أعتقد أن المدير الجديد لبنك التسويات الدولية، أوغستين كارستنز، قد لخَّص جيداً المشكلات المتشعّبة التي تعاني منها عملة البتكوين عندما وصفها بأنها: “مزيج ما بين فقاعة مالية وخدعة بونزي وكارثة بيئية””.

لكن كورى أضاف موضحاً أنه، بغض النظر عن المشكلات التي تعاني منها عملة البتكوين، ما زال باستطاعة البنوك المركزية المختلفة الاستعانة بتقنية السجلات الموزعة لإصدار عملات مشفرة مدعومة من البنوك المركزية (CBDC).

يُذكر أن هناك بنوكاً بدأت بالفعل في دراسة فكرة العملات المشفرة المدعومة من جانب البنوك المركزية: 69 بالمائة من البنوك المركزية العالمية بدأت بالفعل بدراسة كيفية الاستعانة بذلك النوع من العملات المشفرة لدعم أنظمتها المالية الوطنية، أو على الأقل تخطط لفعل ذلك في المستقبل القريب.

على وجه الخصوص، وفقاً لكورى، 57 بالمائة تقريباً من البنوك المركزية العالمية التي بدأت بالفعل بدراسة طبيعة العملات المشفرة المدعومة من جانب البنوك المركزية توصلت إلى تطبيقين محتملين رئيسيين لها: التطبيق الأول يقتصر على المعاملات ذات القيمة المرتفعة مثل التحويلات بين البنوك، بينما التطبيق الثاني أكثر شمولاً ويسمح للمستهلكين بإنفاق ذلك النوع من العملات المشفرة بصفة يومية.

من الناحية الأخرى، بدأت البنوك أيضاً تكتشف أن لتلك العملات المشفرة جانباً له علاقة بـ”إمكانية استخدامها في خدمات الدفع المرتبطة بالحوالات النقدية العابرة للحدود”، على حد قول كورى.

في النهاية، قال كوري: “هناك توافق واسع في الآراء حول أنه من المستبعد إصدار العملات المشفرة المدعومة من جانب البنوك المركزية في غضون العقد القادم من الزمن، بغض النظر عن الشكل الذي سوف تتخذه، حتى بين البنوك المركزية الأربعة التي كانت قد قالت إنها بلغت مرحلة تطوير مشروع لإصدارها تجريبياً”.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.