اختُرق عددٌ من الحسابات الرسمية المُحققة على تويتر يوم الاثنين 5 نوفمبر/تشرين الثاني، بما فيها حسابات مُشرّع قانون أميركي وشركة لصناعة الأفلام ودار لنشر الكتب، واستُغلت جميعها في انتحال شخصية إيلون ماسك مؤسس شركتي سبيس إكس SpaceX وتسلا Tesla.

استُخدمت كل الحسابات المخترقة في الترويج لعملية احتيال شهيرة للتبرع بالعملات المشفرة تنطوي على الوعد بإرسال مبالغ كبيرة من البتكوين شريطة أن يرسل المستخدم مبلغاً صغيراً.

ولإضفاء المزيد من المصداقية على امتلاك ماسك لتلك الحسابات، وضع المخترقون نسخة من الصورة الشخصية لحساب مؤسس شركة تسلا على الحساب المُخترق، وأعادوا نشر بعض تغريداته. بينما ثبتت بعض الحسابات التغريدة المتعلقة بعرض الهبات النقدية من البتكوين.

وذكرت التغريدات أن المشاركين عليهم توثيق مشاركتهم بإرسال من 0.1 إلى 3 بتكوين إلى عنوان محفظة معين، وعليه سيحصلون على ما يتراوح بين 1 إلى 20 بتكوين بعد الاستلام.

وحاول العديد من المستخدمين المطلعين على عملية الاحتيال تلك تنبيه مجتمع تويتر بشأن هذه الحسابات المزورة.

إذ كتب أرييه كوفلر في حسابه على تويتر: “قبل بضع دقائق، رأيت تلك التغريدة المروجة (إعلان مدفوع الأجر) على حساب إيلون ماسك التي تعلن عن التبرع بعملات بتكوين مجانية. وكل ما عليك فعله هو إرسال 0.1 بتكوين إلى حسابه المزعوم أولاً، أي حوالي 650 دولار تقريباً”.

وأضاف في تغريدة أخرى: “للوهلة الأولى، يبدو حساب إيلون ماسك مقنعاً لأنه يحمل العلامة الزرقاء التي تشير إلى أنه حسابٌ موثوق. ولكن إن أمعنت النظر قليلاً سترى أن مُعرّف الحساب هو @pantheonbooks

وربما كان من أبرز الضحايا فرانك بالون نائب الحزب الديمقراطي عن الدائرة السادسة بولاية نيوجيرسي الأميركية.

في الظهيرة، تعرض حساب حملة بالون “@pallonefornj” للاختراق. وتجدر الإشارة إلى أن حسابه كان يحمل علامة انتخابية تبين أنه مرشح لمجلس النواب الأميركي عن ولاية نيو جيرسي، مع أن حسابه الرسمي الآخر “@FrankPallone” لم يُمس.

وأفاد لاخلان ماركاي مراسل موقع ديلي بيست بأن مصادر مطلعة على الحملة أكدت أن الحساب قد اختُرق وأن مسؤولو منصة تويتر كانوا يحققون في الأمر.

كانت تلك التغريدة عن التبرع بالبتكوين مطابقة للتغريدة المنشورة على حساب شركة باثيه فيلم Pathe Film، والتي تَعِد هي الأخرى بمنح ما يتراوح بين 1 إلى 20 بتكوين مقابل 3-0.1 بتكوين كرسوم تحقق بسيطة. وما لبث الأشخاص في مجال العملات المشفرة أن كشفوا تلك الحيلة مرة أخرى.

إذ كتب أحد المستخدمين في حسابه على تويتر: “يا لها من حيلة رائعة. حساب مُوثوق، وتغريدة مروجة، والحساب الرسمي لمرشح الكونغرس إيلون ماسك؟ جربوا حيلة أفضل”.

وعند وقت نشر المقال، حُذفت جميع التغريدات المروجة (يدفع ناشروها مقابل وصولها إلى قاعدة أكبر من الجماهير)، إضافة إلى صورة الملف واسم الحساب. وتُركت التغريدات التي أعيد نشرها من حساب إيلون ماسك الرسمي.

وبالمثل، اختُرق الحساب الرسمي لسلسلة ماتلان الإنكليزية لبيع الأدوات المنزلية والملابس المخفضة بالتجزئة ونُشر عليه العرض الاحتيالي ذاته، وأعيد نشره أكثر من 700 مرة وجمع ما يزيد عن 3 آلاف إعجاب.

كذلك استولى المخترقون على حساب تويتر لشركة باثيه فيلم لصناعة الأفلام “@patheuk”، بهدف محاكاة عملية الاحتيال التي نفذوها عبر حساب المدير التنفيذي لشركة تسلا ونشر تغريدات تحمل روابط زائفة لمنح البتكوين. ومع ذلك، أعلنت الشركة في وقت لاحق أنها استعادت السيطرة على حسابها.

وحسبما أفاد موقع كوين ديسك في مطلع هذا الشهر، لم تكن تلك الحالة الأولى التي تروج فيها “حسابات ماسك” المزيفة لعملية احتيال من خلال التبرع بعملات مشفرة. إذ أصبحت القضية خطيرة بما يكفي لدفع الشركة القائمة على الشبكة الاجتماعية إلى اتخاذ إجراء وتجميد أي حساب يغير اسمه إلى “إيلون ماسك”.

ووفقاً لبيانات صادرة عن موقع بلوكتشين دوت كوم Blockchain.com، وجه مخترقو حساب بالون وشركة ماتلان المستخدمين إلى إرسال مبلغ صغير من عملات البتكوين إلى العنوان ذاته، والذي بدوره تلقى 326 معاملةً غنم من ورائها ما يزيد عن 25 بتكوين (أي 161,380 دولار أميركي) في المجمل حتى وقت نشر المقال.

ولكن الحساب المخترق لدار النشر بانثيون وجه المستخدمين إلى محفظة مختلفة، وجنت بدورها عملات إضافية بقيمة 12 ألف دولار خلال ساعتين ونصف، في حين لم يجن حساب شركة صناعة الأفلام بانثيون يو كيه Pantheon UK إلا حوالي 2,500 دولار أميركي.

واصل المستخدمون إرسال البتكوين على العنوانين حتى وقت نشر المقال، إلا أنه من غير الواضح أي المعاملات كانت حقيقية وأيها وهمية لتعزيز مصداقية المحفظة.

أُرسلت طلبات للحصول على تعليق من فريق حملة بالون وشركة ماتلان وبانثيون ومكتب ماسك وشركة تويتر بيد أنهم لم يقدموا ردوداً سريعة.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.