تعتبر الميمات الساخرة جزءًا مهماً من النظام الإيكولوجي للعملات المشفرة – فهي الطريقة المثلى لكي يعرض الحالمون فكاهاتهم ويعبرون أحياناً أخرى عن عدوانيتهم السلبية؟
ليس من الغريب إذن أن تُثار كل هذه الضجة حول سوق ميم فاكتوري (مصنع الميمات) من ديستريكت زيرو إكس District0x’s Meme Factory.
جمعت شركة ديستريكت زيرو إكس 9 ملايين دولار أثناء العرض الأولي للعملة العام الماضي، بدعم شركتي بووست في سي Boost VC وكوين فاند CoinFund ضمن شركات أخرى، بل واتخذ حاملي توكنات الدي إن تي (DNT) القائمة على بروتوكول ERC-20 قراراتٍ تخص مستقبل المشروع بالفعل.
قد يكون ذلك مفاجئاً نظراً لأن التطبيق لم يُطلق بعد. فبدلاً من ذلك، بإمكان حاملي توكنات الدي إن تي التصويت بتلك التوكنات في بيئة اختبارية إلى حد ما – تتعلق باختيار أفضل الميمات الساخرة.
من تلفاز يعرض كلمة HODL (التشبث بالاستثمارات في العملات المشفرة) بينما تشتعل الحرائق حولها، إلى صورة معدلة لفيتاليك بوتيرين ليشبه جاريد ليتو في دور الجوكر، ستُباع تلك الميمات في سوق ميم فاكتوري Meme Factory، وهي سوق مشابهة لموقع إي باي e-Bay تبيع الميمات الرقمية النادرة.
وقد صوت المجتمع الوليد لاختيار 12 من بين 100 ميم أصلي محدود الإصدار ستنطلق مع انطلاقة الموقع.
وقد أخبر جو أورغو، أحد مؤسسي مشروع الديستريكت زيرو إكس، موقع كوين ديسك CoinDesk بأن الجميع عانى أثناء هبوط الأسعار في سوق الدببة، وأضاف: “لقد تقلصت المجتمعات بشكل عام، ولكنني أود أن أشكر مجتمعنا لكونه أبلى بلاءً حسناً، بفضل هذا المستوى من المشاركة الذي لم نكن لنحظى به في أحوال أخرى”.
وقد أعلنت شركة ديستريكت زيرو إكس District0x في شهر مايو/أيار أنها ستجري الاستطلاعات المجتمعية كطريقة للبدء في تعليم داعميها آليات إدارة المجتمع وإطلاعهم على كل الإمكانيات.
لكن لم تركز الاستطلاعات فقط على الميمات الفائزة، فقد أتاحت الشركة الفرصة لحاملي توكنات الدي إن تي للتصويت على تصميم موقع ميم فاكتوري نفسه، من التصميم الأساسي لصفحة الموقع إلى شعار العملة المشفرة الجديدة للموقع، الدانك (DANK)
يُستخدم توكن الدانك حالياً لتحفيز الناس على المشاركة في الاستطلاعات. ويوجد نحو مليار من توكنات الدانك، سيذهب 80% منها إلى أعضاء المجتمع المشاركين في التصويت.
لكن بمجرد أن يتم إطلاق ميم فاكتوري، سيتم استخدام توكن الدانك لتشغيل السجلات الخاصة بها التي تنظمها التوكنات، كطريقة لإشراك المجتمع في اختيار الميمات الجيدة بشكل كافٍ لتباع في الموقع.
وماذا عن توكن الدي إن تي بمجرد إطلاق المنصة؟
وبعد أن يُستَكمَل بناء المنصة بالكامل، سيتمكن رواد مشاريع آخرين من بناء مواقعهم، أو ما يسمَّى “إدارات” Districts، مع مجموعة متنوعة من الأهداف أملاً في جذب مجتمع ما. ستكون تلك الإدارات عبارة عن منظمات لامركزية مستقلة (DAOs) تتيح النشر والبحث وبناء السمعة والدفع، باستخدام برمجية الديستريكت زيرو إكس. على سبيل المثال، إلى جانب ميم فاكتوري، أسست الشركة أيضاً نيم بازار Name Bazaar، التي تسمح للمستخدمين بشراء مساحة اسم على شبكة الإيثريوم (firstnamelastname.eth).
ستستخدم توكنات الدي إن تي بعد ذلك كآلية لوضع الحصص، للتأكد من أن الناخبين يخاطرون بأموالهم وفقاً لأصواتهم فيما يتعلق بقرارات المجتمع.
وقال أورغو، متحدثاً عن هذه الطريقة الجديدة في البناء التعاوني: “نرى أن تقنية البلوكتشين والتوكنات تسمح بكل أنواع الاستخدامات التي لم تكن متاحة من قبل”.
المستخدمون يقررون
وفيما يتعلق بالميمات، فسوف يقرر حاملو التوكنات الحاليين كيف ستظهر تلك الصور للمشترين المهتمين.
تشبه تلك الميمات بطاقات متداولة، غير أنها رقمية. صوت حاملو توكنات الدي إن تي حتى الآن على حجم بطاقات الميمات (اختار المستخدمون على أبعاد اثنين في ثلاثة، مثل شاشة الهاتف الخلوي) وعلى شكل خلفية بطاقة الميم أيضاً.
وقال ألكسندر كورياتي، أحد أوائل الموظفين في شركة ديستريكت زيرو إكس ومدير المشاريع المسؤول عن عملية تصميم المجتمع يوماً بيوم، لكوين ديسك: “من ناحية ما زلنا في مرحلة مبكرة، ولكن من ناحية أخرى نرى السبب الذي صنعت من أجله توكنات الدي إن تي”.
مع ذلك، قال كورياتي أنه تمنى ولو أن طاقم العمل كان قد فكر أكثر في الاعتمادات المشتركة سابقاً.
على سبيل المثال، كانوا يجمعون الميمات من صانعيها المهتمين منذ فترة طويلة، ولكن لم يكن يعلم هؤلاء الصانعون الأبعاد الخاصة بالميمات قبل أن يصمموها. وبعد أن تم تحديد حجم بطاقات الميمات، سيكون على صانعيها إعادة تصميم بعض الميمات حتى تكون مناسبة للتصميم العام.
وبينما لم تعاني أفضل 12 ميم تم اختيارها من هذه المشكلة، إلا أن كورياتي يرى أن المشكلة كانت لتختفي تماماً إذا كانوا فكروا ملياً في ترتيب القرارات التي سيتخذها المجتمع بشأن الأسئلة المختلفة.
قوة التوكنات
إلا أن عملية التصويت تمت بشكل ذكي حتى لا يُصاب حاملي التوكنات غير المهتمين باستخدامها في استطلاعات أقل جدية بالنفور من الشبكة.
عندما يضيف المستخدم لاحقاً حصة التوكنات، سيتم حجز التوكنات، بمعنى أن المستخدم لن يتمكن من بيع تلك التوكنات في منصات التداول على الفور. وعلى الأرجح سيصيب هذا الحجز حاملي التوكنات الحاليين بالتوتر، إذ أن الشبكة ليست في مرحلة الإصدار الحقيقي المستمر المثبت حتى الآن، مما يعني أن سعر التوكن قد يتعرض لانخفاضات كبيرة.
وبالتالي، في كل مرة يحدث تصويت في ميم فاكتوري في الوقت الحالي، يقوم البروتوكول بالتقاط لقطة للتوزيع الحالي لتوكنات الدي إن تي على شبكة الإيثريوم. ثم يمنح كل محفظة توكنات جديدة زائفة بعددٍ مماثل لعدد التوكنات التي يمتلكونها بالفعل، لاستخدامها في الاستطلاع.
بهذه الطريقة، سيتمكن المستخدمون من إضافة حصة من رصيدهم للتصويت، دون حجز أي توكنات حقيقية.
وقال كورياتي: “أجرينا العديد من عمليات التصويت الأولية منخفضة التأثير ليشارك فيها الأفراد، ويصوتوا على أمور لا تؤثر حقاً على طريق عمل التطبيق”. إلا أنه أضاف أنه يود أن تكون الأسئلة أهم في المستقبل، مثل مستلزمات خارطة الطريق الخاصة بالإدارات districts.
واتفق معه أورغو، قائلاً إنه يأمل أن تصبح القرارات “أدق”.
كان القائمون على المشروع يجرون تصويتاً كل أسبوع منذ 20 أغسطس/آب. وقد نُشرت نتائج آخر تصويت، لاختيار الميمات الاثني عشر الأولى، يوم 25 سبتمبر/أيلول.
ومع وجود ما يقرب من 600 مليون توكن دي إن تي، كان التصويت الأكثر شعبية لصالح شعار توكن الدانك، إذ صوت أكثر من 70 مليون توكن. وعادةً ما تشهد عملية التصويت مشاركة نحو 60 مليون توكن (غير أن ذلك لا يعني أن 60 مليون مستخدم قد شاركوا في التصويت، إذ أن المستخدم يمكن أن يمتلك أكثر من توكن). وقد شهد الاستطلاع الأخير، الذي كان جولة أخرى من اختيار الميمات المفضلة للمجتمع، أدنى مستويات الإقبال، إذ صوت فقط 39 مليون توكن.
وبينما لم يتم تحديد موعد لإطلاق ميم فاكتوري، أفاد المؤسسون بأنهم يتعلمون كثيراً من المجتمع، عبر المناقشات على برنامجي ديسكورد وتيليغرام، أثناء التصويت. تساعدهم الكثير من تلك التعليقات على فهم الفجوات في المواد التعليمية الخاصة بهم.
وقال كورياتي لموقع كوين ديسك:” يتحدانا المستخدمون لإضافة تفاصيل لم نكن نعلم أننا نحتاجها”.
وقال أورغو إن الشركة ستضيف خمس إدارات إضافية ثم ستصدر “المحرر” الخاص بها، وهو ما يدعوه طاقم العمل بالبرمجية التي ستتيح لأفراد آخرين خلق إدارات تستخدم توكن الدي إن تي.
وأفاد أورغو، متحدثاً عن كيفية تطبيق مشروعات أخرى مستقبلاً للدروس المستفادة: “الأمر عبارة عن تجربة للإدارة لنرى ما الذي يريد المجتمع أن يحدده”.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.