لم يستحسن صندوق النقد الدولي خطة جزر مارشال باعتماد عملةٍ مشفرةٍ كعملةٍ قانونيةٍ ثانيةٍ إلى جانب الدولار الأميركي.

 

جزر مارشال هي سلسلة جزرٍ نائيةٍ بالمنطقة الوسطى من المحيط الهادئ، وقد سنَّت قانوناً حول هذه المسألة في فبراير/شباط الماضي، هادفاً إلى إنعاش عملة “Sovereign” المشفرة الاقتصاد المحليَّ والحدِّ من المخاطر المتزايدة بانعزال الدولة عن النظام المالي العالمي.

 

ولكن بعد فترةٍ من التشاورات مع مسؤولين من الجزر، نشر صندوق النقد الدولي دراسةً يوم الاثنين 10 سبتمبر/أيلول تنصح بعدم اتِّخاذ هذه الخطوة. ووفقاً للدراسة، فإن اقتصاد جزر مارشال الآن “يعتمد بدرجةٍ كبيرةٍ” على المساعدات الخارجية، في ظلِّ مواجهة البلاد التغيُّر المناخي والكوارث الطبيعية بصورةٍ مستمرة.

 

ويقع البنك التجاري المحلي الوحيد في الدولة الآن “تحت تهديد فقدان آخر علاقاتها المصرفية بالمراسلة القائمة على التعامل بالدولار مع احد البنوك الأميركية”، بسبب تشديد الإجراءات الاحترازية لدى المؤسَّسات المالية الأميركية.

 

وجادَلَ صندوق النقد الدولي بأن اعتماد عملةٍ مشفرةٍ كعملةٍ قانونيةٍ قد يأتي بنتائج عكسية، إذا لم تتكفَّل الدولة باتِّخاذ إجراءاتٍ كافيةٍ ضد غسل الأموال مما سيفضي إلى قطع البنك الأميركي أواصر الصلة مع الدولة.

 

وأضاف صندوق النقد الدولي في دراسته: “في غياب إجراءاتٍ ملائمةٍ للحدِّ من المخاطر، فإن إصدار عملةٍ مشفرةٍ لامركزيةٍ كعملةٍ قانونيةٍ ثانيةٍ ليس من شأنه فحسب أن يُزيد من المخاطر الاقتصادية الكلية ومخاطر النزاهة المالية، ولكنَّه كذلك سيُصَعِّد خطورة فقدان آخر علاقةٍ مصرفيةٍ بالمراسلة قائمةٍ على التعامل بالدولار الأميركي”.

 

ورأى صندوق النقد الدولي أنه في حال حدوث ذلك، “ستنقطع المساعدات الخارجية والتدفُّقات الأخرى، وسينتج عن هذا ركود اقتصادي كبير”.

 

وبينما يُقدِّم صندوق النقد الدولي نصيحته بالتحديد في هذه الحالة بشأن النظم الاجتماعية والنقدية في الدولة، فربما يدلُّنا هذا على رأي المنظمة النقدية العالمية حيال مسألة ترقية العملات المشفرة إلى عملاتٍ قانونيةٍ في النظام المالي التقليدي.

 

وتتبع الدراسة كذلك تعليقات صادرة حديثاً من مسؤولين بصندوق النقد الدولي جادلوا بأن النمو السريع للأصول المشفرة يشكِّل تهديداً على طلب العملات النقدية.

وبناءً على ذلك، جادلوا بأن على البنوك المركزية توسيع أنشطتها، بتبنِّي الخصائص المرغوب فيها للعملات المشفرة لزيادة قدرتها التنافسية مع التكنولوجيا الناشئة، وهي خطوةٌ وصفتها كريستين لاغارد، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، بـ”محاربة النار بالنار”.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.