تأكدت عملية الاستحواذ التي يشاع عنها منذ أمدٍ بعيدٍ، والتي تجمع بين اثنين من أبرز رواد الأعمال في قطاع العملات المشفرة من أجل دعم سادس أكبر بلوكتشين في العالم. شركة إنترستيلر

 

يوم الإثنين الماضي، العاشر من سبتمبر/أيلول، أعلنت شركة تشين Chain أن شركة لايت يير Lightyear.io الناشئة المبنية على بروتوكول الستيلر Stellar قد استحوذت على تشين في صفقة لم يُكشف عن قيمتها. وكانت تشين قد جمعت أكثر من 40 مليون دولار من مؤسسات مالية، بما في ذلك فيزا Visa و بورصة ناسداك Nasdaq، وساعدت في توضيح الاهتمام التجاري بالتقنية عبر شراكاتها ومؤتمراتها.

 

تمت الصفقة رسمياً في الخامس من سبتمبر/أيلول؛ وبموجبها ستتحد كلتا العلامتان التجاريتان لتشكلا كياناً جديداً يدعى إنترستيلر Interstellar، بقيادة بآدم لودوين، الشريك بشركة آر آر إي فينشرز RRE Ventures سابقاً والمدير التنفيذي الحالي لشركة تشين، ليصبح المدير التنفيذي لإنترستيلر، وجيد ماكيلوب، مبتكر بروتوكولات الريبل (XRP) والستيلر (XLM)، ليصبح رئيس قسم التكنولوجيا بشركة إنترستيلر.

 

ووفقاً لما قاله لودوين، فسوف تحتفظ الشركة الجديدة بكل موظفي تشين، بما في ذلك المؤسس الشريك ديفون غوندري الذي سيبقى في منصب كبير مديري المنتجات. وإجمالاً، يقول لودوين إن 60 موظفاً يعملون الآن لدى ستيلر.

 

وفي حين لم يُكشف عن شروط الصفقة، أكد لودوين في حوارٍ معه إتمام عمليات شراء حصص حاملي الأسهم، وأنها كانت “صفقة جيدة للمستثمرين”. وقد دعمت التقديرات الأولية الصفقة زعم لودوين؛ إذ أنها قُدِرت بنحو 200 مليون دولار. وإن صح هذا الرقم، فستكون واحدة من أضخم صفقات العام.

 

لكن، في الوقت الذي سيظل فيه الاهتمام على الأرجح منصباً على التفاصيل الخفية للصفقة، حرص لودوين وماكيلوب على إجراء الحوارات ونشر التصريحات ليصبا تركيزهما بذلك على المستقبل.

 

في الواقع، وصل الأمر بلودوين إلى حد اقتراح أن استحواذ لايت يير على تشين ينبغي ألا يعتبر تغييراً في المسار، حتى وإن كان عمل تشين يركز بدرجة كبيرة على البلوكتشينات الخاصة.

 

وقال لودوين لموقع كوين ديسك CoinDesk:” إذا نظرت إلى عملنا مع بنك سيتي أو شركة فيزا، ستجد أننا أحرزنا تقدماً في جميع الحالات، لكن ستجد أننا وصلنا لطريقٍ مسدود عندما كان على الشركاء صنع بلوكتشين بأنفسهم. فقد كنا بحاجة إلى بلوكتشين يمكن لأي جهة الوصول إليها”.

 

وقد تمكنت شركة تشين من استثارة “حسد شركة ستيلر”، على حد قول لودوين، عندما أدركت الأخيرة أن المشروع مفتوح المصدر قد نجح في تحقيق هدفه المتمثل في إنشاء منصة متفوقة في مجال إصدار الأصول، مع الشركات الناشئة بدرجة أكبر.

 

ويقول لودوين إن ماكيلوب في ذلك الوقت قد واجه مشكلة عكسية، فقد أُنشئت الشركة في عام 2014، تحت إدارة مؤسسة تطوير الستيلر Stellar Development Foundation غير الربحية، وكان مبرمجي البروتوكول يسعون إلى بناء الصلات بالمؤسسات التي يمكن أن تساعدهم في استغلال عملهم تجارياً.

 

ومن الجدير بالذكر أيضاً أن لودودين قال إن إنترستيلر لا تنوي لعب دور فعال في سوق عملة الستيلر (XLM) المشفرة مؤكداً أن إنترستيلر متعلقة أكثر “بالبرمجيات”.

 

وأضاف قائلاً: “إن الأمر متعلق بالمنصة التي ستجعل الشبكة قوية ومفيدة قدر الإمكان للمؤسسات التي ترغب في الاستفادة من ستيلر”.

 

تودد دام طويلاً

 

ومثل العاشر من سبتمبر/أيلول للمشاركين في العملية ختام عملية بدأت مع بدايات عام 2018، عندما تواصل ماكيلوب مع لودوين لأول مرة لعقد اجتماع.

 

وقال لودوين إنه بالرغم من معرفتهما ببعضهما منذ عام 2014 فإنهما “لم يعرفا بعضهما البعض جيداً” قبل مناقشة كيفية حل المشكلات المشتركة بين مشروعيهما، ومن ثم فإن الاجتماعات المبكرة كانت في غالبيتها توطيداً للعلاقات.

 

وقال لودوين:” أنا لدي صورة عامة، وهو كذلك. وكما جرت العادة، ما يدور في خلدك حول شخص ما مبني على أساس شخصيته العامة، لكن شخصيته الحقيقية مختلفة بشكلٍ جذري، وقد قررنا بعد أربعة أو خمسة أسابيع أننا سنخوض تلك التجربة سويًا”.

 

وفي ذلك الوقت، بدأت تظهر تفاصيل حول عملية بيع محتملة للشركة. وقد عرف موقع كوين ديسك بأن تشين تجري مناقشات من أجل إتمام صفقة استحواذها من جانب شركة تعمل على بروتوكولات الستيلر في مايو/أيار (غير أن تفاصيل الآليات المستخدمة والكيانات المشاركة في الصفقة ظلت غامضة).

 

وأكد لودوين أن الشركتين درستا طرقاً متعددة لتنظيم الصفقة مما أدى إلى طول المحادثات المتعلقة بعملية الاستحواذ، فضلاً عن الجهود المبذولة للاحتفاظ بالموظفين الحاليين. وقد رفض ذكر ما إذا كانت الشركة قد لجأت إلى تسييل أي عملات مشفرة تسهيلاً لصفقة الاستحواذ.

 

ليست عملة ريبل جديدة

 

وعلى الجانب الآخر، سعي لودوين إلى إبعاد إنترستيلر عن مقارنتها بتجربة من أولى تجارب ماكيلوب؛ ألا وهي شركة ريبل Ripple التي مقرها سان فرانسيسكو، وهي الشركة التي أسسها ماكيلوب وشغل فيها منصب رئيس قسم التكنولوجيا قبل أن تتدهور العلاقة إلى معارك قانونية شهيرة.

 

فعلى سبيل المثال، قال لودوين إن إنترستيلر تسعى للعمل مع مؤسسة تطوير الستيلر؛ لتنمية البرنامج بالتنسيق مع الشركات الناشئة الأخرى الهادفة للربح.

 

وقال:” إن منصة ريبل تركز على الشبكات الدولية بين الأعمال التجارية (B2B)، لتصبح نظاماً مشفراً أشبه بنظام سويفت Swift بالنسبة للبنوك. أما منصة ستيلر فقد أصبحت تدريجياً المنصة المختارة لإصدار جميع أنواع التوكنات”.

 

وعلى غرار ريبل، قال لودوين إن الشركة الجديدة ستواصل العمل لتوفير برمجيات مفتوحة المصدر للشركات التي كانت تشين قد أسست معها مشاريع بالفعل.

 

وأضاف إن إنترستيلر ستستمر في استخدام خدمة البلوكتشين سيكوينس Sequence، المنطلقة في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، وستستفيد كذلك من التقنيات المستخدمة في بروتوكول تشين، وهي عبارة عن باقة من الأدوات المصممة لتمكين إنشاء شبكات البلوكتشين الخاصة، أُطلقت في عام 2016.

 

لذا ستُستخدم هذه المنتجات إلى جانب برمجيات ستيلر غير الربحية، مما سيمكن الشركة من العمل مع كل من الشبكات العامة والخاصة.

 

وأكمل قائلاً:” ما سترونه من إنترستيلر هو تقاربٌ بين شركتين. في الوقت الذي يلزَم فيه وجود الأصول في بيئة خاصة سنستخدم منتجات تشين، وعندما يلزم نقل هذه الأصول عبر شبكة سنستخدم منتجات ستيلر. فأنت لا تفكر في ما إذا كنت تستخدم شبكة عامة أو شبكة خاصة. أنت تستخدم حاسوبك الخاص، لتنجز عملك”.

 

“الثالثة ثابتة”

 

وتحدث لودوين في حواره أيضاً عن رحلته كرائد أعمال يعمل عن قرب في مجال البلوكتشين والعملات المشفرة، وأشار إلى إمكانية اعتبار صفقة الاستحواذ والاندماج، من عدة أوجه، نسخة ثالثة من رؤيته التي بدأها عام 2014.

 

عند انطلاقها، ركزت شركة تشين على تقديم منتجات لمطوري البتكوين، لتبرز كمنافسٍ ممول تمويلاً جيداً بالنسبة للشركات الناشئة في سيليكون فالي، مثل جيم Gem وكوين بيس Coinbase، إذ كانت الشركتان في ذلك الحين تتبعان نموذجاً في ذلك الحين يهدف إلى اجتذاب المبرمجين.

 

وفي وقت لاحق، جمعت تشين 30 مليون دولار من مؤسسات مالية كبرى في عام 2015 لإعادة تصحيح المسار، سعياً من الشركة إلى أن تصبح الشريك المفضل للمؤسسات التجارية الراغبة في الاستفادة من البلوكتشين في إنشاء منتجات جديدة.

 

ومع ذلك، قال لودوين إن الهدف كان في جميع الأوقات هو السعي إلى ابتكار تقنية تتيح صنع منصات لإنشاء الأصول الجديدة، مثل البتكوين على بلوكتشين البتكوين، تتميز بالتشفير وشبكات النظير إلى النظير.

ولتحقيق هذه الغاية، أشار لودوين إلى أنه كان أكثر عزماً على تحقيق هذه الرؤية واستعداداً للمرور بالمنعطفات والمفاجآت في قطاعٍ من أسرع قطاعٍ التكنولوجيا تطوراً.

 

وختم لودوين كلامه قائلاً:” هل جربنا عدداً من المقاربات؟ بالتأكيد نعم، ولكن إذا كنت في هذه الصناعة ولم تجرب أكثر من نهجٍ بعد، فعلى الأرجح لن تُصيب في محاولتك الأولى”.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.