أثار توكن الهولوتشين (HOT) ضجة في عالم العملات المشفرة بعد أن تضاعفت قيمته في غضون أيام قليلة؛ مما زاد من التكهنات حول مدى صحة “الإشاعة” المتعلقة بعلاقة منصة الهولوتشين بمؤسسة موزيلا Mozilla.

 

لكنها قد لا تكون مجرد إشاعة فعلاً: على ما يبدو، فإن هناك أدلة دامغة حقيقية على أن شركة موزيلا ومنصة الهولوتشين تعتزمان فعلاً عقد شراكة رسمية فيما بينهما قريباً.

 

شريكان مثاليان

 

بادئ ذي بدء، من الجلي أن مؤسسة موزيلا لديها خطط كبرى تتعلق بتطوير الويب 3.0، وهذا ما صرّحت به الشركة.

 

إذ أنه نتيجةً للتطور السريع الذي تشهده شبكة الإنترنت، بات الناس بحاجة إلى أدوات جديدة تمكنّهم من تحقيق أقصى استفادة ممكنة من ذلك التطور. من ثم، بدأ فريق متصفح فايرفوكس Firefox في العمل على استحداث أنواع جديدة من متصفحات الويب ومجموعة من التطبيقات والخدمات الجديدة تكون شبكة الإنترنت هي المنصة المُستخدمة فيها؛ حسبما جاء في المنشور الذي نشرته مؤسسة موزيلا على موقعها الإلكتروني بعنوان “تطوير العلامة التجارية لمتصفح فايرفوكس”.

 

وفي المنشور ذاته، كشفت مؤسسة موزيلا النقاب عن تصاميم جديدة لعلامتها التجارية تعتزم استخدامها في المستقبل تحمل تشابهاً صارخاً مع تصميم العلامة التجارية لمنصة الهولوتشين.

سر اختيار منصة الهولوتشين

 

على أنه يبدو أن هناك أدلة ملموسة أكثر من مجرد شعار المؤسسة الجديد البرّاق؛ إذ أن المدير المالي لمؤسسة موزيلا، جيم كوك، قد صرّح قائلاً: “إن نموذج عمل منصة الهولوتشين التي تتمحور حول العميل يتلاءم مع مؤسسة موزيلا”، واستطرد ذاكراً كل الأسباب التي جعلت منصة الهولوتشين تحظى بإعجاب مؤسسة موزيلا، وهي كالآتي:

 

  • كانت شبكة الويب الأصلية تتمتع باللامركزية في الغالب، لكنها تحوّلت إلى المركزية على يد شركات مثل غوغل Google وفيسبوك Facebook. من ثم، يؤمن جيم كوك بأن منصة الهولوتشين قادرة على “فتح” مجال العملات المشفرة وجعله يتمتع باللامركزية؛ وهذا هو المنشود.

 

  • يؤمن جيم كوك بأن الدورة القادمة لسوق العملات المشفرة سوف تشهد نهاية النماذج اللامركزية الزائفة المشابهة فعلياً للأنظمة القائمة حالياً؛ إذ أن اللامركزية الحقيقية هي المستقبل.

 

  • منصة الهولوتشين تتمحور حول العميل: أي أن العميل هو المسؤول عن بياناته.

 

  • احتمالات بناء التطبيقات القائمة على اتصالات النظير إلى النظير peer-to-peer على منصة الهولوتشين مثيرة للغاية، وتتماشى تماماً مع أهداف مؤسسة موزيلا؛ فهي تسعى إلى أن يحتل المستخدم موقع الصدارة.

 

  • استحداث شبكة إنترنت بالاستعانة بتطبيقات وقواعد بيانات لامركزية أمر يتماشى مع الأهداف بعيدة المدى لمنصة الهولوتشين ومؤسسة موزيلا على حد السواء.

 

شبكة إنترنت من نوع جديد

 

من جانبها، أكدّت منصة الهولوتشين أن هناك بالفعل “محادثات تمهيدية” جرت بين الشركة ومطوّري متصفح الويب فايرفوكس.

 

وشدد فريق العمل بالشركة أيضاً على أنه لن يكون هناك أي إعلان رسمي إلى حين إطلاق منتج الهولوتشين الفعلي في وقت لاحق من العام 2018. ويُذكر أن مدير الاتصالات بالمنصة، ماثيو شوت، كان قد عقد جلسة مفتوحة لتلقي الأسئلة على موقع ريديت Reddit صرّح فيها بأن المحادثات المبدئية مع مؤسسة موزيلا “تجريبية” وأنها “لا تزال جارية”.

 

إذا فكرّنا في الأمر، ربما كان التعاون الوثيق بين شركة موزيلا ومنصة الهولوتشين منطقياً تماماً: فلطالما روجّت مؤسسة موزيلا لانفتاح الإنترنت باعتباره أحد محاور تركيزها.

 

ويبدو أن الخطوة التالية التي تتمثل في تحقيق اللامركزية تتماشى كلياً مع هذا الهدف بعيد المدى. لكن ما يجعل منصة الهولوتشين تتفرد عن غيرها هو أنها تستخدم نموذج إجماع مختلف كلياً عمّا هو مُستخدم في أغلب المشروعات الأخرى.

 

تطلق المنصة على خوارزمية الإجماع الخاصة بها “إثبات الخدمة” Proof of Service؛ وفيها، يحصل المستخدم على مكافآت عند إتمام خدمة لمستخدم آخر.

 

تتمثل هذه المكافآت في صورة “وقود هولو” (HOT)، تتناسب قيمته مع الخدمات المقدمة من المطوّرين ومستضيفي البيانات والمستخدمين.

 

ضجة مبررة

 

في نهاية المطاف، تسعى منصة الهولوتشين إلى تحقيق قدرة حاسوبية تماثل القدرة الحاسوبية لخدمات أمازون ويب (AWS).

 

إذ تريد المنصة ألا تكون توقعات اللامركزية محدودةً مقارنةً بالأنظمة المركزية؛ فلقد قال فريق عملها من قبل مراراً وتكراراً إن هدفهم هو اجتياز حدود السرعة وسهولة الاستخدام والثقة المرتبطة بالنماذج المركزية الحالية.

 

من هذا المنطلق، سوف تكون عُقد منصة الهولوتشين قادرة على العمل دون الحاجة إلى الحصول على إذن من العُقد الأخرى؛ مما من شأنه أن يمنع ظهور المعوقات ويجعل التوسع أسهل مقارنةً بغيرها من المنصات مثل منصة الإيثريوم.

 

لا شك أن احتمالية التعاون بين منصة هولوتشين ومؤسسة موزيلا موجودة؛ بل وقد تصبح منصة الهولوتشين قوةً لا يُستهان بها في المستقبل القريب.

 

لذلك، آن الأوان لأن نراقب سير الأحداث عن كثب.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.