قال أحد المطورّين الأساسيين لعملة الباسكال كوين (PASC) في منشور له على موقع ريديت Reddit إن عملة البتكوين كاش (BCH) بصدد التقدم بمقترحات قد تجعلها عرضةً للهجمات.
يبدو أن المطوّر يدعى هيرمان شونفيلد؛ إذ أنه ربط المنشور بحسابه على موقع تويتر Twitter. بدأ شونفيلد منشوره بأن وصف نفسه بأنه من المتحمسين لعملة البتكوين (BTC) ومؤيد قوي للهارد فورك الذي تم بتاريخ الأول من أغسطس/آب لعام 2017، وأنتج عملة البتكوين كاش (BCH).
إلا أنه قال إن واجبه الأخلاقي بصفته مطوّراً للعملات المشفرة يُملي عليه أن يبدي رأيه علناً في المقترحات التي قدمتها عملة البتكوين كاش في الآونة الأخيرة و”طريقة الترويج لها” وأن “يحذّر مما قد يسفر عن أخطاء فنية فادحة في عملة البتكوين كاش”.
وبعد أن أطلع القرّاء على الموقع على المشاق والصعوبات المرتبطة بتطوير العملات المشفرة، انتقل شونفيلد إلى الحديث عن مقترح زيادة مساحة بلوك البتكوين كاش إلى 128 ميغابايت. صحيح أن شونفيلد قد أقّر بصحة الحُجة المتعلقة بحل أزمة السعة التي توفرها “البلوكات الكبيرة” بصفته مطوّراً للعملات المشفرة وفسّر ذلك بأن “قوانين الاقتصاد سوف تشجّع المعدّنين على تنظيم مساحة البلوكات المصكوكة تلقائياً”، إلا أنه حث الناس على الأخذ بعين الاعتبار “الجهات الفاعلة غير المنطقية اقتصادياً” مثل العملات المنافسة والبنوك.
وأشار شونفيلد إلى أن الحُجة المضادة لحُجة زيادة مساحة البلوك هي أن يستثني البلوك من ليست لديهم القدرة على تشغيل عقدة كاملة full node؛ الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه أمام المركزية والتلاعب ببساطة. كذلك، فقد شدد شونفيلد أيضاً على أنه لا داعي لهذه الزيادة في واقع الأمر؛ إذ أن مساحة بلوك البتكوين كاش لم تقترب من 32 ميغابايت حتى.
ثم انتقل شونفيلد إلى التركيز على إعادة تفعيل أكواد العمليات التي أُوقفت عن العمل سابقاً، والتي تزيد من قدرات العقود الذكية ممكنة ضمن التطبيقات الأخرى. يُذكر أن ساتوشي ناكاموتو، مخترع عملة البتكوين، هو من أوقف أكواد العمليات المذكورة عن العمل بنفسه بسبب الأخطاء البرمجية وعدم الاستقرار اللذين نتجا عنها. ومع أن شونفيلد يعتقد أن إعادة تفعيل تلك الأكواد ستحقق نفعاً، فإنه شدد على ضرورة معالجة الثغرات المرتبطة بها قبل إعادة تشغيلها؛ ومن بين الحلول التي تقدّم بها المطوّر لتحقيق ذلك تنفيذ شبكة تجريبية Testnet لمدة 3-6 أشهر لتسوية أي مواضع خلل واكتشاف أي عيوب محتملة.
بالإضافة إلى ذلك، تطرق شونفيلد إلى ما أسماه “حجم السكريبت اللامحدود”، وهو مقترح آخر من شركة إن تشين n-Chain المختصة بأبحاث وتطوير تقنيات البلوكتشين من شأنه أن يكمّل المقترحين السابقين المتعلقين بزيادة مساحة البلوك وإعادة تفعيل أكواد العمليات، وهي ثلاثة مقترحات أطلقت شركة إن- تشين عليها اسم “رؤية ساتوشي” أو SV اختصاراً. يزعم المطوّر أن حجم السكريبت “غير المحدود” سوف يؤدي إلى ظهور “ثغرات اختراق جسيمة في ما يتعلق بهجمات الحرمان من الخدمة DDoS وتجاوز الحد الأقصى لسعة المكدس أو الذاكرة stack/memory overflow“. لكن عملة الإيثريوم (ETH) قد مرت بالمشكلة نفسها وتغلبت عليها عن طريق اعتماد عمولة شبكة الإيثريوم (GAS) كوسيلة للدفع لردع هجمات الحرمان الموزع من الخدمات (DDos). بيد أن شركة إن- تشين لم تقترح تنفيذ تلك الوسيلة إطلاقاً، وفقاً لشونفيلد.
وفي نهاية المنشور، يتطرق شونفيلد إلى مشكلة الافتقار إلى الإجماع في التصويت ويقارنها بالإجراءات المتبعة في عملة الباسكال كوين؛ إذ يقول: “حتى في عملة باسكال كوين، نخوض عملية التصويت على تفعيل جميع التغييرات المقترحة. صحيح أن القيمة السوقية لعملتنا بالكاد تبلغ 10 مليون، إلا أننا نظهر انضباطاً أكبر عند التصويت. فما حُجة البتكوين كاش إذن؟ إنها شبكة بمليارات الدولارات؛ ومثل هذه التغييرات الضخمة لا يجب أن تُطلق بهذا الشكل المتهور وفي مثل هذه الأطر الزمنية القصيرة”.
هذا وقد حظى تقييم شونفيلد لمقترح تطوير عملة البتكوين كاش بتأييد واسع من جانب مستخدمي موقع ريديت Reddit، فقد علّق مستخدم يدعى kondratiex قائلاً: “يبدو أن بيت القصيد هو كالآتي: لماذا يتعجل بعض مطوريّ البتكوين كاش تنفيذ هذا التطور دون أن يتواصلوا فيما بينهم حوله؟ لا يوجد ما يبرر هذا إطلاقاً؛ إذ أن تغيّر مدير تقنية المعلومات لدى الشركة ليس أمراً بهذه الأهمية، فضلاً عن أن سعة 128 ميغابايت ليست ضرورية إلى هذا الحد. إن إدخال التعديلات على أكواد العمليات يعني بلا شك أنه لابد من إجراء من النقاشات والاختبارات. لذلك، يجب إلغاء قرار تنفيذ المقترح في نوفمبر/تشرين الثاني 2018”.
واستطرد قائلاً: “على ما يبدو، فإن كل شيء قد بدأ ينهار مرة أخرى، حتى بعد اللجوء إلى الحلول البديهية مثل التخلص من بروتوكول الاستبدال بالرسوم (RBF) وتطبيق نظام سيغويت SegWit وإعادة سعة 32 ميغابايت وبعض أكواد التشغيل الأصلية وإعادة مقترح إضافة كود التشغيل OP_GROUP إلى سكربت شبكة البتكوين كاش. وبعد صراع محتدم دام سنة كاملة، تمكنت شبكة البتكوين كاش أخيراً من العودة إلى نقطة الصفر”.
وأضاف: “والآن، لا يبدو أن هناك توافق على الخطوة الحقيقية التالية في سبيل تطوّر البتكوين. ليس هذا فحسب، بل إن المشاكل الداخلية التافهة وجماعات متصيدي الإنترنت لصالح البلوكتشينات المختلفة قد عاودت الظهور مرة أخرى. وبدلاً من انتشار هاشتاغ #no2x على موقع تويتر، أصبح هاشتاغ #nChain، لكن ربما لا علاقة بين هذا وذاك”.
ثم أنهى تعليقه بقوله: “لقد بدأت أتقبل فكرة أن طريقة الكسور المستمرة هي الطريقة التي صُمم البتكوين ليعمل بها. بعد مرور كل هذه الأعوام، ما زال ساتوشي يعلّمنا عبقريته الفذة”.
أما المستخدم maff1989، فقد بدأ بشكر شونفيلد قائلاً: “شكراً لك على أنك أخذت من وقتك الثمين لكي تكتب لنا تحليلك الفني المتعمق وتوصياتك”.
ثم أضاف: “واقع الأمر هو أن كل ما تحتاجه شبكة البتكوين كاش من الآن فصاعداً هو المحافظة على وتيرتها الحالية بالاستعانة بقانون مور Moore’s Law. وفي حال تمكنت من ذلك، ونجحت في أن تنجو من المعركة الاجتماعية بين الشركات وبعضها التي تخوضها في الوقت الراهن، سوف تصبح قادرة على الفوز”.
وأنهى حديثه قائلاً: “عن نفسي، أرى أن المعدّنين + المستخدمين= المنظومة ذاتها، وأن المطوّرين = السياسيين”.
مع ذلك، ليس كل المستخدمين قد أيدوا رأي شونفيلد. مثال على ذلك: أحد مستخدمي الموقع اعتقد أن منشور شونفيلد ليس إلا حيلة منافس لإبطاء التقدم الذي تحققه شبكة البتكوين كاش.
يُذكر أن المستخدم، ويدعى جويل داليه، قد سخر من منشور شونفيلد قائلاً: “في السطر الأول من المنشور، يقول بكل صراحة: “أنا متحمس للبتكوين منذ وقت طويل، ومطوّر أساسي لعملة الباسكال كوين، وهي عملة أصلية تماماً وقابلة للتوسع إلى ما لا نهاية”. معنى ذلك أنه قد صنع عملة منافسة للبتكوين، لذا فمن مصلحته أن ينهار البتكوين وألا يحقق تعهده بأن يصبح عملة نقدية إلكترونية عالمية أصلية تماماً وقابلة للتوسع إلى ما لا نهاية وقائمة على نظام شبكات النظير إلى النظير peer2peer”.
في حين رد مستخدم آخر، يُدعى grmpfpff، بحُجة أكثر منطقية قليلاً، جاء فيها:
“شكراً لك على المعلومات التي قدمتها، لكن لا يسعني سوى القول بإن منشورك ما هو إلا رأي مختص لم تقدم فيه أي دليل قوي على أن أيّ من المقترحات التي تقدم بها البتكوين كاش سوف تشكّل “خطئاً فادحاً””.
وأضاف قائلاً: “من فضلك اطلّع على التفسيرات التي قدمها كلاً من أندرو ستون وبيتر ريزون حول هذه الموضوعات المنشورة في هذا الموضوع الفرعي؛ فهما قد قدما وصفاً أكثر تفصيلاً للمشكلات التي قد تحدث. يبدو لي أن حُجتك الرئيسية هي أن “هناك سبب لكون ساتوشي قد أبطل تلك الأكواد منذ 9 سنوات”، لكن يؤسفني أن أقول لك إن هذه الحُجة ليست كافية”.
واستطرد قائلاً: “بالإضافة إلى ذلك، فإن تلميحك إلى أن مجال أكواد التشغيل ومساحة البلوكات لم يُحقق أي تقدم البتة ينم عن جهل في رأيي”.
لكنه ختم تعليقه قائلاً: “لا تسيئ فهمي، أنت لست مخطئاً في كل ما قلته؛ لكنني أرى أنك
لم تأتِ بجديد هنا، إلى جانب أنني كنت أنتظر مزيداً من التفاصيل من شخص خصص فقرتين كاملتين من منشوره فقط ليشرح أنه يريد أن يوجّه تحذيراً إلى مجتمع العملات المشفرة بصفته مطوّراً لها”.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.