أخفق الاجتماع، الذي ضمّ تمثيل واسع من الأطراف المعنية بشبكة الإيثريوم لمناقشة تغييرات الكود التي يجب اتخاذ قرارات بشأنها قبل تحديث البرامج المقرر في أكتوبر/تشرين الأول، في أن يحقق نتائج فورية يوم الجمعة.

 

كان الهدف من اجتماع المطورين كل أسبوعين، والذي ضم هذا الأسبوع أغلبية معدني الشبكة وبعض المستثمرين البارزين، هو التوصل إلى توافق في الآراء بشأن التغييرات التي ستطرأ على الاقتصاديات الأساسية لشبكة الإيثريوم، وسرعة ترقياتها وطرق التعدين التي تدعمها، بالإضافة إلى تأسيس نظام قد يعالج المخاوف في الترقيات المستقبلية.

 

لكن الاجتماع، الذي استمر لمدة اقتربت من الساعتين، انتهى بقرار استمرار المناقشة، مع عقد اجتماع للمتابعة في 31 أغسطس/آب.

 

ومما زاد من ضرورة إجراء المحادثات ما يسمى بـ”قنبلة الصعوبة“، وهي جزء من الكود يجب أن يؤجل أو يُزال، من أجل تنفيذ تحديثات أسرع للبروتوكول.

 

وقد أدى الموعد النهائي المحدد في أوائل عام 2019 إلى تعقيد الإجابة عن أسئلة مثل هل يتعين إجراء تغيير في خوارزمية إثبات العمل لإزالة أجهزة التعدين المعدّلة من المنصة؟ وهل توزع مكافآتها بإنصاف؟ وهل يجب إجراء مثل هذه التغييرات معاً أم كلٌ على حدة؟

 

ولكن بما أن المعدنين والمطورين والمستثمرين جميعاً سيتأثرون بهذه القرارات، إذ سيكسب بعضهم المال أو يخسره بناءً على القرار المتخذ في النهاية، فقد تكون المحادثات هي الخطوة الأولى الأصعب في سبيل اتخاذ مثل هذه القرارات.

 

وقال رئيس الاجتماع هادسون جيمسون: “بصراحة لا أعرف كيف سنتخذ القرار. لا أعرف إلى أين سنمضي من هنا”.

 

مناقشة إصدار عملات الإيثريوم

 

وإذا نحينا مسألة عدم وجود عملية اتخاذ قرار صارمة جانباً، نجد أن المجتمعين قضوا كثيراً من الوقت في مناقشة كمية عملات الإيثريوم المصكوكة والموزعة مع كل بلوك معاملات يتم تعدينه.

 

دعا اثنان من المشاركين في الاجتماع، وهما براين فينتورو، رئيس قسم التكنولوجيا في شركة التعدين أتلانتك كريبتو Atlantic Crypto، ومطور البرامج ماثيو وايت، ليس فقط لخفض إصدار عملات الإيثريوم، بل ذهبا إلى الحدّ الذي طالبا فيه المطورين بالالتزام بوضع حد أقصى لإجمالي كمية عملات الإيثريوم التي يمكن إصدارها.

 

ستنحرف هذه الخطوة عن خرائط الطريق السابقة، التي بموجبها لن تتم يُطبق الحد الأقصى حتى تطبق خوارزمية إجماع قائمة على إثبات الحصة، والتي من شأنها إزالة الحاجة إلى أجهزة التعدين بالكامل.

 

وسعى آخرون إلى إعادة صياغة السؤال، ليصبح من مصلحة كل الأطراف التي تستخدم الإيثريوم – حتى المطورين الذين قد لا يحصلون بالضرورة على مكافآت.

 

فقال وايت “سيكون للتحكم في كمية الإصدار آثار جيدة بالنسبة للسعر، وهو أمر مهم بالنسبة لمرتبات ومشروعات المطورين ولتمويل مشروعات جديدة”.

 

وحذّر شين شو، الرئيس التنفيذي لتجمع تعدين خاص بالإيثريوم يسمى Sparkpool، والذي يدعم أكثر من 20% من معدل الهاش الخاص بشبكة الإيثريوم، في حديثه في الاجتماع من عواقب تخفيض معدل الإصدار أو مكافآت البلوك أكثر من اللازم.

 

وقال شين “توجد نقطة حاسمة وعندما نصل إليها سينهار كل شيء، ولن نتمكن من العودة. وفي رأيي أن تغيير حد الإصدار سيكون له أثرٌ كبير على الأمن”.

مقاومة أجهزة التعدين المعدّلة

 

ومع أنه من المتوقع استبدال التعدين القائم على إثبات العمل الخاص بعملة الإيثريوم في مرحلة لاحقة من خارطة الطريق، فقد واجهت الأطراف المعنية موضوعاً آخر مثير للجدل: هل سيؤدي منع استخدام الرقاقات المتخصصة التي يمكنها أن تطرد العديد من المعدنين المعتمدين على بطاقات الرسوميات اليوم؟

 

المسألة المطروحة هي الإصدار الأخير من أجهزة التعدين المعدّلة المتخصصة والمصممة لتحقيق أكبر قدر من الأرباح للمعدنين وإخراج ضعاف المتنافسين أو غير القادرين على شراء أحدث الأجهزة من السوق.

 

ولأن خفض حد الإصدار قد يؤدي فعلياً إلى خفض أجور المعدنين، فقد اقترح مطور الإيثريوم داني رايان أن حظر استخدام أجهزة التعدين المعدّلة من الشبكة قد يشكل “تسويةً معقولة” بالنسبة للمعدنين المعتمدين على بطاقات الرسوميات.

 

وقال جيمسون إن مثل هذا التغيير في الكود يمكن تنفيذه في هارد فورك لاحق، بعد ثمانية أشهر من تفعيل هارد فورك القسطنطينية Constantinople القادم. ومع ذلك، قد تكون الاختبارات المطلوبة كثيرة جداً بحيث لا يمكن تضمينه في الهارد فورك المخطط له في أكتوبر/تشرين الأول.

 

وفي الوقت الذي كان فيه إجماع واسع النطاق بين المعدنين على إبقاء أجهزة التعدين المعدلة خارج المنصة، فقد رفض العديد من المطورين مقترح تغيير الكود، قائلين إنهم “متشككين” في قدرته على تحقيق أهدافه.

 

وحذر آخرون من أن يؤدي التغيير الكبير جداً إلى إلحاق الضرر بالمعدنين المعتمدين على بطاقات الرسوميات، الذين حسّنوا معداتهم وفقاً لكود الإيثريوم.

 

في النهاية، حثّ جيمسون المشاركين على مواصلة النقاش عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأشار قائلاً: “من الآن وحتى يوم الجمعة المقبل، سيكون هناك المزيد من تعليقات المجتمع حول اقتراحات تحسين الإيثريوم ووجهات النظر المختلفة المطروحة أمامنا”.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.