كانت الايام السابقة مثيرة للاهتمام لعملة البتكوين، إذ اخترقت العملة المشفرة مستويات المقاومة أخيراً. وقد حدثت أغلب الأحداث المثيرة في بضعة دقائق فقط عندما زاد سعر عملة بتكوين 400 دولار في غمضة عين. إلا أنها لم تكن مصادفة أن يحدث ذلك بينما كانت منصة تداول العملات المشفرة الشهيرة Bitmex مقفلة. وقد تسبب ذلك في غضب عارمٍ من جانب المتداولين وانتشار نظريات المؤامرة الجامحة.

 

البتكوين تخترق مستويات المقاومة بينما كانت منصة Bitmex مقفلة

 

قبل الساعة التاسعة مساءً بقليل بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم 21 أغسطس/آب، اخترقت عملة البتكوين نطاق المقاومة الذي كانت عالقة بداخله لأسابيع لترتفع إلى مستوى 6800 دولار. كان المتداولون قد فقدوا الأمل في أن تخترق البتكوين نطاق 6100- 6600 دولار بدون مساعدة أحداث خارجية مهمة مثل أنباء عن صناديق المؤشرات المتداولة. وفي النهاية كانت من المفترض بتلك الأنباء أن تكون حدثاً صغيراً يؤدي إلى الاختراق الصعودي وارتفاع الأسعار.

 

بعد إغلاق منصة Bitmex للصيانة في التاسعة مساءاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة لمدة 30 دقيقة، افتتحت المنصة مجدداً في الموعد المحدد، في وضع إلغاء الصفقات فقط. وقد أصبح واضحاً أن هناك خطباً ما، الأمر الذي دفع المنصة لنشر تغريدة على موقع تويتر تقول “أبلغ بعض المستخدمين عن صعوبات في تسجيل الدخول”. استمر إلغاء التداول حتى العاشرة مساءً وبررت Bitmex ذلك بأن هجوم حرمان موزع من الخدمات DDoS قد أطال فترة الإقفال. ولكن بعض المتداولين لم يقتنعوا بذلك.

 

خسارات جبارة على المنصة

 

بينما كافحت سوق Bitmex حتى تعود إلى وضع الإتصال، لم يكن أمام المتداولين العالقين في صفقات البيع سوى مراقبة ما يحدث دون أن يستطيعوا فعل أي شيء في الوقت الذي كان يتم فيه تسييل صفقاتهم. غرد حساب Bitmex Rekt، وهو حساب غير رسمي يسجل طلبات تغطية الهامش على المنصة، عن “خسارات جبارة” بعد أن تمت الصفقة تلو الأخري.

 

تكاثرت نظريات المؤامرة في أعقاب “يوم الحساب” هذا، إذ اتهم البعض سوق Bitmex باقفال منصتها عن عمد لتحقيق الأرباح. لا توجد أدلة تدعم تلك المزاعم، لكن ذلك لم يوقف من تصاعد التكهنات بأن الأمر عبارة عن تواطؤ داخلي من موظفي الشركة. كان الأمر بالنسبة للنقاد بمثابة دليل آخر على إمكانية التلاعب بعملة البتكوين ومثالاً آخر لخطورة تداول الهامش. زعم النقاد أنه إذا أنهت منصة ما صفقات البيع وحققت أرباحاً من جراء ذلك من خلال إيقاف خدماتها فلا يوجد ما يدفعها للتصرف على نحو أخلاقي.

 

وهناك تفسير أقل إثارة للجدل يشير إلي أن منصة Bitmex كانت هدفاً لهجوم حرمان موزع من الخدمات DDoS قام به طرف ثالث يسعى للتلاعب بالسوق. في تلك الحالة، فقد نجح هذا الطرف بدون شك ويرجح أن يكون حقق أرباحاً كبيرة من هذا الهجوم.

 

ماذا بعد الاختراق؟

 

بغض النظر عن كيفية حدوث ذلك، فقد اخترقت عملة البتكوين مستوى المقاومة المقدر بـ6000 دولار الذي تم الدفاع عنه بضراوة لأسابيع عديدة. ومن المحتمل أن يصبح هذا هو مستوى الدعم الجديد للبتكوين. لكن مع اقتراب الأنباء المتعلقة بصناديق البتكوين المتداولة، فإن أي محاولات للتحليل الفني قد تصبح غير ذات قيمة، نظراً لأن السوق سوف تتحرك بعنف دون شك بغض النظر عن نتائج القرارات. قد تكون الأحداث المشابهة لما حدث لمنصة Bitmex دافعاً لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية لرفض تأسيس الصناديق المتداولة على خلفية إمكانية تعرض عملة البتكوين للتلاعب. ومع اقتراب عدد صفقات بيع عملات البتكوين من مستوى مرتفع قياسي، هناك أيضاً احتمالات حدوث ارتفاع مؤقت في الأسعار يُرغم المتداولين على شراء المزيد من عملات البتكوين لتغطية صفقاتهم. كانت المرة الأخيرة التي حدث فيها ذلك في 12 أبريل/نيسان عندما ارتفع سعر البتكوين بنحو 1000 دولار في يوم واحد.

 

بغض النظر عن النتائج فإن الأيام القادمة ستكون مثيرة للاهتمام للغاية للمتداولين إذ يحاولون توقع مجموعة من المتغيرات ويأملون ألا تغلق سوق Bitmex. تداولت السوق البتكوين بواقع 3.3 مليار دولار خلال أربعٍ وعشرين ساعة باستخدام رافعة مالية تصل إلى 100:1 في أغلب الصفقات. وتمثل المركزية المفرطة مشكلة متكررة في العملات المشفرة. وقد عبرت منصة Bitmex، بقيادة آرثر هايس الذي يتصف بالجاذبية والجرأة، عن المخاطر التي قد تحدث عندما ينفرد كيان ما بسلطة اتخاذ القرار.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.