على الرغم من تراجع قطاع العملات المشفرة، إلا أنها ما زالت أكثر الخيارات جاذبية لدول العالم الثالث ودول العالم الثاني الصغيرة. ويرجع ذلك جزئياً إلى السعي نحو تعميق العلاقات الاقتصادية مع باقي دول العالم، خاصةً أن العملات المشفرة لا تتطلب موافقات بنكية للانخراط في تداولها. لذلك لفت هذا القطاع أنظار الجزر الصغيرة الباحثة عن طرق لتلبية احتياجاتها الاقتصادية عبر هذه العملات، وانضمت إلى هذا الركب مؤخراً جزر الأنتيل الهولندية.

بنكها المركزي في جزيرتي كاراساو وسانت مارتن CBCS هو صاحب هذه المبادرة الساعية إلى تطوير نسخة مشفرة من النظام الإيكولوجي القائم بالفعل. عند اكتمال هذا المشروع الجديد، ستتاح لمواطني الجزر خدمات الدفع الرقمية، لذلك وقع البنك المركزي مؤخراً مذكرة تفاهم مع شركة بيت المحدودة Bitt، صانعة عملة البيت، وهي شركة تعود ملكيتها إلى شركة ميديشي فينتشرز Medici Ventures، إحدى الشركات الداعمة لاستخدام العملات المشفرة.

وفي بيان صحفي، صرح رودن آدامز المدير التنفيذي لشركة بيت بأن “مذكرة التفاهم تفسح مجالاً أمام التعاون وتبادل المعلومات لدراسة الجدوى، والتي تهدف إلى تحديد قابلية البنك المركزي وقدرته على إصدار عملة غيلدر هولندي مشفرة ضمن النظم المالية الخاصة بكل دولة عضوة بالاتحاد النقدي”.

ومما يثير الاهتمام أن هذا البنك المركزي فضَّل عملة مشفرة جديدة على عملات أخرى أكبر حجماً، فكان بإمكانه اختيار عملة البتكوين كاش إن كان الهدف استخدامها في المعاملات المالية الفردية، فكثيراً من الدول المهتمة بالعملات المشفرة قد تعاونت مع صانعي عملة البتكوين كاش، ومنها قبرص.

تسعى الدول الصغيرة للانخراط في سوق العملات المشفرة للنهوض باقتصاداتها، غير أن دولاً أخرى مثل فنزويلا وإيران وروسيا تعتبر هذه الأصول وسيلة للهروب من العقوبات الاقتصادية. وللأسف بات سوق العملات المشفرة في هذه الدول يزخر بالمستهلكين المرتابين، ممن يرون أن العملات المشفرة ليست سوى وسيلة أخرى تستخدمها بلادهم في تتبع أنشطة مواطنيها.

وفي خضم هذه الأجواء السلبية، يؤمن البنك المركزي CBCS بقدرة هذه العملة المشفرة على إحداث تغيير إيجابي في جزيرتي كاراساو وسانت مارتن. كذلك تدرك ليلى ماتروس لاستن، الرئيسة المنتدبة للجزيرتين، “الإمكانات الإبداعية والتقنية” التي توفرها هذه الفرصة.

وقالت ليلى في بيانها: “يمضي بنكنا المركزي بخطى ثابتة نحو مجابهة التحديات استباقياً باستكشاف أحدث التقنيات المتوفرة، ومنها تقليص مستويات استخدام الأوراق النقدية داخل الاتحاد النقدي، وتحديد معايير أكثر أماناً، بما يتوافق مع سياسات معرفة العميل ومكافحة غسل الأموال، ويهدف أيضاً إلى توفير معاملات مالية أكثر فعالية في الجزيرتين”.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.