ليقل بول كروغمان، الاقتصادي الأميركي الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد لعام 2008، ما يشاء عن شكه في جدوى استخدام تقنية البلوكتشين ؛ فلن يمنع هذا التقنية من أن تصبح محط اهتمام البحوث من أعلى المستويات.

 

إذ أن المجلس الوطني للبحوث في كندا (NRC) قد أصدر في الآونة الأخيرة إعلاناً كشف فيه عن إطلاقه مبادرة تهدف إلى دراسة إمكانية استخدام تقنية البلوكتشين في مجالاتٍ معينة.

 

وبوصفه منظمة البحوث الرائدة لدى الحكومة الكندية، لطالما كان المجلس الوطني للبحوث في طليعة الجهود الرامية إلى تحليل بعض التقنيات الناجحة من جميع أنحاء العالم وكيفية الاستفادة منها بفعالية. من هذا المنطلق، واستكمالاً لهذا التقليد، سوف يجري المجلس الوطني للبحوث “تجربة حيّة” لمنصة الإيثريوم من خلال برنامجه لمساعدة الأبحاث الصناعية (NRC IRAP).

 

لكن هدف المنظمة من إجراء هذه التجربة ليس العملات المشفرة ذاتها، بل أحد المفاهيم المبتكرة الأخرى التي تقدمها منصة الإيثريوم: خاصية العقود الذكية.

 

ما الذي ستتناوله الأبحاث في العقود الذكية بالظبط؟

 

بما أن مهام تقنية البلوكتشين ذاتها قائمة على تشارك البيانات بأسرع طريقة ممكنة مع ضمان الشفافية والأمان والسلامة من أي تعديلات، فإن الحكومة الكندية تفكر في استخدامها في صياغة العقود الحكومية وتخزينها وتشاركها بمزيد من الكفاءة والفعالية.

 

يقود هذا المشروع برنامج مساعدة الأبحاث الصناعية التابع للمجلس الوطني للبحوث في كندا، بشراكة بحثية مع شركة كندية لإدارة منصات البلوكتشين، تدعى Bitaccess، وسيحصل المشروع على التمويل اللازم من أحد البرامج الحكومية الكندية.

 

بفضل اجتماع عقليات وجهود تلك الجهات وتضافرها سوياً، بدأ المشروع مرحلة التنفيذ الحي بالفعل؛ إذ يعمل برنامج مساعدة الأبحاث الصناعية حالياً على بلوكتشين الإيثريوم عبر صياغة “الاتفاقات المساهمة” وتخزينها وتحديثها بهدف معرفة مدى بساطة هذه العملية وسهولة استخدامها فعلياً، ومدى أمان المعلومات المخزنة بعد ذلك.

هذه ليست سوى البداية!

 

لا يقتصر المشروع على التعرف على مدى فعالية العقود الذكية فيما يتعلق بالاتفاقات الحكومية فحسب، بل يهدف أيضاً إلى تقدير إمكانية تطبيق العقود الذكية على استخدامات أخرى قد تكون ذات فائدة للحكومة.

 

وتحقيقاً لهذه الغاية، يسعى المجلس الوطني للبحوث في كندا إلى جمع المعلومات والآراء حول هذه التجربة، على أمل أن يتمكن من تطوير سبل مجدية للاستفادة من تقنية البلوكتشين الثورية وإتاحتها من أجل ضمان شفافية الحكومة والهيئات التابعة لها.

كيف لذلك أن يعود بالنفع على مجتمع البلوكتشين؟

 

هذه أخبار مفرحة للغاية بالتأكيد!

 

فجميع أعضاء مجتمع البلوكتشين والعملات المشفرة تقريباً يعلمون الفوائد التي تقدمها العقود الذكية لمستخدمي تقنية البلوكتشين، والتي لا تقتصر على مجالٍ واحدٍ فقط، بل يمكن تكييفها مع مختلف الأوضاع: أي أن لها إمكانيات غير محدودة تقريباً، تماماً كما هو الحال بالنسبة لتقنية البلوكتشين.

 

وفي حالة هذا المشروع، فإن برنامج مساعدة الأبحاث الصناعية التابع للمجلس الوطني للبحوث في كندا قادر على الاضطلاع بهذا المشروع تماماً؛ أي أنها مجرد مسألة وقت حتى تعلن المنظمة عن اعتزامها ابني تقنية البلوكتشين إلى الأبد، تماماً مثل كل الجهات التي اختبرت تقنية البلوكتشين قبلها.

 

لكن العملية لا تزال في مهدها، ولا يزال هناك الكثير من العمل المطلوب في هذا الصدد. لذلك، سنوافيكم بالمستجدات أولاً بأول ونطلعكم على أي أخبار جديدة بمجرد الإعلان عنها.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.