إذا كنت قد فكرت يوماً في الحصول على جنسية رقمية افتراضية، فهناك بضعة خيارات جديدة متاحة، من بينها “جمهورية ساتوشي ناكاموتو” والأرض السوفييتية” على البلوكتشين. صحيحٌ أن “جوازات السفر المشفرة” تأتي عادةً بعروض عملات ربما لا تكون مهتماً بها، لكن دول البلوكتشين تعد أيضاً بالعدالة الاجتماعية، ونماذج حكمٍ جديدةٍ أو منسيةٍ، والحق في التصويت لجميع مواطنيها.

 

إطلاق “أرض السوفييت” روبلاً مشفراً

 

فكرة الدولة المشفرة، أو جمهوريات البلوكتشين، ليست بجديدةٍ لكن إستراتيجيات التسويق للترويج لها تتغير طوال الوقت. وقد قرَّر أصحاب آخر هذه المشروعات جذب “المواطنين” باستثارة الحنين لدولةٍ مبادئها التأسيسية مختلفة جداً عن الأسس السياسية لمجال العملات المشفرة. لقد أُعلِن حديثاً عن “أرض السوفييت” القائمة على البلوكتشين في الاتحاد الروسي، خليفة الاتحاد السوفييتي الذي تفكك في 1991. وبعد قرابة ثلاثة عقودٍ، يأسف كثيرٌ من الروس على ضياع أمان الحقبة السوفييتية لأن الحرية السياسية لم تجلب انتعاشاً اقتصادياً على الإطلاق.

 

ومن المخطط أن تكون “أرض السوفييت” تصوراً رقمياً للاتحاد السوفييتي، بدستورٍ خاصٍ وجنسيةٍ ونظام تأمين اجتماعي. ويستهدف المشروع المولودين في الاتحاد السوفييتي السابق وأبناءهم. والاتحاد السوفييتي القائم على البلوكتشين له عملته المشفرة الخاصة، الروبل المشفر SCLR الخاص بأرض السوفييت. ويُفترض أن يدعم توكن الروبل المشفر كل المعاملات في أرض السوفييت وينبغي استعماله في الدفعات النقدية، سواءٌ “الدولية” أو بين الشخصيات المعنوية والأفراد داخل الدولة الافتراضية.

 

وهناك أيضاً حافز للمواطنين الجدد، إذ يعد مؤسسو دولة البلوكتشين بتعويض كل الناس الذين امتلكوا أرصدةً في مصرف التوفير التابع للاتحاد السوفييتي بتمويلات من “العملة المشفرة القومية”. لكن ما زال على المطوِّرين الإجابة على سؤالٍ مهم: أيمكن استبدال بالروبلات المشفرة عملات نقدية وسحبها بطلب مالكها؟

وفقاً لصانع أرض السوفييت أندريه ميلينين، تهدف الدولة إلى منح مواطنيها الفرصة لاسترجاع العدالة الاجتماعية والمشاركة في الحكومة. لكن ثمة مشكلة صغيرة، فهو يزعم أن الاتحاد السوفييتي القائم على البلوكتشين سيكون مبنياً على “نظامٍ مركزيٍّ لحكومةٍ فرديةٍ”. والسؤال هو: كيف لدولة البلوكتشين، اللامركزية بطبعها، أن تعمل تحت نظام إدارة مركزية؟

 

نصب جمهورية البلوكتشين تمثالاً لساتوشي

 

من الاقتراحات الأخرى في مجال الدول المشفرة أو دول البلوكتشين هي جمهورية ساتوشي ناكاموتو. سينفِّذ المشروع عما قريب عرضاً أولياً للعملة ICO لجمع التمويلات التي يحتاجها للإنفاق على خططٍ طموحةٍ، بما فيها شراء جزيرةٍ تُبنى فيها مدينة ساتوشي ناكاموتو وتُؤسَّس بها “جمهورية بلوكتشين افتراضية لامركزية”.

 

وحدد المشروع الأوكراني الناشئ ضمن مهامه التزاماً بإقامة نصبٍ تذكاريةٍ حقيقيةٍ وافتراضيةٍ لصانع البتكوين في جميع أنحاء العالم وبتشييد “أكبر نصب تذكاري (حقيقي)… تكريماً لاسم ساتوشي ناكاموتو” في مدينته المخطط لها بنفس الاسم.

 

لقد أعلنت الشركة بالفعل عن أول مشاريعها: مبادرة لإقامة نصب تذكاري لساتوشي في كييف، عاصمة أوكرانيا. والخطة هي وضع التمثال في نفس الموضع السابق لتمثال فلاديمير لينين، مؤسس الاتحاد السوفييتي وزعيمه، قبل أن يسقطه المحتجُّون ويدمرونه في أعمال شغب شتاء 2013. وسيكون هناك نصبٌ تذكاريٌّ افتراضيٌّ لساتوشي، عبارة عن تمثالٍ رقميٍ يمكن رؤيته بواسطة تطبيق على الهاتف.

 

من الأهداف الرئيسية لجمهورية ساتوشي ناكاموتو “صنع نموذجٍ جديدٍ للحكم، يكون لكل المواطنين فيه الحق في التصويت المبنيِّ على البلوكتشين” لضمان “استحالة التزوير”. وتطلب الجمهوري أيضاً، بجانب المواطنين، سفراء وأعضاء مجلس نواب. وستصدر الجمهورية الافتراضية توكن عملتها المشفرة الخاص بها SNRC، وتبيعه وتستعمله.

 

البنك المركزي الروسي يحذر من المخططات الهرمية للعروض الأولية للعملات

وبينما لا يزال مصير هذه المشاريع وغايته النهائية مبهمةً، أبلغ البنك المركزي الروسي عن موجة جرائم جديدة مرتبطةٍ بالمخططات الهرمية المالية. فقد مرت روسيا والدول الأخرى في الكتلة الشرقية بتجارب سيئة معها في التسعينيات، وتتزايد أعدادها مرة أخرى.. ويزعم البنك المركزي الروسي الآن اكتشاف 80 مخطط منها يستغل العملات المشفرة لاجتذاب المستثمرين، منذ مطلع هذا العام.

 

وقال أحد ممثلي البنك مؤخراً إن الحد الأدنى للاستثمار في هذه المخططات الاحتيالية يتراوح حالياً بين 80 ألف و100 ألف روبل (1250 إلى 1500 دولار أميركي)، وهذا رقم أعلى كثيراً من المخططات الهرمية المالية “التقليدية”، إذ تراوح الحد الأدنى فيها بين 30 ألف و50 ألف روبل (500 دولار و800 دولار). وأشار مسؤول البنك إلى أن كثيراً من هذه المشاريع يقدم نفسه في صورة عروضٍ أوليةٍ للعملات.

وقد كشف تقرير منشور في وقتٍ سابقٍ من هذا العام أن الشركات الناشئة المخصصة للعروض الأولية للعملات قد جمعت بمساعدةٍ روسيةٍ 310 مليون دولار قبل نهاية العام الماضي. ووفقاً لدراسة أخرى، استضاف الاتحاد الروسي ستةً من أهم 100 مشروع للعروض الأولية للعملات. إلا أن بحثاً أكاديمياً نُشر في يوليو/تموز قد بيَّن أن أقل من نصف إجمالي مشاريع العروض الأولية للعملات يصمد خلال الشهور الأربعة الأولى بعد بيع التوكنات.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.