تصدرت قضايا اختراق البيانات، خاصةً تلك المرتبطة بالشبكات الاجتماعية، الكثير من العناوين الرئيسية في السنوات الأخيرة. الأمر الذي أدى إلى رواج سمعة البلوكتشين كطريقةٍ مثالية لتأمين بيانات المستخدمين.

اكتسبت تقنية البلوكتشين الكثير من الاهتمام حتى الآن بسبب قدرتها على إنشاء معاملات آمنة باستخدام العقود الذكية. فواحدةٌ من أحدث وقائع سرقة المعلومات والمعروفة باسم قضية كامبريدج أناليتيكا قضت على 40 مليار دولار من القيمة السوقية لشركة Facebook في ضوء الفضيحة التي كشفت عن انتهاك البيانات الشخصية لعشرات الملايين من المستخدمين. وسرعان ما انضمت عملاقة الشبكات الاجتماعية المَملوكة لمارك زوكريبرغ إلى شركات Yahoo وeBay وEquifax في التعرض لاختراقٍ خطير للبيانات خلال السنوات الخمس الماضية. لكن هل يمكن أن تصبح شبكة التواصل الاجتماعي المبنية على بلوكتشين بمثابة الحل الشامل لحماية أولئك المُهددين: المستخدمين اليوميين للإنترنت؟.

مفهوم شبكة التواصل الاجتماعي المبنية على بلوكتشين

البلوكتشين هي آليةً لتسجيل تبادل البيانات والتحقق من أنَّ كل معاملة مُصرَّح بها. وتتمتع التقنية الآن بشعبيةٍ كبيرة داخل القطاع المالي، وتنطوي على منافع جدية للمجموعات التي تطلب البيانات من أي نوع وتستضيفها وتتبادلها.

تُعتبر جميع المعلومات في البلوكتشين لامركزية، وتسمح للمستخدمين بمراقبة بياناتهم ووجهتها. وهذه الميزة الثانية مهمة جداً عند التحدث بالأخص عن حالة Facebook وقضية تسريب البيانات، لأنَّ المستخدمين كانوا سيلاحظون عند محاولة طرف ما الوصول إلى معلوماتهم.

.

في عالم الأعمال، يتمثل الهدف النهائي من البلوكتشين في توفير عملية أكثر أماناً لتبادل البيانات عبر استخدام “التوقيعات الرقمية” للسماح بالمعاملات. ويُسجَّل كل شيء ويُشفَّر في نظام لا يمكن تغيير أي شيء فيه، مما يساعد على إبقاء المحتالين بعيداً.

أين ستعمل

تواجه الشبكات الاجتماعية والعديد من الشركات الأخرى تهديداً مستمراً من المُخترقين عبر الإنترنت في جميع أنحاء العالم. وتُعتبر شركات مثل Facebook أهدافاً رئيسية لهذه الأفعال الإجرامية بسبب اكتنازها لقدرٍ ضخم من بيانات المستخدمين، التي أصبحت عملةً قيّمة على الإنترنت العميق.

أما عن القضايا الجانبية كالحفاظ على شعبية المواقع لن تقوم إلا بتصعيب الأمور على المواقع البديلة لفيسبوك للإبقاء على صورتهم وعدد مستخدميهم وبالتالى فإن تسريب البيانات يعّد اسوأ كوابيسهم التي قد يواجهونها.

ومع ازدياد طول قائمة هذه الاختراقات، تزداد شعبية البلوكتشين كإجراءٍ مضاد. وللتأكد من ملاءمتها وكفائتها، يمكنك الاستعانة بالتقارير حول تطوير جوجل لتكنولوجيا متعلقة بالبلوكتشين للخدمات السحابية مثل Google Drive وGmail.

ستسجل هذه التكنولوجيا المعاملات المختلفة للبيانات وتوفر طريقة لشركة Google لطمأنة المستخدمين بأنَّ معلوماتهم في أيدٍ أمينة.

واستلهمت منصات كاملة من تقنية البلوكتشين فكرة حماية بيانات المستخدمين وتوفير مكانٍ أكثر أماناً للناس لتبادل مختلف المعلومات.

من هذه المنصات APPICS، وهي عبارة عن شبكة اجتماعية جديدة لنشر الصور على غرار إنستغرام، لكنَّها تدفع لمستخدميها مقابل الوقت الذي يقضونه على المنصة. تعتمد الشبكة بالكامل على تقنية البلوكتشين، وأنشأت الشركة مقدمةً سهلة للتقنية، وهو موضوع يصعب فهمه بالنسبة للكثيرين، وتقوم بتسويق فكرتها اعتماداً على فكرة حماية بيانات المستخدمين.

الخلاصة

أثبتت البلوكتشين قدرتها على حماية بيانات المستخدمين في مواجهة التهديدات المتزايدة لسلامة تلك البيانات.

ويقول أناتولي ليتوفتشينكو، مدير مكتب هندسة وتطوير البرمجيات في شركة ELEKS: “تؤثر البلوكتشين بالتأكيد جذرياً على كيفية تفاعل الناس مع بعضهم. وتُستَخدَم التقنية بشكلٍ رئيسي في مجال التمويل والقانون في الوقت الحالي، لكنَّ إمكانياتها غير محدودة. وفي ما يتعلق بزيادة الأمان في الشبكات الاجتماعية، لا أعتقد أنَّ البلوكتشين هي حل جيد للحفاظ على أمان جميع رسائل المستخدمين، لأنَّ حجم البلوكتشين الكامل سيكون أكبر من أن يُستَخدَم، وبالتالي سيكون الأداء ضعيفاً”.

وأضاف: “لكن يمكن استخدام البلوكتشين بنجاح لإرسال رسائل خاصة على سبيل المثال. فباستخدام المفتاح العام للمستخدم A كمفتاح للشفرة، يمكن للمستخدم B تشفير الرسالة ووضعها على شبكة اجتماعية، وفي هذه الحالة، يكون المستخدم A هو الشخص الوحيد الذي يمكنه فك تشفير تلك الرسالة. وإذا لزم الأمر، يمكن تسجيل حقيقة إرسال الرسالة وتخزينها في البلوكتشين”.

تتنبأ العديد من الدراسات بزيادة حالات استخدام البلوكتشين مع تهافت الشركات على تطوير منصات وتطبيقات جديدة تعتمد بالأساس على التقنية. وتلك الزيادة ستكون طبيعيةً مع الزيادة في تسريبات البيانات، التي يبدو أنَّها تُخلف ضحايا جدد كل أسبوع.