حطام سفينة روسية وكنز غارق .. ما علاقتهم بعملية احتيال عملات رقمية محتملة؟

تدّعي شركة كائنة بكوريا الجنوبية اكتشافها حطام السفينة الحربية الروسية Dmitrii Donskoii المُقدر عمرها بـ113 عامًا، التي تحتوي على ما يزيد عن 100 مليار دولار من الذهب المفقود، وبينما لم تُحل حتى الآن مسألة لمَن تعود حقوق امتلاك الكنز، فقد خرجت منصة تداولات رقمية تعرض على مستخدميها “تقاسم أرباح” كنز السفينة الغارقة.

اكتشاف بقيمة 100 مليار دولار؟

أعلنت Shinil Group، الكائنة بكوريا الجنوبية، عن اكتشافها حطام سفينة Dmitrii Donskoii، وهي سفينة بحرية تعود للإمبراطورية الروسية، ويُعتقد أنها غرقت عام 1905 بعد قتال مع السفن الحربية اليابانية، وفقًا لتقارير نشرتها رويترز والتلغراف في 19 يوليو/ تمّوزالجاري.

اكتشف فريق من الخبراء من كوريا الجنوبية وبريطانيا وكندا الحطام في 15 يوليو/ تمّوز 2018، تحت إشراف Shinil Group، كما تمكن الفريق من قراءة الاسم على السفينة الغارقة باستخدام الغواصات، الأمر الذي أكد هوية السفينة.

أوضحت الشركة في بيان إعلانها عن الاكتشاف أن “أضرارًا جسيمة لحقت بجثمان السفينة بسبب القصف، إذ وجدنا مؤخرة السفينة محطمة تقريبًا، ومع ذلك فإن سطح السفينة وجانبيها محميان بشكل جيد”.

يُعتقد أن السفينة غرقت وهي تحتوي على 5500 صندوق من سبائك الذهب، بالإضافة إلى 200 طن من العملات الذهبية، وقالت Shinil Group: إنها سوف تثبت صحة هذه الادعاءات من خلال إذاعة لقطات من الاكتشاف في مؤتمر صحفي الأسبوع المقبل.

صرح Park Sung-jin، ممثل Shinil Group، لرويترز، قائلًا: “نعتقد أنه يوجد صناديق ذهبية، وذلك لكونه أمرًا مُثبتًا تاريخيًا”، واصفًا الصناديق بأنها “محطمة بشدة”، وهي إشارة إلى احتوائها على “أشياء ثمينة للغاية”.

وإذا ما أُثبتت صحة تلك الادعاءات، فإن قيمة الكنز الغارق ستكون أكثر من 100 مليار دولار مُقدرة بقيمة السوق الحالية.

لمن تعود حقوق امتلاك الكنز الغارق؟

لم تُحدد حقوق امتلاك الكنز الغارق حتى الآن، على الرغم من تأكيد هوية السفينة الغارقة، إذ إنه يوجد متنافسون آخرون مع Shinil Group على حقوق امتلاك الكنز، أولهما المعهد الكوري لعلوم وتكنولوجيا المحيط “KIOST” المُدار من قِبل الحكومة، فهو يزعم اكتشافه للحطام، عام 2003، والمنافس الثاني هو شركة Don-Ah Construction- المفلسة حاليًا- التي تدعي هي الأخرى عثورها على الحطام، عام 2001، والأمر الذي زاد الطين بلة، هو خروج Yevgeny Zhuravlev، رئيس متحف التاريخ العسكري الروسي Vladivostok لأسطول المحيط الهادئ، معلنًا تبعية السفينة لروسيا بموجب القانون البحري الدولي.

قالت متحدثة باسم وزارة شؤون المحيطات والثروة السمكية في كوريا الجنوبية لرويترز: إن تحديد ملكية الحطام في حاجة إلى اتفاق عدد من الوكالات، بما في ذلك وزارة الشؤون الخارجية التي أفادت التقارير بأنها لم تناقش القضية بعدُ مع الحكومة الروسية.

من المفترض أن تتسلم الحكومة الروسية تلقائيًا نصف الكنز- إذا وجد- بغض النظر عمن ستؤول له ملكية كنز سفينة Dimitri Donskoii، وإذا وجد أن Shinil Group هم أول من اكتشف السفينة، فإن الشركة سوف تتبرع بـ10% من الكنز لمبادرات خلق الوظائف لرئيس كوريا الجنوبية Moon Jae-in، بالإضافة إلى المساعدة في تمويل مشاريع تنموية كورية أخرى، وفقًا لما قاله Park ممثل الشركة.

هل هو اكتشاف أم مجرد عملية احتيال للعملات الرقمية؟

ظهر موقعان على الساحة، ما أضاف بعض الإثارة لتلك القصة المربكة بالفعل، يملكان صلة واضحة باكتشاف السفينة والكنز الغارق.

الموقع الأول هو لمنصة تداول عملات رقمية، أُطلقت حديثا باسم Donskoi International Exchange، التي وعدت مستخدميها بمشاركة أرباح السفينة من خلال منح عملات Shinil الذهبية “SGCs”، وفيما يبدو أن الموقع الثاني، الذي كشف عنه Bitcoinist أثناء إجراء تحقيقاته، يروج  لعرض عملة أولي ICO قادم من أجل عملة Shinil الذهبية المذكورة بالأعلى، وتتطابق شعارات وتصاميم كلا الموقعين تقريبًا، كما أن كليهما يدعي العمل تحت Shinil Group.

من المثير للاهتمام، أن تلك المواقع تتشارك مضيف الويب ذاته، وتسرد جهات الاتصال الإدارية نفسها في بيانات WHOIS الخاصة بها، التي يمكن الاطلاع عليها هنا وهنا، كما أن العنوان المدرج لكل من أسماء النطاقات لا ينتمي إلى Shinil Group ولا إلى مضيف مواقع الويب، بل إلى مركز تسوق يوجد في سيول عاصمة كوريا الجنوبية.

أصدرت هيئة الإشراف المالي في كوريا الجنوبية بيانًا حول الموضوع موضحةً فيه أنه “يجب أن يكون المستثمرين حذرين؛ إذ من الممكن أن يتعرضوا لخسائر هائلة إذا ما صدقوا شائعات دون وجود حقائق ملموسة بشأن استرداد سفينة الكنز”، وقال Park لرويترز: إن Shinil Group لا تنتمي بأي شكل من الأشكال إلى منصة التداول، وقد تواصلت Bitcoinist معهم للحصول على تعليق بشأن عرض العملة الأولي، لكنها لم تتلق ردًا بعد.