أحدثت البلوكتشين ثورة في الكثير من الصناعات المختلفة، إذ يستخدم الآن عدد متزايد من المسوقين الرقميين التكنولوجيا كوسيلة مساعدة لهم في مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك معرفة عدد إعلاناتهم التي يتم عرضها فعلياً من ِقبل الأشخاص الحقيقيين.
يتجه كثير من المُعلنين للبلوكتشين الآن لعدة أسباب مختلفة، إذ يأمل البعض أن تؤدي التطورات الجديدة إلى زيادة سرعة شبكات البلوكتشين وتمكين المعاملات الإعلانية الرقمية من تحقيقها في الوقت الحالي.
ويرى آخرون ثبات البلوكتشين كميزة عندما يتعلق الأمر بإثبات العمل، حيث يواجه بعض المعلنين مشكلات مع الناشرين بشأن عدد مرات الظهور التي تم تقديمها في الحملة الإعلانية، فلذلك يُنظر إلى البلوكتشين كأداة تحقق لضمان التكلفة المناسبة.
الشفافية هي المفتاح
تُعتبر الشفافية عامل مهم جداً لكثير من كبار المعلنين، ولهذا تجذب البلوكتشين الكثير من الاهتمام، فالعديد من المعلنين يقلقون من هدر المال على الحملات التي قد لا تشاهد إعلاناتها سوى روبوتات الكمبيوتر – وليس الأشخاص الحقيقيين.
هناك أيضاً مخاوف حول الوسطاء الذين يسرقون الكثير من النفقات، إذ تعتقد شركة Warc المتخصصة في الاستخبارات التسويقية أن 40 سنتاً من كل دولار يُنفق على ما يسمى بـ “إعلانات برمجية” تصل إلى الناشر، بينما تجد البقية طريقها في كثير من الأحيان إلى جيوب سلسلة طويلة من البائعين مباشرة بين المسوق وموقع الويب.
وعلى الرغم من أن المسوقين لديهم القدرة على المراجعة والتدقيق لحملاتهم يدوياً، فإن العديد منهم يرون البلوكتشين كحل أكثر سلاسة وأسرع لمراجعة الإنفاقات وإبراز أي تناقضات قد تحدث.
ونتيجة لذلك، بدأ عدد متزايد من كبار المعلنين في تحويل أعينهم إلى البلوكتشين، أماكن مثل Aneheuser-Busch وInBev وAT & T وNestle ليست سوى بضع شركات بدأت في استخدامها للمساعدة في المساعي الإعلانية الخاصة بها.
بدأت Nestle باختبار منتج يدفع للمسوقين الإعلانيين على القدر الذي ينفذوه في عملهم حسب الاتفاق بينهم، ويقال أن نظام الدفع المبسط هو خطوة في الاتجاه الصحيح مقارنة بالطرق التقليدية.
قبول مطرد ومتزايد
يقول Lucas Herscovivi، نائب رئيس شركة Aneheuser-Busc للتسويق العالمي، أن التكنولوجيا الجديدة تدور حول ضمان “أننا نصل إلى المستهلكين بأكثر الطرق ملاءمة”، ويعتقد أن معظم وسائل الإعلام التصويرية “ستنتقل إلى البلوكتشين وتؤسس أعمالها عليها” في السنتين أو الثلاث سنوات المقبلة.
برز عدد من الشركات لمساعدة الكيانات والمؤسسات على الوصول إلى المشاهدين، مع تزايد الترابط بين الإعلانات والبلوكتشين، وتركز على سبيل المثال شركات ATM Chain على صناعة الإعلانات الإعلامية في الصين وتستخدم البلوكتشين للوصول الى المشاهدين، مما يعزز التفاعل معها ويؤدي إلى أفضل مقاييس شاملة لها.
على الرغم من أن تقنية البلوكتشين أصبحت اتجاهاً شعبياً في عالم الإعلان الرقمي، إلا أن البعض يشعر بالقلق من عيوبها، إذ يمكن أن تكون تكلفة التنفيذ حاجزاً كبيراً بالنسبة لبعض الشركات، فالعديد من شبكات البلوكتشين اليوم لا يمكنها إلا التعرف على المعاملات وتصفيتها في دقائق، بينما تستطيع المنصات الإعلانية معالجة الملايين من المعاملات في الثانية الواحدة.
لكن هناك آخرين يعتقدون أن مميزات البلوكتشين سوف تفوق سلبياتها، إذ يرى الكثيرون تقنية البلوكتشين في صناعة الإعلانات عبر الإنترنت أداة مفيدة لاستعادة ثقة الجمهور بهم، لاسيما في أعقاب الفضائح المتعلقة بممارسات جمع البيانات الأخيرة في الانتخابات الأمريكية.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.