برنامج “شارع سمسم” يسعى إلى تخصيص حلقات لتعليم أسس تقنية البلوكتشين للأطفال

يجد معظم البالغين صعوبة في شرح الأساسيات المتعلقة بكيفية عمل تقنية البلوكتشين. لذلك، يعتزم برنامج “شارع سمسم” شرحها والتعريف بها حتى لا تواجه الأجيال القادمة هذه المشكلة. حالياً، قامت شركة استثمار رأسمالي تابعة لسلسلة العلوم الترفيهية الخاصة بالأطفال بالاستثمار في إحدى الشركات الراغبة في مد الأطفال بألعاب المكعبات الخاصة بالعملات الرقمية.

من المؤكد أنه من المزعج معرفة أن واحدة من أبرز المؤسسات غير الربحية في الولايات المتحدة الأمريكية اضطرت إلى التخبط في عالم تمويل رأس المال الاستثماري الذي يشوبه الفساد من أجل المساعدة على تأطير الأطفال وتعليمهم. عموما، لم يتم إنشاء شركة “Sesame Ventures” بهدف استغلال الأموال المتأتية من إيرادات الشركة الأم، والتي تعرف باسم “Sesame Workshop”.

الهدف الرئيسي

يكمن الهدف الرئيسي من إنشاء “Sesame Ventures” ببساطة في الترويج إلى مناهج تعليمية مبتكرة موجهة خصيصاً للأطفال. وخلال سنة 2016، صرح الرئيس التنفيذي، Jeffrey Dunn، لمجلة Newyorker قائلا: “في البداية، كان هذا المكان يمثّل مصدر إزعاج. كنا بمثابة “خلية عمل” عندما بدأنا بالعمل في المرآب، على عكس ما حدث حينما انتقلنا إلى المكاتب. فكيف يمكننا أن نعود لننشط كورشة عمل كالسابق؟”

فيما يخص آخر المشاريع، بدأ البرنامج باكتشاف تقنية البلوكتشين بعدما استثمر في شركة “Kano”، وهي شركة مصنعة لأجهزة الحاسوب البسيطة وأدوات التشفير التي يمكن للأطفال تركيب أجزائها. وخلال السنة الماضية، قدمت شركة “Sesame Ventures” مبلغا، لم يتم الإعلان عنه رسميا حيث من المرجح أن تصل قيمته إلى 28 مليون دولار، إلى شركة “Kano”، بهدف توسيع خط منتجاتها وخدماتها.

ووفقاً لشبكة CNBC، تمتلك الشركة حوالي 250 ألف عميل يستخدمون منتجاتهم لتعلم أساسيات تجميع أجهزة مصغرة قائمة على حواسيب “الرسبري باي”. وجاء في تقرير لشبكة CNBC أن: “[المدير التنفيذي لشركة “Kano ،”Alex Klein] صرح أن آخر استثمار حظيت به شركة “Kano” سيُساعدها على توسيع نطاق إنتاجها، لتتخطى نطاق تصنيع أدوات تركيب الحواسيب وتشمل مجالات جديدة على غرار البلوكتشين.

وأضاف Klein، قائلاً: “نحن نحرص كذلك على إماطة اللثام عن الغموض الذي يكتنف الشبكات اللا مركزية على غرار البلوكتشين. كما نعتقد أن الفكرة الأصلية تكمن في تعلم بناء حاسوبك الخاص، بالإضافة إلى البرمجة، وبناء المستقبل عموماً”.

في المقابل، ما يهمنا بالأساس هو قدرتك على بناء شبكة إنترنت خاصة بك، وتعلم كيفية عمل الشبكات حتى تتمكن من حماية بياناتك وتفعيل منافذ الوصول إلى أشخاص آخرين بشكل آمن ومبتكر. بالإضافة إلى ذلك، ما يهمنا أيضا هو تمكينك من تبادل الملفات بطريقتك الخاصة، ما سيخول لك استعادة قدر من السيطرة والتحكم في طريقة عمل أنظمة التواصل الأساسية.

يبدو هذا المشروع طموحاً. وتعد البلوكتشين تقنية لامركزية تُعنى بحفظ السجلات. وتجدر الإشارة إلى أنها تنشط على شبكة الند للند لإدارة أنظمة العملات الرقمية، وإنشاء العقود الذكية، حيث من شأنها أن تحدث ثورة في جميع جوانب المجتمع. وحتى الآن، شهدنا استخدام هذه التقنية في الغالب من قبل الشركات المتعثرة التي تسعى إلى إضفاء نوع من الحداثة والابتكار على علاماتها التجارية. في المقابل، قد تكون شركة “Kano” مختلفة عن سابقاتها.

تُصنّع الشركة أدوات مصغرة تخول للأطفال (أو لأي شخص آخر) الإطلاع على كيفية عمل المكونات الأساسية لأجهزة الحاسوب معًا، بالإضافة إلى تعلم القليل عن التشفير. وقد أخبر Klein قناة CNBC أن نصف إجمالي المستخدمين لمنصّتهم المجانية والمشابهة في عملها لمنصة “CodeAcademy“، تتجاوز أعمارهم 18 سنة.

هناك، يتعلم المستخدمون كيفية تطوير الألعاب والمواقع الإلكترونية وبرمجة النظم الأساسية. وفي هذا الصدد، أوضح Klein لشبكة CNBC قائلا: “في غضون الأشهر القليلة القادمة، سنطلق إعلانات حول منتجاتنا التي  من شأنها أن تطلعك على كيفية تطويرنا لنظام الحوسبة الإبداعي، على مستوى البرامج والأجهزة على حد السواء”.

من الرائع أن نشهد خروج برنامج “شارع سمسم” من الإطار المعتاد، الذي اقتصر على غناء الأناشيد. وفي الحقيقة، ما زال يؤسفنا أن تكون شركة استثمار رأسمالي كهذه قادرة على تقديم رهانات محفوفة بالمخاطر، في الوقت الذي يواجه فيه البرنامج بشكل متواصل إحتمالية تقليص المبالغ التمويلية المقدمة له. ومع ذلك، في حال حقق مشروع Kano نجاحًا، يمكن أن نشاهد بإعجاب أحد أطفال أصدقائنا البالغ من العمر ثمانية سنوات وهو بصدد شرح تقنية البلوكتشين، مثلما اعتدنا  في السابق شرح طريقة عمل برنامج VCR لآبائنا.