إن أغلب المشغلين ووكالات التوظيف اليوم تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الوصول إلى المرشح المثالي لكل وظيفةٍ، وهذا يعني أن الأشخاص يختارون غالبًا الاعتماد على هذه المواقع كجزءٍ من إستراتيجيتهم للحصول على عملٍ.

حسب وكالة “أندركافر ركروتر“،  فإن واحدًا من كل أربعة باحثين على فرص عملٍ ينجح في الوصول إلى مبتغاه عبر موقع فيسبوك أو تويتر أو لينكد إن. ووفقًا لدراسةٍ أجراها موقع “كارير بيلدر” سنة 2017، فإن 70 بالمائة من المشغلين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي لفحص المرشحين المحتملين قبل اتخاذ قرار التوظيف، و57 في المائة من المديرين المسؤولين عن الانتدابات يترددون في إجراء مقابلةٍ مع شخصٍ لا يستطيعون العثور على حسابٍ له على شبكة الإنترنت.

في تقريرٍ مثير للاهتمام نشره موقع “باي سكايل“، تبين أن البعض يرجحون أن ما يصل إلى 85 في المائة من الوظائف المتاحة يتم ملؤها عبر العلاقات الشبكية التي تُبنى على مواقع التواصل الاجتماعي. وإذا كنت تبحث عن عملٍ، فإنه يمكنك تخصيص وقتٍ لبناء شبكةٍ مهنيةٍ على مواقع التواصل الاجتماعي عوضًا عن الاكتفاء بالتردد على المواقع المختصة في مجال التوظيف.

قال براي رينولدس، المتخصص في الموارد البشرية في مؤسسة “فلاكس جوبز“، إنه “عندما يبحث مدير الشركة عن اسم أحد المرشحين للوظيفة من أجل الحصول على معلوماتٍ أفضل حوله، فإن حظوظ ذلك المترشح تتقلص بشكلٍ كبيرٍ إذا لم يتمكن المدير من العثور عليه على شبكة الإنترنت”. وفي أسوأ الحالات، يجب أن يمتلك المرشح حسابًا يتضمن كل معلوماته المهنية على موقع لينكد إن، ليتمكن من إبراز مهاراته وخبراته أمام أصحاب الشركات الذين يهتمون بشبكة الإنترنت، ويفهمون كيفية الاستفادة منها لاتخاذ القرار الصحيح.

تستغل بعض مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى هذه الميزة لفائدتها. فعلى سبيل المثال، يستخدم موقع فيسبوك الآن خاصيةً جديدةً للوظائف، يمكنها أن تساعدك على إيجاد مبتغاك بشكلٍ دقيقٍ وسهلٍ. وفي ظل امتلاك 65 مليون شركةٍ حول العالم صفحاتٍ وحساباتٍ رسميةٍ على موقع فيسبوك، فإن هذا الأمر يبدو مثيرًا للاهتمام.

فيسبوك منصة للتوظيف

أجرى مارسيلو بالفي، نائب مدير جمع المعلومات في مؤسسة الأبحاث “سي بي إنسايت”، لقاءً مع شبكة “سي إن إن” الأمريكية، حول مدى مساهمة هذه الميزة الجديدة في تمكين فيسبوك من افتكاك حصةٍ في قطاع التوظيف الذي كان يسيطر عليه بالكامل موقع لينكد إن، الذي يعتبر موقع التواصل الاجتماعي الخاص بالعمل.

في هذا اللقاء، قال مارسيلو إن “هذا يمكن أن يشكل تهديدًا لموقع لينكد إن، إذا تمكن الجيل الجديد من الباحثين على الوظائف من الحصول على مبتغاهم من فيسبوك، أو بات هذا الموقع الخيار الأول لمن يبحثون عن فرصٍ في سوق التشغيل”.

ولكن تحويل فيسبوك إلى منصةٍ للبحث عن الوظائف سوف يؤدي لتخطي كل الحدود الفاصلة بين الحياة الشخصية للأفراد ومسيرتهم المهنية. أما بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون مقاومة الرغبة في نشر محتوى لا يفترض أن يراه المديرون وأصحاب الشركات، فسيتوجب عليهم الوثوق بشكلٍ كلي في إعدادات حماية الخصوصية التي يوفرها فيسبوك.

على خلفية الفضائح التي تلاحق فيسبوك في الفترة الأخيرة، فإنه من الأفضل إيجاد وسيلةٍ أخرى للعثور على وظيفةٍ. وإذا كنت تريد الإشادة بصديقٍ وترشيحه لمركزٍ معين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيمكنك أن ترسل له رابطًا بالإعلان عن الوظيفة دون أي أغراضٍ ربحيةٍ أو استفادة مقابل ذلك.

هنا يظهر دور البلوكتشين كبديلٍ ممتازٍ للبحث عن وظيفةٍ. فعلى سبيل المثال، تساعد منصة “آي ووركر” على إيجاد الشركة الأكثر تناسبًا والوظيفة الأفضل حسب شخصية المترشح، ومهاراته المهنية، والإنجازات التي حققها. وتوفر ميزة اللامركزية أفضل الفرص من أجل خلق مناخٍ مهني جديدٍ. كما أنه من السهل مكافأة الأشخاص على جهودهم في منصة “آي ووركر”؛ إذ أنه بفضل العقود الذكية بات بإمكان الشخص الحصول على المكافآت بشكلٍ آلي عند ترشيح أحد معارفه للتقدم إلى الوظيفة.

كما أن كل المعلومات المدرجة على هذه المنصة تُخفظ في مكانٍ آمنٍ، فضلا عن أن كل الخطوات تتم في كنف الشفافية، وبشكلٍ يحمي المترشح من إمكانية الوقوع في مأزق الحصول على خدماتٍ باهظة وغير ضروريةٍ.

البلوكتشين

إن منصة “آي ووركر”، التي تعتمد على تكنولوجيا البلوكتشين، هي منصة توظيفٍ قادرةٌ على حل المشاكل بفضل عدة مميزات:

  1. خفض كلفة الانتداب: في العادة، يتقاضى الوسطاء عمولاتٍ ضخمةٍ على دورهم، إذ أن متوسط المبلغ الذي تكلفه عملية التوسط لملء فراغٍ في إحدى الشركات هو 8 آلاف دولارٍ. لكن العقود الذكية تجعل هذه العملية أكثر شفافيةً ويمكنها خفض النفقات إلى الربع تقريبًا.
  2. السيطرة التامة على البيانات الشخصية: سيكون بإمكان الأفراد الآن ضمان حماية معطياتهم الشخصية وفي النفس الوقت الحصول على مكافأةٍ عليها.
  3. الحصول على الوظيفة المناسبة: بات ذلك ممكنا ليس فقط من ناحية المهارات، بل أيضا من ناحية الخصائص النفسية. وبهذه الطريقة، تساعد “آي ووركر” الشركات على إيجاد المرشح الأفضل.

طورت منصة “آي ووركر” حلًا جذريًا، من خلال وضع الميزات الفريدة لتكنولوجيا البلوكتشين في قلب برمجية وورك 2.0، وبذلك سيتلقى كل شخصٍ الآن مكافأةً على كل الترشيحات التي قام بها للشخص المناسب في الوظيفة التي تناسبه. ويتم دفع هذه المكافآت بشكلٍ آلي، بمساعدة العقود الذكية، لجميع الأطراف المتدخلة في عملية التوظيف. ويمكنك قراءة الدراسة التي أجريت حول خوارزميات موقع “آي ووركر” على موقع “هاكر نون“.

حسب دراسةٍ أجرتها مجلة “فوربس“، فإن 83 في المائة من الأشخاص الذين يبحثون عن عملٍ أكدوا أنهم يستخدمون فيسبوك في عملية بحثهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بينما يستخدم 36 في المائة منهم موقع لينكد إن، على الرغم من أن هذا الموقع هو الأكثر زيارةً من قبل الباحثين عن عمل.

أفاد رئيس مؤسسة “كارير هورايزونز”، مات يانكيست، لموقع “إن بي آر“، بأنه “على الأقل 70 أو 80 في المائة من إعلانات الوظائف لا تُنشر أمام العلن”، وهذا يعني أن العمل الشبكي أصبح واحدًا من أفضل الطرق للحصول على وظيفةٍ جديدةٍ. ولكن، يكمن المشكل في أن الشخص الذي رشح شخصًا آخر للوظيفة المتاحة لا يحصل على أي مكافأةٍ، حتى لو كان الشخص المرشح مناسبًا تمامًا للوظيفة.

وهنا يأتي دور البلوكتشين التي تمتلك القدرة على تغيير هذا الأمر، ومنح الأفراد مكافأةً على الترشيحات الجيدة التي قاموا بها، دون المرور عبر وكالات التوظيف أو الانتظار لشهرين أو ثلاثة منذ المقابلة الأولى حتى اتخاذ القرار النهائي. وسوف يؤدي ذلك إلى خفض تكاليف الانتداب على الشركات، ويخلق فرصةً للأفراد للحصول على دخلٍ إضافي ليس فقط مقابل القيام بعملهم، بل مقابل قدرتهم على تحديد الشخص المناسب لكل موقعٍ.

أليست هذه هي تكنولوجيا المستقبل؟ وهذه المنصة هي الموقع المناسب لكي يحصل الأشخاص على مكافأةٍ على مهاراتهم؟

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.