مدينة ليون الفرنسية تعمل على تجربة خدمة مشاركة المركبات مرتكزة على البلوكتشين

يعمل معهد البحث التكنولوجي “سيستيم إيكس” في مدينة ليون الفرنسية على تجربة خدمة جديدة في الطرقات مرتكزة على تقنية البلوكتشين، تعنى بتوحيد مختلف منصات مشاركة المركبات على اختلافها والمنتشرة في كامل ربوع المدينة، على أمل تقديم خيارات أكثر للمستخدمين وتشجيعهم على اتباع هذا النظام خلال تنقلاتهم.  ويتمثل الهدف من وراء كل ذلك في تسهيل حركة مرور السيارات على امتداد الطريق “أ6/أ7″، حيث يشهد هذا الطريق ازدحاما مروريا كبيرا.

فيما يتمثل العائق الرئيسي أمام تطوير خدمات مشاركة المركبات لمسافات قصيرة؟ يشغل هذا السؤال الشائك تفكير العديد من الأشخاص، الأمر الذي يدفعنا نحو اقتراح عرض مثير للاهتمام على مستخدمي الطريق، عبر توقير خدمة موثوق في نجاعتها. ولتجاوز هذا المشكل، قررت مدينة ليون، بالشراكة مع معهد البحث التكنولوجي “سيستيم إيكس”، العمل على تجربة جهاز يعتمد على تقنية البلوكتشين بهدف ربط نظم منصات مشاركة المركبات المخصصة للتنقل من المنزل إلى مقر العمل.

تسهيل حركة المرور بفضل ديناميكية نظام مشاركة المركبات

أفاد المسؤول عن هذا المشروع التابع لمعهد البحث التكنولوجي “سيستيم إيكس”، يان بريان، أن “هذا المشروع يندرج ضمن السياق التنظيمي الذي طرأ على عملية تعديل قانون التوجيه بشأن التنقل، والذي يهدف بدوره إلى تجربة حلول بديلة لتسهيل تنظيم حركة المرور على الطرق السيارة. ففي مدينة ليون، تعمل السلطات التنظيمية التابعة للنقل المحلي على تركيز طريق ديناميكي خاص بخدمة مشاركة المركبات على امتداد الطريق “أ6/أ7”.

على امتداد طرق بطول 2*3، سيتم تخصيص أقسام من الممر الأيسر لسيارات كاربوول والسيارات التي تحمل مسافرين أو أشياء أخرى، إضافة إلى المركبات منخفضة الانبعاث، وسيارات الأجرة والنقل العمومي. وخلال فترات الذروة، ستقوم سلسلة من الإشارات الديناميكية بتوجيهك لاتباع أي مسار يناسب حمولتك، مع العلم أن هذا النظام بدأ العمل به فعلا في منطقة وادي السيليكون الأمريكية.

وصرح يان بريان أن “الهدف من وراء هذا المشروع يتمثل في زيادة معدل تعبئة المركبات (الذي يتراوح حاليا بين 1.1 و1.2 شخص) لتسهيل حركة المرور. في المقابل، نقدم لمستخدمي هذا الطريق الخاص القدرة على التحكم في الوقت خلال قطعهم المسار الذي حدد لهم”. ولتحقيق هذا الهدف، يعمل هذا المشروع على زيادة حجم عروض خدمة مشاركة المركبات للرحلات اليومية دون تعقيد العملية بالنسبة للمستخدم.

ونوه صاحب المشروع إلى أنه “عبر توحيد كامل العروض، يمكننا إدارة مؤشرات الأداء ذاتها لخدمة مشاركة المركبات من أجل الحصول على مستوى معين من ثقة المستخدم في هذه الخدمة الجديدة”.

تقنية البلوكتشين لتوحيد العروض

سيتم فيما بعد توحيد هذه الخدمات عبر خدمة الدعم الذي يربط بينها نظام أشبه بالواسطة، ألا وهو منصة أو تقنية البلوكتشين، التي لن تكون مرئية بالنسبة للمستخدمين. وسيحظى مستخدمو الطريق بفرصة الولوج إلى جميع العروض التي تقترحها خدمة تشارك المركبات الجديدة التي سننتشر عبر طرق المدينة، مع الحفاظ على واجهة المشغل المعتاد.

ولكن، لماذا اعتماد تقنية البلوكتشين؟ ستسمح هذه التقنية، من الناحية الفنية، بربط منصات التشغيل المختلفة الخاصة بخدمات مشاركة المركبات التي لم يتم تصميمها وفقًا لقاعدة مشتركة. وﺳﺗﺗﯾﺢ تقنية البلوكتشين أﯾﺿﺎ إﻧﺷﺎء قاعدة للتعويضات ﻟﺿﻣﺎن اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺷﻐﻟﯾن.

وحسب يان بريان، تتسم هذه التقنية بميزة من ناحية الحوكمة، “حيث سيحدد مستعملي خدمة مشاركة المركبات أساليب مشتركة لإدارة هذه العملية بعيدا عن تدخل السلطات التنظيمية المكلفة بتنظيم حركة النقل، التي سيصبح دورها مقتصرا على الوساطة، دون أي لعب أي دور على مستوى التدفقات المالية للمستخدمين”. ويخطط القائمون على المشروع أيضًا إلى إنشاء نظام وفاء عبر الوحدات الخاصة (وهي عبارة عن عملة رقمية) لدفع المستخدمين لاختيار خدمة مشاركة المركبات.

تجارب على عين المكان سنة 2020

فيما يتعلق بموعد انطلاق المشروع، فسيبدأ العمل عليه رسميا خلال هذا الصيف. ويأمل معهد البحث التكنولوجي “سيستيم إيكس” في القيام بأول تجارب على عين المكان انطلاقا من سنة 2020. واليوم، انضمت كل من الشركة الناشئة “إيدفرووم” “وسيتي.كووب”  لهذا البرنامج، ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن  انضمام شركاء آخرين خلال الأشهر القادمة.

من جهته، أكد يان بريان أنه “سيكون لدينا عدد من المستخدمين يسمح لنا بالبروز بشكل كبير والقيام بتجارب على عين المكان. لا زال مشروعنا محليا. ولكن بمجرد رفع القيود التكنولوجية، نطمح إلى أن ننشره عبر مدن أخرى”.