تتسم معظم الأصول المالية بالتقلب، ولكن بدرجاتٍ متفاوتة. وقد اشتهرت عملة البيتكوين، على وجه الخصوص، بتقلب قيمتها السوقية بشكلٍ كبيرٍ. وتعاني هذه العملة من تقلباتٍ حادةٍ على مستوى أسعارها على المدى القريب، وهو ما يمثل خطرًا سلبيًا. ومع ذلك، شهد سعر البيتكوين إرتفاعاً واضحاً في مطلع سنة 2017.

مسار الارتفاع الحاد في أسعار البيتكوين على المدى البعيد

شهدت أسعار البيتكوين انخفاضاً كبيراً منذ مطلع شهر يناير/ كانون الثاني من هذه السنة. وإذا ما تغاضينا عن التوتر الناجم عن تقلبات أسعار البيتكوين خلال فترات قصيرة، ووجهنا جل اهتمامنا على أداء العملة طويل الأمد، سيتبين لنا أن هذه العملة الرقمية تواصل تقديم أداء مبهر. وفي تغريدةٍ له على موقع تويتر، قال الرئيس التنفيذي لوكالة “ذي كرييتف كونسل”، ران نوينر، إن ” قيمة البيتكوين انخفضت بنسبة 50 بالمائة هذه السنة، ولكنها لازالت مرتفعةً بنسبة 700 بالمائة منذ غرة  يناير/ كانون الثاني من السنة الماضية”.

ربما لن تولي هذه المعلومة أهميةً تُذكر في حال التحقت بهذه السوق في الفترة التي لحقت شهر ديسمبر/ كانون الأول من سنة 2017. وإذا كنت مجرد مستثمرٍ مؤقتٍ على المدى القصير، فأنت على الأرجح  بصدد خسارة أموالك. ففي الواقع، إن كلاً من الاستثمارات قصيرة الأمد وطويلة الأمد مقترنةٌ بدرجاتٍ متفاوتةٍ من المخاطر، حيث يرافق الاستثمار قصير الأمد مزيدٌ من الخطر السلبي لأنه شبيه بالمقامرة إلى حدٍ كبيرٍ.

أما الاستثمار طويل الأمد، فيتطلب مواصلة الاستثمار على امتداد سنةٍ أو عدة سنواتٍ. لذلك، نجد أن من سارعوا في تبني عملة البيتكوين باكراً يبلون بلاء حسناً في ظل هذه التقلبات، حتى وإن اضطروا في بعض الأحيان إلى تحمل فتراتٍ طويلةٍ من الكساد، كما هو موضحٌ في الرسم البياني أدناه.

ينصح العديد من المستثمرين الماليين باعتماد التنوع. وحيال هذا الموضوع، كتب المستشار المالي إدوارد جونز، ما يلي: “بصفتي مستشارا، أظن أنك ربما ستحتاج إلى الدخول في كلٍ من الاستثمارات طويلة المدى وقصيرة المدى. ومن خلال اكتشاف أوجه الاختلاف بين هاتين الفئتين، ستتبلور لديك فكرةٌ عامةٌ حول ما يمكن توقعه من استثماراتك. وهذه الفكرة المسبقة يمكن أن تساعدك على اتخاذ الخيارات الصحيحة التي تناسبك”.

الاتجاه السائد هو الأنسب

بلا شك، حتى إن لم يكن معلومًا ما إذا كان سعر البيتكوين سيستمر في الارتفاع أم لا، ستتزايد التكهنات الإيجابية والسلبية على حد السواء. تتنبأ شركة The Motley Fool بأن دخول المستثمرين المؤسسيين سيكون له عواقب وخيمةٌ “حيث ستصبح شكوكهم إزاء العملات الرقمية والأموال المتأتية منها طرفًا من هذه المعادلة”.

خلافًا لذلك، يتوقع آخرون بأن سعر البيتكوين سيرتفع بعد دخول المستثمرين المؤسسيين. فقد أخبر سبنسر بوجارت، وهو رجل أعمال يملك رأس مال استثماري في البلوكتشين، قناة CNBC، بالدافع الذي يحفزه على مواصلة شراء البيتكوين رغم خسائرها المستمرة، قائلاً إن “كل البنوك الرائدة تحاول اتخاذ قرار بخصوص هذا المجال، لمعرفة ما إذا كانوا سيوفرون البيتكوين لعملائهم أم أنهم سيقومون بإنشاء منصةٍ للتعامل بالعملات الرقمية، أو فتح مكتبٍ للتداول. لذلك، يبدو أن إضفاء طابعٍ مؤسسي أكثر عمقًا على البيتكوين يعتبر إيجابيًا بشكلٍ عامٍ”.

هناك عددٌ كبيرٌ من التكهنات بقدر عدد المتنبئين. لكن الحقيقة تكمن في أنه لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يحدث في الأسواق المالية، حيث أن الاستثمار طويل المدى قد يكون أقل خطورةً من الاستثمار قصير المدى. ومع ذلك، لا تنسى أن “الاتجاه السائد هو الخيار الأنسب”.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.