بينما يستهجن الإسلام الفائدة المرتفعة للقروض والعملات التي لا تدعمها سلع أو أصول، ونظام بيع سلسلة بونزي، وظّف مسجد شاكيلوال لين في لندن البيتكوين لصالحه. وعلى الأرجح، سيمكن هذا المسلمين في المنطقة من منح الصدقات، وتقديم التبرعات للمسجد عبرة العملة الرقمية.
بيتكوين للزكاة والصدقة
فيما يبدو وكأنه مناورة مستقبلية، وافق أول مسجد على ملك رجل أعمال تركي في المملكة المتحدة على استخدام البيتكوين والإيثر الخاصة بنظام الإيثريوم في موسم رمضان.
وقال إركين غوني رئيس المسجد: “سيتم استخدام الزكاة لإطعام الفقراء في مجتمعنا المحلي ومساعدة المحتاجين. وسنخصص مبلغا خاصا للقيام بالترميمات اللازمة والعاجلة في المسجد. ستكون حملة العملة الرقمية ناجحة إن شاء الله، وسنتلقى التبرعات عن طريق هذه العملات. وفي حال نجح الأمر، فأنا متأكد بأن العديد من المساجد والجمعيات الخيرية الإسلامية، ليس في بريطانيا فقط ولكن في جميع أنحاء العالم، ستسير على خطانا”.
وفقا لياهو فاينانشيال، يعد غورميت سينغ، صاحب شركة للتكنولوجيا الشخص وراء طرح فكرة دمج العملة الرقمية بالمسجد، حيث عمد إلى إرشاد القائمين عليه إلى فوائد مثل هذه العملية.
مناقشات العالم الإسلامي حول العملة الرقمية
كانت هناك العديد من الآراء المتضاربة من قيادات المسلمين فيما يتعلق بشرعية العملة الرقمية. وقد تمت مناقشة هذا الموضوع في العديد من المؤتمرات الإسلامية منذ سنة 2016. ففي يناير/ كانون الثاني 2018، ذكر موقعنا أن مفتي الديار المصرية الشيخ شوقي علام قد أكد أنه ليس من مؤيدي العملات الرقمية، وسيكون ممتنا كثيرا لو حظرت السلطات هذه الأصول.
من جهته، قال مستشار المفتي الدكتور مجدي عاشور، في يناير/ كانون الثاني من سنة 2018، إن “هذه العملة توظف بشكل مباشر في تمويل الإرهابيين، ولا تخضع لضوابط محددة، ما يجعلها غير مطابقة لشروط العقد في الإسلام، ولهذا فهي محرمة”.
من ناحية أخرى، صرح البنك المركزي الماليزي الذي يشرف على الاقتصاد الأكثر تأثيرا في عالم التمويل الإسلامي، في فبراير/ شباط أن العملة الرقمية ملك للشعب وهو من يجب عليه أن يقرر كيفية تنظيمها. علاوة على ذلك، قالت شركة بلوسوم فاينانس، التي تتخذ من إندونيسيا مقرا لها، إن العملات الرقمية مسموح بها في العالم الإسلامي، لأنها شكل من أشكال الثروة، وذلك وفقا لما ورد في التقرير الذي نشر في موقعنا في أبريل/ نيسان.
ويخالف سينغ، أحد مؤيدي البيتكوين المتحمسين وأحد عشاق العملة الرقمية، وجهة نظر الدكتور عاشور، حيث يؤمن أن اقتصادًا إسلاميًا متوافقاً مع تكنولوجيا البلوكتشين سيكون ذا فائدة للجميع.
وفي هذا الصدد، أفاد سينغ، قائلا: “هل كان من الممكن أن نمر بأزمة الرهن العقاري في سنة 2007 و2008، أو الأربعاء الأسود في سنة 1992، أو الاثنين الأسود في سنة 1987، أو الأعظم من كل ذلك، انهيار وول ستريت في سنة 1929، إذا لم تكن المضاربة ممارسة معتادة في نظامنا المصرفي الغربي”.
وأضاف سينغ أنه “من المنظور المالي، يمكن للجوانب الأخلاقية لاقتصاد إسلامي يستند على البلوكتشين أن يساعد على إقحامه في معترك القرن الواحد والعشرين. يمكن لهذه التكنولوجيا أن تسهل الانتشار العالمي، والوصول إلى أشخاص ليس لديهم القدرة في التمتع بالتمويل التقليدي، ولكنهم يملكون جهاز هاتف ذكي. ونحن نؤمن بأن هذا النموذج سيروق لغير المسلمين أيضا”.
هل سيفتح الباب أمام 1.8 مليار مسلم؟
يدار البيت الإسلامي للصلاة الموجود في دالستون، الموجود في شرق لندن، من قبل صندوق الجمعية الخيرية الإسلامية التركية. وقد لخص سينغ كل شيء، لأن قرار المسجد بدمج تحويلات العملة الرقمية يعد خطوة مبتكرة في الاتجاه الصحيح وستكون ذات فائدة كبيرة للجميع.
في حال ثبت نجاح هذه المبادرة، فمن المتوقع أن تصبح عملة البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية مقبولة بشكل كبير بين المسلمين، الذين يقدر عددهم بنحو 1.8 مليار شخص حول العالم.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.