“عند مستواها الأعلى، البلوكتشين تجسد طبقة ثقة”
مثلت هذه الكلمات السبع افتتاحية خطاب الشريكة المؤسسة لشركة كالييدو إنسايتس، جيسيكا غروبمان، الموجزة ضمن فعاليات “قمة البلوكتشين للابتكار في مجال العلامات التجارية” التي نظمتها أكاديمية سي دي إكس في 11ر مايو/ أيار الحالي. وجمعت هذه القمة ممثلين عن الشركات الناشئة القائمة على البلوكتشين والمؤسسات الحالية للنظر في مجالات الاستخدام المختلفة لهذه التكنولوجيا ومناقشتها، مع الأخذ بعين الاعتبار مزاياها وعيوبها.
بالنسبة للعديد من الجماعات، يمثل تخزين البيانات الاستخدام الأوضح لتكنولوجيا البلوكتشين، سواء كان ذلك في قطاع الرعاية الصحية أو فيما يتعلق بتخزين بيانات المستهلك الخاصة. في الآونة الأخيرة، تصدرت أخبار تجاوز المؤسسات المركزية لصلاحياتها فيما يتعلق بالبيانات الشخصية عناوين الأخبار. ولعل أبرزها قيام تطبيقات الطرف الثالث بجمع بيانات مستخدمي موقع فيسبوك.
في حديثها عن الفضيحة المتعلقة بفيسبوك خلال أحد الاجتماعات، أفادت نائبة رئيس قسم الشراكات والعمليات بمنصة “ماد هايف” لتبادل العملات الرقمية، كريستينا كاشيابيوتي، قائلة: “أرى تحولا جوهريا على وشك الحدوث، خاصة مع فضيحة تسرب البيانات الأخيرة المتعلقة بفيسبوك. وأعتقد أن المستخدم العادي أصبح الآن أكثر وعيا بكيفية جمع البيانات المنتشرة”.
من جهته، ساند رئيس قسم الابتكار في بنك إتش إس بي سي، جيريمي بالكين، هذا الموقف، قائلا إن موجة تبني تكنولوجيا البلوكتشين بشكل عام يقع العمل على تعزيزها وتسريع وتيرتها بسبب غياب الثقة في الأنظمة الحالية. وعلى عكس كاتشيابيوتي التي اقترحت وسائل الإعلام الاجتماعية الحديثة على سبيل المثال، أشار بالكين إلى الأنظمة المالية، حيث يتطلع الناس، خاصة جيل الألفية، إلى التكنولوجيا الناشئة على اعتبارها طريقة لحماية خصوصيتهم وتوفير أمنهم.
ستوفر هذه التكنولوجيا بنية أساسية أكثر أمانا للحياة الرقمية الخاصة بالأفراد والشركات الكبرى على حد السواء. وفي هذا السياق، قال المدير الإداري في شركة كومكاست فنتشرز، غيل بيدا، إن شركات الاتصالات العملاقة تحاول الاعتماد على تقنية دفتر الأستاذ الموزع بهدف زيادة الأمان، وذلك ليس في إطار التصدي لعمليات الاختراق فحسب، وإنما أيضا بهدف الحد من حجم الضرر المحتمل في حال تعرض النظام للاختراق.
الثغرات الأمنية
مع ذلك، لا زال العديد من المشاركين في المناقشة يتوجسون خيفة بشأن قدرة البلوكتشين على تأمين الأنظمة في الوقت الحاضر. فعلى سبيل المثال، حذر كبير مناصري أمن المستهلك في شركة مكافي، غاري دافيس، من أن تقنية البلوكتشين تحتوي على خلل كبير، فعلى الرغم من أن البلوكتشين آمنة في حد ذاتها، إلا أنها محاطة بالكثير من الثغرات الأمنية. وأردف دافيس أن “تقنية البلوكتشين تعتمد على الإنترنت. وبذلك، فهي تعتبر تقنية تعتمد على قاعدة ضعيفة معرضة للهجوم دائما”.
وتطرق دافيس إلى الهجوم الأخير الذي تعرضت له منصة “ماي إيثر واليت”، حيث تمكن مجموعة من قراصنة الحاسوب من سرقة عملة إيثريوم بقيمة 150 ألف دولار، وذلك، بسبب ثغرة في خادم أسماء النطاقات، التي كانت تستخدمها المحفظة.
ويرى العديد من المستخدمين أن ثبات تقنية البلوكتشين يعتبر من أفضل ميزات هذه التقنية. ويعتقد السيد غيل بيدا أن تلك الميزة قد تكون أمرا مزعجا بصورة كبيرة للأشخاص الذين يحفظون بياناتهم الشخصية أو معلوماتهم المالية على إحدى المنصات. وأضاف بيدا أنه “في الوقت الحاضر، تعتبر سرقة بياناتنا الشخصية أو بيانات بطاقاتنا الائتمانية مشكلة كبيرة للغاية، إلا أننا نمتلك آليات واضحة لاستعادتها”.
وأضاف بيدا أنه “في حال فقد شخص ما المفتاح المزدوج عام/خاص، فقد انتهى أمره، فمن لديه المفتاح الخاص يستطيع الولوج إلى كل ما يملكه ذلك الشخص”. ومن هذا المنطلق، قال بيدا إن “الهجوم الأول لا يستهدف سرقة المفاتيح الخاصة العامة، ولكن سرقة المفاتيح الخاصة فحسب”. وعلى الرغم من ذلك، أشار بيدا إلى أنه يتمنى أن تتحلى الصناعة بقليل من الصبر حتى يتمكن خبراء التكنولوجيا من تلبية حاجات الشركات. وفي النهاية، صرح بيدا قائلا: “البلوكتشين تقنية رائعة، وأعتقد أنها تزعج بعض الشركات القائمة حاليا”.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.